و"غوتشيفر2.0"، أو المعروف بلقب "الهاكر الوحيد"، والذي قام بتزويد موقع "ويكيليكس" برسائل إلكترونية مسروقة من اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي، والمرشحة الرئاسية هيلاري كلينتون، كان في الواقع ضابطاً في مديرية الاستخبارات العسكرية الروسية "GRU"، بحسب ما كشف "ذا ديلي بيست".
وعلم الموقع، وفق ما أورد، في تقرير حصري، اليوم الجمعة، أنّ مولر، قد تولّى التحقيق في ملف "غوتشيفر"، واستدعى عملاء مكتب التحقيق الفيدرالي "إف بي آي" الذين عملوا على تعقّب القرصان، إلى فريقه.
وكان روجر ستون المستشار السياسي لترامب، قد اعترف، بأنّه على اتصال مع "غوتشفير" عبر خدمة الرسائل المباشرة من "تويتر".
وفي أغسطس/آب 2016 ، نشر ستون مقالاً على موقع "بريتبارت نيوز" اليميني المؤيد لترامب، يدعو فيها خصومه السياسيين إلى "التوقف عن لوم روسيا" على قضية الاختراق.
وكتب، آنذاك قائلاً، "لدي بعض الأخبار عن هيلاري والديمقراطيين. أعتقد أنّني حصلت على الجاني الحقيقي. لا يبدو أنّ الروس هم الذين قاموا باختراق اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي، لكن بدلاً من ذلك كان هناك مخترق يُدعى (غوتشيفر 2.0)".
وبعد خمسة أشهر، في يناير/كانون الثاني 2017 ، قيّمت وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي إيه"، ووكالة الأمن القومي "إن إس إيه"، ومكتب التحقيقات الفيدرالي "إف بي آي"، "بثقة عالية" بأنّ "المخابرات العسكرية الروسية (مديرية الاستخبارات الروسية للأركان العامة أو GRU) استخدمت شخصية "غوتشيفر 2.0"، وDCLeaks.com لنشر البيانات المقرصنة للحزب الديمقراطي.
وتظاهر "غوتشيفر 2.0"، الشهير بلقب "الهاكر الوحيد"، بأنّه قام بالاختراق الرقمي للجنة الوطنية للحزب الديمقراطي، وقال في مقابلة مع موقع "موذربورد" إنّه روماني.
لكن، ومن خلال عمله خارج عنوان بروتوكول الإنترنت "IP" المعرف الرقمي لأي جهاز مرتبط بشبكة معلوماتية تعمل بحزمة بروتوكولات الإنترنت، تمكّن المحققون الأميركيون من تحديد "غوتشيفر 2.0" كضابط معين في مديرية الاستخبارات الروسية "GRU"، يعمل خارج مقر الوكالة في موسكو.
في 22 يوليو/تموز 2016، بدأ موقع "ويكيليكس" بنشر محتويات بيانات يمتلكها تقارب حوالى 19 ألف رسالة بريد إلكتروني و8 آلاف ملف مرفق، تمت سرقتها في اختراق الحزب الديمقراطي.
وبينما كان ترامب يروّج للتسريب على "تويتر" وفي تجمعات حملته الانتخابية، حول ستون الدفع ضد اتهام وقوف الكرملين وراء الاختراق.
وفي مقالته أغسطس/آب 2016 على موقع "بريتبارت نيوز"، جادل ستون بأنّ "غوتشيفر 2.0"، هو قرصان روماني كما ادعى، متهماً إياه بالوقوف وراء اختراق الحزب الديمقراطي بالقول إنّ "غوتشيفر هو الصفقة الحقيقية".
وفي مايو/أيار الماضي، اعترف ستون بأنّه تبادل أيضاً رسائل مباشرة مع "غوتشيفر 2.0" ونشر ما قال إنّها نسخة مكتوبة موجزة من رسائل التواصل بينهما، وتظهر أنّ ستون قام بتهنئة القرصان، على العودة إلى "تويتر" بعد تعليق قصير لحسابه.
حافظ "غوتشيفر 2.0"، بعد ذلك، على وجود متفرق له عبر الإنترنت، طوال فترة الانتخابات الأميركية، ونشر في مدونته المخصصة على "وورد برس"، وعلى "تويتر"، المزيد من وثائق اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي، وأحيانًا في رسائل إلكترونية خاصة لصحافيين، بحسب الموقع.
وكشف مصدر مطلع على هذه المسألة، لـ"دايلي بيست"، أنّ حساب شخصية "غوتشيفر 2.0"، تم تسليمه في وقت لاحق بعد إطلاقه المتسرّع، إلى ضابط استخبارات روسي أكثر خبرة.
وفي حين أنّه من غير الواضح ما يعتزم مولر القيام به مع "غوتشيفر 2.0"، اتهمت آخر لوائح اتهام قدّمها 13 روسياً مرتبطاً بـ"وكالة البحث على الإنترنت" القيام بمؤامرة "بغرض التدخل في العمليات السياسية والانتخابية الأميركية، بما في ذلك الانتخابات الرئاسية لعام 2016".
وكانت تلك، الخطوة الأولى التي قام بها مولر، لوضع التدخل الروسي بالانتخابات، في سياق إجرامي، لكنّها لم تصل إلى حد تورّط نظام الرئيس فلاديمير بوتين، بشكل مباشر، وفق الموقع.
وذكر "ديلي بيست"، أنّ مكتب مولر رفض التعليق على تقريره هذا، لكنّه أشار إلى أنّ تحديد "غوتشيفر 2.0"، على أنّه موظف في أكبر جهاز استخبارات عسكرية خارجية في روسيا، يعني الاقتراب من عتبة الكرملين، وأنّ التحقيق يدنو من ترامب نفسه.