موريتانيا تدعم المصابين بمرض المهق اجتماعياً

15 يونيو 2016
محاولات إدماجهم مستمرة (وكالة الأنباء الموريتانية)
+ الخط -
أطلقت "المنظمة الموريتانية لدعم ودمج المصابين بالمهق" أنشطة لصالح المصابين بالمرض، بمناسبة اليوم العالمي لهم، وتهدف هذه الأنشطة إلى التوعية بأوضاعهم وضرورة إدماجهم في المجتمع باعتبارهم أفرادا لا تنقصهم إلا صبغة الميلانين المسؤولة عن لون الجلد.

ودعا المشاركون في الأنشطة التي نظمتها وزارة الشؤون الاجتماعية والطفولة والأسرة بالتعاون مع الجمعية الموريتانية لدعم ودمج الأشخاص المصابين بالمهق ونقابة الصحافيين الموريتانيين، إلى مساعدة المصابين بالمهق الذين يعانون من أمراض عديدة، مؤكدين أن الإصابة بهذا المرض لا تحد من عطاء الشخص ولا تنقل العدوى إلى غيره.

وتخللت الأنشطة عروضا ومداخلات لدمج المصابين في المجتمع وتقديم العلاجات الضرورية لهم، كما قدم أخصائيون في الأمراض الجلدية والعيون معاينات واستشارات طبية للمرضى.

وقال العاقل ولد علي، نائب رئيس المنظمة الموريتانية لدعم ودمج المصابين، إن تخليد هذا اليوم يهدف إلى إبراز وضعية المصابين بالمهق وتذكير الرأي العام بالمشاكل التي يعانون منها في موريتانيا، كحاجتهم إلى التعليم وتوفير مراكز خاصة بهم والتكفل الكامل والمجاني بهم.

وأشاد بدور المجتمع المدني في التنوير بضرورة احتواء المصابين بالمهق باعتبارهم أفرادا من المجتمع، وأكد على ضرورة الانفتاح على هذه الشريحة وتفهم وضعيتها.

واستعرض المسؤول حصيلة عمل المنظمة التي تركز على الاتصال بجميع أفراد هذه الشريحة لتعمل على دمجهم، كما قامت بتوزيع مساحيق فعالة ضد الشمس على المصابين بالمهق، إضافة إلى بعض الأدوات والأدوية الضرورية لكل حالة.


ويعاني المصابون بمرض المهق في موريتانيا من النظرة الدونية والتهميش بسبب المعتقدات السائدة في غرب أفريقيا عن القوة السحرية التي يتمتعون بها، ما يعرضهم للاضطهاد والتعذيب، النفسي والجسدي، في بعض الدول الأفريقية.

وفي موريتانيا المتأثرة بهذه النظرة؛ يعيش المصابون بالمهق في عزلة تامة، ويعانون من الجو الحار إضافة إلى أمراض كضعف النظر والسمع والأمراض الجلدية، ورغم أنه لا توجد إحصائيات دقيقة لأعداد المصابين بمرض المهق في موريتانيا إلا أن تزايد أعدادهم والظروف الصعبة التي يعيشونها دفعت بعض الفاعلين في المجتمع المدني إلى إنشاء المنظمة الموريتانية لدعم ودمج المصابين بالمهق.

ويقول محمود ولد المختار، أحد المصابين بالمهق، إنهم يعيشون معاناة كبيرة بسبب اختلاف لون بشرتهم عن بشرة غالبية الموريتانيين، ويضيف: "من السهل تمييز مرضى المهق في بلد غالبية سكانه أصحاب بشرة سمراء. ما يضاعف من معاناتنا بسبب التمييز والتهميش، حيث يرفض كثيرون مصافحتنا أو الجلوس بقربنا، وتفرض الأسر على أبنائها المصابين بالمهق حصارا يمنعهم من الذهاب إلى المدرسة أو الاختلاط بأقرانهم".

ويطالب ولد المختار بدعم المصابين بالمهق في بلد ترتفع فيه درجات الحرارة إلى مستويات قياسية، ولا يجد المصابون عملا سوى في مجال الزراعة وتربية الماشية، ما يعرضهم لخطر أشعة الشمس.

دلالات
المساهمون