موظفو "سعودي أوجيه" في السعودية... فقدوا الوظائف والمستحقات وينتظرون السجن

27 مارس 2019
لا يزال بعض موظفي الشركة عالقين في السعودية(فرانس برس)
+ الخط -
بعد نحو عامين من فقدان آلاف الأشخاص وظائفهم في شركة "سعودي أوجيه" المملوكة لعائلة الحريري، لا يزال اللبناني محمد عالقاً في المملكة الثرية حيث يسعى لتجنب التعرّض للتوقيف.
واضطر آلاف الموظفين إلى مغادرة السعودية من دون الحصول على رواتب متأخرّة تراكمت على مدى شهور، أو على مستحقّات نهاية الخدمة بعد توقف المجموعة عن العمل عام 2017.

ولا يزال العديد من الموظفين الآخرين، وبينهم محمد (60 عاما) الذي عمل في المجموعة لمدة 35 سنة، عالقين في المملكة، ومع انتهاء صلاحية تأشيرة محمد في السعودية، أصبح موجودا في المملكة بشكل غير قانوني، إلا أنّه يعجز عن المغادرة بسبب عدم سداده كامل القرض المصرفي الذي حصل عليه عندما كان موظفا.

وقال محمد لوكالة "فرانس برس" في مقابلة في شقة بالرياض يقيم فيها موظف سابق آخر في المجموعة: "إنني سجين"، مضيفاً: "عندما أخرج في الرياض، أختار أوقاتا لا تكون فيها نقاط تفتيش حتى لا يتم توقيفي".

وتشهد السعودية التي يعيش فيها نحو 12 مليون أجنبي، حملة ضد العمالة غير القانونية أدّت إلى ترحيل مئات آلاف الأشخاص خلال السنتين الماضيتين.



وبالنسبة إلى موظفي "أوجيه"، التي تملكها عائلة رئيس الوزراء اللبناني الحالي سعد الحريري، فإنهم غير قادرين على العمل بسبب انتهاء صلاحية إقامتهمم. وحتى يسدّدوا المبالغ المستحقة عليهم، لن يستطيعوا الحصول على تأشيرة الخروج اللازمة للمغادرة.

وقيمة القروض الشخصية المستحقة تمثّل جزءا بسيطا مقارنة بالمبالغ التي يتوجب الحصول عليها من "أوجيه"، بحسب أوراق صادرة عن محكمة اطّلعت عليها "فرانس برس".

أين العدل؟

تلقي القضية الضوء على نظام الكفالة في السعودية الذي يتسبّب في بعض الأحيان في إبقاء الموظفين عالقين عندما يخسر أرباب الأعمال أموالهم.

وليس بالإمكان تحديد أعداد موظفي "سعودي أوجيه" الذين لا يزالون في المملكة، ولم يجب مسؤولون في المجموعة ووزارة العمل السعودية على طلب فرانس برس التعليق على هذه القضية، علما أن عدد موظفي المجموعة قبل الإغلاق بلغ 40 ألفا.
  
وقال وسام صعب (48 عاما) الموظف السابق: "أخذوا قروضا شخصية وقروضا مالية وقروضا على السيارات. توقيفهم، تعسّفياً (عن العمل)، بشركة سعودي أوجيه أدّى إلى منع سفرهم من المملكة العربية السعودية حتى يسدّدوا ما عليهم".

وتابع صعب، الذي قام أقرباء له بتسديد مستحقاته المالية حتى تمكّن من مغادرة المملكة: "لم يلتفت لنا أحد".

وكان أحد أسباب انهيار "سعودي أوجيه" التباطؤ الذي طاول قطاع البناء مع انخفاض أسعار النفط. ولا يزال موظفو المجموعة، من لبنان إلى الهند وفرنسا والفيليبين، بانتظار الحصول على مستحقاتهم.

ونظّم موظفون تظاهرة أمام السفارة السعودية في بيروت، حديثا، هتفوا خلالها "أين السعودية؟ أين العدل؟ أين الإنسانية؟"، و"نحن نطلب حقنا، لا صدقة ولا شفقة".

وذكر موظفون أن زملاء لهم توفّوا من جرّاء أمراض أصيبوا بها ولم يتمكّنوا من الحصول على علاج بسبب انتهاء صلاحية التأمين الصحي.

وقالت شاهيناز غياد التي تقدم المشورة القانونية لموظفين في بيروت: "عادوا جثامين من المملكة".

أصارع اليأس

نفّذت "أوجيه"، التي درّت المليارات على عائلة الحريري ورسّخت موقعها في الحياة السياسية اللبنانية، مشاريع ضخمة على مدى أربعة عقود إلى حين توقفها عن العمل في تموز/يوليو 2017، بينها فندق "ريتز كارلتون" في الرياض وجامعة الأميرة نورة.

وبدأت متاعب الشركة، التي اعتمدت بشكل رئيسي على تنفيذ مشاريع حكومية، مع انهيار أسعار النفط في 2014.

ويشير موظفون إلى أن عدم حصولهم على مستحقّاتهم هو بسبب علاقات الحريري الشخصية مع قيادة المملكة، والتي يعتبرون أنّها سمحت له بالتهرّب من دفع غرامات صارمة بسبب عدم تسديده مستحقات الموظفين.

وأنشأت المملكة العام الماضي لجنة كُلّفت بإعادة هيكلة ملايين الدولارات من ديون "سعودي أوجيه"، لكن وضعها الحالي ليس واضحا.

وقالت كارين يونغ المحلّلة في مجموعة "أميركان انتربرايز اينستيتوت" لـ"فرانس برس"، إن "حقيقة وجود علاقة سياسية بين هذه الشركة وعائلة الحريري من جهة، والحكومة من جهة ثانية، تعقّد المسألة".

في هذا الوقت، ينتظر الموظفون السابقون خاتمة لأوضاعهم في المملكة، وكُتب على أحد جدران مقر المجموعة المهجور في الرياض "أصارع اليأس".


(فرانس برس)
دلالات
المساهمون