ميشال ويلبيك: هلوسات بلا حدود

23 يونيو 2016
(ميشال ويلبيك، تصوير: ميشال مدينا)
+ الخط -

يحتضن "قصر طوكيو للفن المعاصر" في باريس، ابتداءً من اليوم الخميس وحتى نهاية آب/ أغسطس المقبل، معرضاً فنّياً كبيراً مخصّصاً للكاتب الفرنسي المثير للجدل ميشال ويلبيك، تحت عنوان "ويلبيك: البقاء على قيد الحياة"، وهو عنوان مجموعة شعرية كان ويلبيك أصدرها عام 1995، قبل انتقاله إلى كتابة الرواية وتحقيقه شهرةً كبيرة يحظى بها الآن في فرنسا وخارجها.

يشتمل المعرض على مساحة تُقدّر بقرابة ألفي متر مربع، وتحتلّ تقريباً نصف مساحة بناية قصر طوكيو، أبرز متحف للفن المعاصر في فرنسا، والذي يوجد في قلب العاصمة باريس على مقربة من ساحة "تروكاديرو" السياحية.

يتكوّن المعرض من مسار متعرّج تم تنظيمه بشكل يتيح للزائر تتبّع سيرة الكاتب الفرنسي الأكثر انتشاراً في العقود الأخيرة، وحرص المنظّمون، بالتنسيق مع الكاتب، على استعمال خاص للصور والأصوات والضوء في عملية فنية تبرز أعماله الروائية والشعرية، وأيضاً الأفلام السينمائية التي استلهمت رواياته، إضافةً إلى مقاطع فيديو من حفل موسيقي "غنّى" فيه مقاطع من قصائده، إلى جانب رسومات وتركيبات فنية استلهم فيها فنانون عوالمه الروائية.

لكن ما يراه الزائر بالفعل هو عملية سبر أو "ستربيتيز" للهلوسات التي تسكن ويلبيك، خصوصاً هوسه الشديد بفكرة الموت، كما تعكسها قطعة فنية هي عبارة عن جمجمة كُتب عليها في ما يشبه شاهد قبر "ميشال ويلبيك: 1959 - 2037".

نقل ويلبيك إلى هذا المعرض محتويات حجرة مكتبه من الشقة التي يعيش فيها، وتضمّ المكتب الذي يشتغل عليه والكتب الأثيرة لديه، وأسطوانات الموسيقى التي يحب الاستماع إليها. كما يحتوي المعرض على آلة موزّعة لعلب السجائر، في إشارة إلى إدمانه على التدخين، وأيضاً طاولة بار وُضعت عليها زجاجات تعكس إدمانه على الكحول.

وإذا كان المعرض يهدف، بشكل واضح، إلى تسليط الأضواء على انشغالات الكاتب والمظاهر المختلفة لهلوساته، فإن المنظّمين تجاهلوا الإشارة، ولو بشكل غير مباشر، إلى هوس أساسي، بلغ حد التطرّف، يسكن روايات ويلبيك، ويتمثّل في حقده على الإسلام والمسلمين، وعنصريته الشديدة تجاه الأجانب، خصوصاً العرب والسود منهم، وهي من المواضيع التي جعلته يحقّق شهرة كبيرة في سياق فرنسي تتصاعد فيه موجة الإسلامُفوبيا، خصوصاً مع روايته الأخيرة "خضوع" التي يتخيّل فيها فرنسا محكومةً من رئيس مسلم يطبّق الشريعة الإسلامية في فرنسا بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية عام 2022.

دلالات
المساهمون