الخطة الغربية التي وصفها الوزير خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، بأنّها "الأخطر والأكثر جرأة في حال صحت بنودها المسربّة، لكنّها تعجّل في خلاص أحد الشعبَين من دوّامة الموت اليومي"، على حدّ تعبيره. ويضيف هذا المسؤول السياسي، أنّ الروس والإيرانيين أبلغوا رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي وعدداً محدوداً من قادة المليشيات، وزعماء التحالف الوطني الحاكم بالخطة التي أجمعوا على وصفها بـ"المؤامرة الأميركية الغربية على العراق". ويوضح الوزير أنّ هذا الأمر سيتم خلال هذا العام، مشيراً إلى "وجود بوادر عديدة تؤكد تلك التسريبات، منها؛ عمليات الإنزال الأميركية المتكرّرة على المحور الشمالي الواقع تحت سيطرة داعش في البلاد، وعمليات الدعم العسكري والمالي للعشائر السنية، وغض الطرف عن الحدود المفتوحة بين العراق وسورية حالياً".
ويبيّن أنّ الغرض من الخطة بمجملها، "سحب أكبر قدر ممكن من مقاتلي داعش من سورية، والبالغ عددهم أكثر من 30 ألفاً، إلى العراق من خلال تحرير مدن مهمّة والتحرش بالموصل عاصمة التنظيم العسكرية في العراق، التي لن يسلمها بسهولة كما فعل في تكريت أو الرمادي". ويضيف الوزير ذاته، أن الخطة تشمل أيضاً زيادة وتيرة الضربات على تجمعات التنظيم ومقرّاته بغية إيقاع خسائر بشرية لديه تسفر عن نقص مقاتليه، ما سيضطره لتعويضهم من عناصره في سورية، وخصوصاً أنّ الجبهة السورية أقلّ سخونة بكثير من العراقية. كمرحلة أولى تستهدف هذه الخطة تقليص حجم ونفوذ التنظيم على حساب زيادة رقعة سيطرة المعارضة لإجبار الروس والإيرانيين على الاعتراف بهم والرضوخ للحلّ السياسي، وفقاً للوزير.
ويعتبر المصدر ذاته، أنّ هذه الاستراتيجية تؤدي إلى انتفاء حجة موسكو وطهران في دفاعهما عن نظام الأسد بوجود داعش، لافتاً إلى أنّ الخطة، "نظرياً تبدو واقعية لكنّها تحتاج إلى وقت طويل". كما يرى أنّ هذه التسريبات "مشكوك بها، كون مصدرها الروس والإيرانيون الذين يسعون لسحب العبادي من المعسكر الغربي الأميركي، وجرّه إلى معسكرهم".
اقرأ أيضاً: "داعش" يستأنف حربه في الرمادي... ضربة أمنية ومعنوية
وتعذر على مراسل "العربي الجديد" في بغداد، الحصول على ردّ من السفارة الأميركية في العاصمة، حول تلك التسريبات بسبب منع قوات الجيش المكلّفة بحماية السفارة إدخال الصحافيين إلى المنطقة الخضراء، أمس الأحد، لأسباب وصفوها بـ"الأمنية".
وفي السياق ذاته، يؤكد المحلل السياسي العراقي، محمد أمين عمران لـ"العربي الجديد"، أن "الوقائع على الأرض تشفع لتلك التسريبات وتجعلها قريبة من الحقيقة". ويضيف عمران، أنّه "منذ سنوات، يتذرع الروس والإيرانيون بداعش، ويرون أنّ خيار الأسد أفضل من التنظيم، والتفكير بجرّ الأخير إلى العراق وتقوية فصائل المعارضة خيار يبدو في متناول اليد".
ويبيّن عمران، أنّ "أكثر من 500 يوم من عمليات التحالف الدولي بقيادة واشنطن ضد التنظيم في سورية والعراق، لم تحقّق حتى الآن أكثر من 10 في المائة من الأهداف، وهذا يعني أنّ خيار الضربات الجوية يتطلب حرباً لعشر سنوات أخرى، وهذا غير منطقي وغير مقبول".
ويضيف المحلّل السياسي، أنّ "العمليات الروسية تدخل شهرها الثالث من دون أي تأثير على داعش، لكن على الفصائل الوطنية الصادقة. لذا محاولة حصر التنظيم في دولة واحدة هو الأنجح. وبما أن العقدة السورية باتت ضمن صراع قوى كبرى هي، واشنطن وموسكو، يُضاف إليهما دول إقليمية أخرى، مثل السعودية وإيران، فإنّ تصفية سورية وإغلاق ذريعة الأسد أفضل من داعش، ما يعجّل بإزاحة الأوّل الذي بات المستفيد الأكبر من التنظيم بشكل مباشر أو غير مباشر"، وفقاً لقوله.
ويؤكد عمران، أنّ "المرحلة الثانية ستكون العراق من خلال حلّ سياسي يضمن إنهاء الإقصاء، والتهميش، والظلم على السنة والأكراد والمسيحيين وباقي الأقليات، ومن ثم الشروع بتطهير الأراضي العراقية". ويلفت إلى أنّ "الخطة في حال صحت، فإنّ دول المنطقة ترحب بها"، مستدركاً بالقول، "خطة بهذا الحجم، يجب أن تكون ضمن دوائر مغلقة وعالية السرية وحصول الروس والإيرانيين عليها، وتحذير بغداد منها، إما أن تكون لعبة جديدة لتخويف العبادي أو أنها استنتاج استخباري، أو فعلاً تسريب لخطة لم يُكتب لها البقاء قيد الكتمان".
اقرأ أيضاً: معارضة ريف حلب مهدَّدة من قبل تحالف روسي-أميركي