تَعُج منجرة السبعيني، عمر حمودة (أبو اسماعيل)، شرقي مخيم جباليا، شمال قطاع غزة، بمختلف أصناف وأشكال الآلات الموسيقية يدوية الصنع، التي تعكس جمال الشكل الخارجي، وتحمل رسائل الحُب والسلام من داخل المدينة المحاصرة براً وبحراً وجواً.
حُب النجار المُسن أبو اسماعيل للموسيقى والسلام امتزج بولعه بصناعة الآلات الموسيقية، وانعكس ذلك واضحاً على آلة العود، واليرغول والكمنجة والبُزُك وغيرها من الآلات التي اشتهر بصناعتها منذ السبعينات.
الابتسامة التي لم تفارق وجه أبو اسماعيل المجعد طيلة فترة حديثه مع "العربي الجديد"، حملت رسالة طمأنينة سكنت قلب الرجل العاشق، الذي بدأ بالقول: "الموسيقى هي اللغة الوحيدة التي يمكن لكافة الشعوب أن تجمع عليها، فهي تحمل رسالة سامية، مليئة بالخير والسلام".
ويصف بداية مشواره العملي، قائلاً: "تعلمت النجارة عام 1959 في المدرسة الصناعية في غزة، وأكملت تعليمي في المدرسة الصناعية الثانوية في مصر، وحصلت على دبلوم، وذهبت في العام 1967 للعمل داخل الخط الأخضر في النجارة وصناعة الأثاث المنزلي".
"صناعة الآلات الموسيقية تمت بالمصادفة البحتة"، هكذا يوضح أبو اسماعيل بدايته، مضيفاً: "كان لي زميل في المنجرة يجيد العزف على العود، وفي إحدى المرات، كان ابنه يتراقص على نغمات والده، فسقط الطفل على العود وكسر ضهر الآلة، في ذلك الوقت لم يجد الوالد أي شخص يمكنه تصليح العود".
اقــرأ أيضاً
ويكمل حديثه: "بعد أن يئس زميلي من إصلاح العود، أخبرني بالقصة، وسألني لو كان بمقدوري إصلاحه فقلت له أنني سأحاول ذلك، وقمت بإصلاحه، وعاد جيداً كما كان، فتفاجأ زميلي وطلب مني صناعة عود جديد، فقلت له أنني مضغوط بالعمل في المنجرة، لكني سأفرغ نفسي بعد العمل لصناعته، وبالفعل قمت بذلك، وصنعت واحداً بعد ثمانية شهور من العمل المتقطع".
ويضيف أبو اسماعيل: "العود الذي صنعته في ذلك الوقت حاز على إعجاب زميلي وباقي أصدقائه، فطلبوا مني عوداً جديداً، وبدأ صيتي بالاتساع حتى وصل المدن المحتلة وحدود لبنان ومصر”. وكان تركيز أبو إسماعيل في ذلك الوقت في عمله الأساسي داخل المنجرة، ولكن بعد اندلاع انتفاضة الأقصى الأولى عام 1987، ومنع الفلسطينيين من دخول الأراضي الفلسطينية المحتلّة، تفرَّغَ لصناعة وإصلاح الأعواد والآلات الموسيقية غزّة.
ويشير أبو اسماعيل، إلى أنَّ الأحداث في ذلك الوقت أثّرت بشكل كبير على العمل والجدوى منه، قائلاً: "كنت أعتقد أن الأحداث ستهدأ بعد فترة قليلة، فقمت بصناعةِ عددٍ كبير من الأعواد داخل منجرتي المغلقة، لكن استمرار الأحداث تسبَّبَ لي بخسارةٍ بعد أن قمت ببيعها بنصف الثمن".
"لم تكن هوايتي العزف، لكنني كنت أعشق صناعة الآلات الموسيقية وسماع العزف"، يقول المُسن أبو إسماعيل، مضيفاً: "الأوضاع الاقتصادية السيئة في غزة أثرت على عملنا، وأدت إلى تراجع الإقبال، لكننا لن نترك صناعة وإصلاح الآلات الموسيقية التي تعزف دوماً لعموم السلام والاستقرار في العالم".
اقــرأ أيضاً
حُب النجار المُسن أبو اسماعيل للموسيقى والسلام امتزج بولعه بصناعة الآلات الموسيقية، وانعكس ذلك واضحاً على آلة العود، واليرغول والكمنجة والبُزُك وغيرها من الآلات التي اشتهر بصناعتها منذ السبعينات.
الابتسامة التي لم تفارق وجه أبو اسماعيل المجعد طيلة فترة حديثه مع "العربي الجديد"، حملت رسالة طمأنينة سكنت قلب الرجل العاشق، الذي بدأ بالقول: "الموسيقى هي اللغة الوحيدة التي يمكن لكافة الشعوب أن تجمع عليها، فهي تحمل رسالة سامية، مليئة بالخير والسلام".
ويصف بداية مشواره العملي، قائلاً: "تعلمت النجارة عام 1959 في المدرسة الصناعية في غزة، وأكملت تعليمي في المدرسة الصناعية الثانوية في مصر، وحصلت على دبلوم، وذهبت في العام 1967 للعمل داخل الخط الأخضر في النجارة وصناعة الأثاث المنزلي".
"صناعة الآلات الموسيقية تمت بالمصادفة البحتة"، هكذا يوضح أبو اسماعيل بدايته، مضيفاً: "كان لي زميل في المنجرة يجيد العزف على العود، وفي إحدى المرات، كان ابنه يتراقص على نغمات والده، فسقط الطفل على العود وكسر ضهر الآلة، في ذلك الوقت لم يجد الوالد أي شخص يمكنه تصليح العود".
ويكمل حديثه: "بعد أن يئس زميلي من إصلاح العود، أخبرني بالقصة، وسألني لو كان بمقدوري إصلاحه فقلت له أنني سأحاول ذلك، وقمت بإصلاحه، وعاد جيداً كما كان، فتفاجأ زميلي وطلب مني صناعة عود جديد، فقلت له أنني مضغوط بالعمل في المنجرة، لكني سأفرغ نفسي بعد العمل لصناعته، وبالفعل قمت بذلك، وصنعت واحداً بعد ثمانية شهور من العمل المتقطع".
ويضيف أبو اسماعيل: "العود الذي صنعته في ذلك الوقت حاز على إعجاب زميلي وباقي أصدقائه، فطلبوا مني عوداً جديداً، وبدأ صيتي بالاتساع حتى وصل المدن المحتلة وحدود لبنان ومصر”. وكان تركيز أبو إسماعيل في ذلك الوقت في عمله الأساسي داخل المنجرة، ولكن بعد اندلاع انتفاضة الأقصى الأولى عام 1987، ومنع الفلسطينيين من دخول الأراضي الفلسطينية المحتلّة، تفرَّغَ لصناعة وإصلاح الأعواد والآلات الموسيقية غزّة.
ويشير أبو اسماعيل، إلى أنَّ الأحداث في ذلك الوقت أثّرت بشكل كبير على العمل والجدوى منه، قائلاً: "كنت أعتقد أن الأحداث ستهدأ بعد فترة قليلة، فقمت بصناعةِ عددٍ كبير من الأعواد داخل منجرتي المغلقة، لكن استمرار الأحداث تسبَّبَ لي بخسارةٍ بعد أن قمت ببيعها بنصف الثمن".
"لم تكن هوايتي العزف، لكنني كنت أعشق صناعة الآلات الموسيقية وسماع العزف"، يقول المُسن أبو إسماعيل، مضيفاً: "الأوضاع الاقتصادية السيئة في غزة أثرت على عملنا، وأدت إلى تراجع الإقبال، لكننا لن نترك صناعة وإصلاح الآلات الموسيقية التي تعزف دوماً لعموم السلام والاستقرار في العالم".