يقول عبد المالك فراز، الذي يملك متجراً في العاصمة الأفغانية كابول: "لو علمت أنّي سأحصل على الجنسية الباكستانية لدفعت المبلغ المطلوب، وحصلت عليها، لأنّ الحياة في باكستان كانت مستقرة وآمنة نسبياً، وإذا تسنى لي ذلك سأنتقل إليها مع تجارتي". هو الآن يبحث عمّن يمكّنه من فعل ذلك، بعدما انتعشت آماله مع إعلان رئيس الوزراء الباكستاني، عمران خان، منح الجنسية لمن ولدوا في باكستان، معتبراً ذلك حقهم الإنساني.
وكان عمران خان قد أعلن قبل أيام، في خطاب له، من مدينة كراتشي، أنّ "هؤلاء الأفغان والبنغاليين الذين يعيشون في باكستان هم بشر، علينا أن نمنحهم حقوقهم، وبالتالي نحن قررنا منح الجنسية لكلّ من ولد في باكستان". وبحسب إحصائية الأمم المتحدة فإن 60 في المائة من اللاجئين الأفغان ولدوا في باكستان وسيحصلون على الجنسية الباكستانية إذا ما نفذ هذا القرار.
بالرغم من أنّه يشك في مدى مصداقية هذا الإعلان، ينتظر فراز إعلان الآلية التي بموجبها ستمنح الحكومة الباكستانية الجنسية للاجئين الأفغان. على غراره ثمة البعض في الداخل الأفغاني يرغبون في الحصول على الجنسية الباكستانية بعد الإعلان، لكنّ اللاجئين الذين ما زالوا يعيشون في باكستان جلهم، إن لم يكن جميعهم، ينتظرون بفارغ الصبر أن تعلن الحكومة الباكستانية التفاصيل حول إعلان رئيس الوزراء، إذ إنّ معظمهم لا يرغب في العودة إلى البلاد، كما أنّهم يخشون أن يكون الهدف من وراء الإعلان سياسياً، أو أن يكون مجرد إعلان لا جدوى من ورائه.
اقــرأ أيضاً
في هذا الصدد، يقول، إلياس خان، اللاجئ الأفغاني، الذي يملك محل عصير، في مدينة بيشاور، مركز إقليم خيبربختونخوا، شمالي غرب باكستان، إنّ "إعلان رئيس الوزراء الباكستاني سرني كثيراً، إذ كان قلقي الدائم وما زال هو احتمال العودة إلى البلاد". يضيف: "بشق النفس تمكنت من تأسيس هذا العمل، الذي يوفر لي ولعائلتي لقمة العيش. أعيش في حالة من الإحباط كلّ مرة يجري فيها الحديث عن العودة إلى أفغانستان، خصوصاً حين تضغط علينا السلطات الباكستانية كي نعود إلى بلادنا". يؤكد أنّه يحب بلاده كأيّ مواطن أفغاني، لكنّ المشكلة هي في انعدام الأمن، وندرة فرص العمل، والوضع المعيشي الهش.
هي حال الأفغاني، تاج محمد، أيضاً، وهو طالب في جامعة "برستن" الخاصة في مدينة بيشاور. يعبر عن سعادة كبيرة بإعلان رئيس الوزراء الباكستاني منح الجنسيات لكلّ من ولد في باكستان من اللاجئين الأفغان. لكنّه يشك في مصداقية هذا الإعلان، موضحاً أنّ الحكومة المدنية في باكستان لا تستطيع أن تفعل شيئاً من دون رضى الجيش والمؤسسة العسكرية. هو لا يعتقد أنّ الجيش موافق على القرار، وبذلك تضعف آماله في تحقق الإعلان. مع ذلك، يقول: "إذا نفذ الإعلان فسيمنح فرصة حياة ثانية لكثير من اللاجئين، خصوصاً الطلاب".
من جهتهم، رحب بعض الكتاب والإعلاميين في باكستان بالإعلان. على سبيل المثال يعتبر الكاتب واحد فقير في مقال له، نشر في موقع "خبر بانه" المحلي، إعلان عمران خان "خطوة جريئة وإنسانية، من رجل يبدو صارماً في قراراته، ما يؤكد أنّه يسعى إلى وضع الأساس لباكستان جديدة قوامها الإنسانية، وهذا الإعلان سيعطي لباكستان سمعة جيدة في المنطقة"، على حد وصفه.
اقــرأ أيضاً
على الضفة الأخرى، يرى آخرون، لا سيما في الأروقة السياسية الأفغانية، أنّه قرار سياسي ولا يمكن تنفيذه بشكل كلي وبصورة دائمة. ويشير الأكاديمي الأفغاني، الدكتور شاكر الله، إلى أنّ "على اللاجئين الأفغان أن يعوا أنّ قرارات باكستان لا اتكال عليها، فهي أعلنت مراراً قرارات مختلفة بشأن اللاجئين الأفغان، لكنّها تراجعت عنها في ما بعد. الآن، لا يمكننا أن نعتمد على إعلان رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، خصوصاً أنّه معروف بحماسته وتسرعه". يؤكد شاكر أنّ لهذا الإعلان أغراضاً مختلفة، من أبرزها إفشال قرار الحكومة الأفغانية عودة اللاجئين الأفغان، إذ إنّها تعتبر أنّ اللاجئين الأفغان ورقة ضغط في يد باكستان.
أيضاً، يوفر اللاجئون العنصر البشري للجماعات المسلحة، لأنّ الشباب اللاجئين محرومون من جميع أنواع الرفاهية والحياة والحرية في المخيمات داخل باكستان، ومن هنا يمكنهم تجنيدهم في الجماعات المسلحة.
وكان عمران خان قد أعلن قبل أيام، في خطاب له، من مدينة كراتشي، أنّ "هؤلاء الأفغان والبنغاليين الذين يعيشون في باكستان هم بشر، علينا أن نمنحهم حقوقهم، وبالتالي نحن قررنا منح الجنسية لكلّ من ولد في باكستان". وبحسب إحصائية الأمم المتحدة فإن 60 في المائة من اللاجئين الأفغان ولدوا في باكستان وسيحصلون على الجنسية الباكستانية إذا ما نفذ هذا القرار.
بالرغم من أنّه يشك في مدى مصداقية هذا الإعلان، ينتظر فراز إعلان الآلية التي بموجبها ستمنح الحكومة الباكستانية الجنسية للاجئين الأفغان. على غراره ثمة البعض في الداخل الأفغاني يرغبون في الحصول على الجنسية الباكستانية بعد الإعلان، لكنّ اللاجئين الذين ما زالوا يعيشون في باكستان جلهم، إن لم يكن جميعهم، ينتظرون بفارغ الصبر أن تعلن الحكومة الباكستانية التفاصيل حول إعلان رئيس الوزراء، إذ إنّ معظمهم لا يرغب في العودة إلى البلاد، كما أنّهم يخشون أن يكون الهدف من وراء الإعلان سياسياً، أو أن يكون مجرد إعلان لا جدوى من ورائه.
في هذا الصدد، يقول، إلياس خان، اللاجئ الأفغاني، الذي يملك محل عصير، في مدينة بيشاور، مركز إقليم خيبربختونخوا، شمالي غرب باكستان، إنّ "إعلان رئيس الوزراء الباكستاني سرني كثيراً، إذ كان قلقي الدائم وما زال هو احتمال العودة إلى البلاد". يضيف: "بشق النفس تمكنت من تأسيس هذا العمل، الذي يوفر لي ولعائلتي لقمة العيش. أعيش في حالة من الإحباط كلّ مرة يجري فيها الحديث عن العودة إلى أفغانستان، خصوصاً حين تضغط علينا السلطات الباكستانية كي نعود إلى بلادنا". يؤكد أنّه يحب بلاده كأيّ مواطن أفغاني، لكنّ المشكلة هي في انعدام الأمن، وندرة فرص العمل، والوضع المعيشي الهش.
هي حال الأفغاني، تاج محمد، أيضاً، وهو طالب في جامعة "برستن" الخاصة في مدينة بيشاور. يعبر عن سعادة كبيرة بإعلان رئيس الوزراء الباكستاني منح الجنسيات لكلّ من ولد في باكستان من اللاجئين الأفغان. لكنّه يشك في مصداقية هذا الإعلان، موضحاً أنّ الحكومة المدنية في باكستان لا تستطيع أن تفعل شيئاً من دون رضى الجيش والمؤسسة العسكرية. هو لا يعتقد أنّ الجيش موافق على القرار، وبذلك تضعف آماله في تحقق الإعلان. مع ذلك، يقول: "إذا نفذ الإعلان فسيمنح فرصة حياة ثانية لكثير من اللاجئين، خصوصاً الطلاب".
من جهتهم، رحب بعض الكتاب والإعلاميين في باكستان بالإعلان. على سبيل المثال يعتبر الكاتب واحد فقير في مقال له، نشر في موقع "خبر بانه" المحلي، إعلان عمران خان "خطوة جريئة وإنسانية، من رجل يبدو صارماً في قراراته، ما يؤكد أنّه يسعى إلى وضع الأساس لباكستان جديدة قوامها الإنسانية، وهذا الإعلان سيعطي لباكستان سمعة جيدة في المنطقة"، على حد وصفه.
على الضفة الأخرى، يرى آخرون، لا سيما في الأروقة السياسية الأفغانية، أنّه قرار سياسي ولا يمكن تنفيذه بشكل كلي وبصورة دائمة. ويشير الأكاديمي الأفغاني، الدكتور شاكر الله، إلى أنّ "على اللاجئين الأفغان أن يعوا أنّ قرارات باكستان لا اتكال عليها، فهي أعلنت مراراً قرارات مختلفة بشأن اللاجئين الأفغان، لكنّها تراجعت عنها في ما بعد. الآن، لا يمكننا أن نعتمد على إعلان رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، خصوصاً أنّه معروف بحماسته وتسرعه". يؤكد شاكر أنّ لهذا الإعلان أغراضاً مختلفة، من أبرزها إفشال قرار الحكومة الأفغانية عودة اللاجئين الأفغان، إذ إنّها تعتبر أنّ اللاجئين الأفغان ورقة ضغط في يد باكستان.
أيضاً، يوفر اللاجئون العنصر البشري للجماعات المسلحة، لأنّ الشباب اللاجئين محرومون من جميع أنواع الرفاهية والحياة والحرية في المخيمات داخل باكستان، ومن هنا يمكنهم تجنيدهم في الجماعات المسلحة.