مهمة أوبك تزداد صعوبة مع فوز ترامب

09 نوفمبر 2016
تعهّد ترامب بقيادة انتعاشة في الوقود الأحفوري(مانديل نجان/فرانس برس)
+ الخط -

أصبحت مهمة أوبك لدعم أسعار النفط أكثر صعوبة، فمع فوز دونالد ترامب بانتخابات الرئاسة الأميركية قد يتعيّن على المنظمة المؤلفة من 14 دولة منتجة للخام أن تكافح في ظل آفاق أشد قتامة للاقتصاد العالمي وضعف الطلب على النفط.

تواجه أوبك أيضا احتمال زيادة إنتاج النفط في الولايات المتحدة، وهو مبعث قلق كبير للمنظمة مع تعهد ترامب بفتح جميع الأراضي والمياه الاتحادية أمام أنشطة التنقيب عن النفط والغاز.
وقد تتغير التوازنات داخل أوبك مع تعهد ترامب بالتشدد إزاء إيران في الوقت الذي بدأت فيه شركات النفط تعود ببطء إليها.

وقال دانييل يرجين نائب رئيس آي.اتش.اس البحثية "تأهبوا لمزيد من الغموض والاضطرابات القادمة في الاقتصاد العالمي".
وأشار إلى أن نتيجة انتخابات الرئاسة الأميركية "تضيف إلى التحديات التي تواجه مصدري النفط لأنها قد تؤدي إلى ضعف النمو في اقتصاد عالمي هش بالفعل. ويعني هذا مزيدا من الضغوط على الطلب على النفط".

وهبطت أسعار النفط نحو 4% في أوائل التعاملات، اليوم الأربعاء، لكنها انتعشت إلى نحو 46 دولاراً للبرميل بحلول الساعة 10.55 بتوقيت غرينتش.
وتجتمع أوبك في 30 نوفمبر/تشرين الثاني لمحاولة كبح الإنتاج وتقليص تخمة المعروض العالمي من الخام التي دفعت الأسعار للتراجع أكثر من النصف منذ 2014.

وقالت مصادر في أوبك إنها تتوقع أن تظل أسعار النفط ضعيفة في الأيام والأسابيع المقبلة، نظرا للمخاوف بشأن الاقتصاد العالمي والغموض الذي يكتنف سياسات ترامب المتعلقة بالشرق الأوسط.
وقال أحد المصادر "النفط منكوب".
وقال مصدر ثانٍ إن اجتماع أوبك في نوفمبر/ تشرين الثاني قد يفشل في إحداث تأثير قوي على الأسعار حتى إذا توصلوا إلى اتفاق لكبح الإنتاج.
وتابع "لا أعتقد أن الأسعار سترتفع كثيراً عن المستويات الحالية".

وتعهد ترامب بمضاعفة النمو الاقتصادي الأميركي لكنه وعد أيضا بانتهاج سياسات حماية تجارية.
وقال أمريتا سين من إنرجي أسبكتس للبحوث "سيكون لذلك تداعيات سلبية كبيرة على آسيا، نظرا لمدى ارتباط ناتجها المحلي الإجمالي بالولايات المتحدة".
"ومن ثم فسيؤثر ذلك سلبا على النمو والطلب على الأقل نظرا للغموض الذي يحدثه ترامب".

وتظل سياسات ترامب في مجال الطاقة محدودة التفاصيل حتى الآن. لكن ما صدر عنه سيعتبر دعما لأسعار أسهم الشركات المستقلة المنتجة للنفط والغاز في الولايات المتحدة ولأسهم شركات النفط الكبرى ذات الانكشاف الكبير على قطاع النفط الصخري في البلاد مثل شيفرون وإكسون موبيل وشل.

وقال محللون لدى جيه.بي.اس إنرجي في مذكرة "تعهد ترامب بقيادة انتعاشة في الوقود الأحفوري لدعم نمو الوظائف ووضع أيضا إنكار التغير المناخي بفعل نشاط الإنسان في مقدمة سياسته للطاقة".
وقال ترامب إنه يؤيد إزالة القواعد التنظيمية في قطاع النفط وفتح الأراضي الاتحادية أمام أنشطة الحفر وتعهد بإحياء مشروع خط أنابيب للنفط يمر عبر كندا والولايات المتحدة وبدعم صناعة الفحم.

وهبطت أسهم شركات النفط الكبرى بي.بي وشل مع تراجع أسعار النفط بينما كان أداء توتال الفرنسية دون نظيراتها.
وفي وقت سابق هذا الأسبوع وقعت توتال اتفاقا مع إيران لمساعدتها على تطوير حقل ضخم للغاز لتصبح بذلك أول شركة طاقة غربية كبرى تبرم صفقة رئيسية مع طهران منذ رفع العقوبات الدولية هذا العام.

وانتقد ترامب الاتفاق النووي بين الغرب وإيران وهو ما يثير الغموض ويحبط سعي إيران لجذب الاستثمار الأجنبي لإنعاش اقتصادها.
وقال مسؤول من شركة نفط كبرى تتفاوض مع إيران إن طهران تريد سداد تكلفة الاستثمارات ببطء وربما على مدى خمس إلى عشر سنوات، ولذا فإن كثيرا من شركات النفط ستتريث هي الأخرى في إبرام صفقات إلى أن تصبح سياسات ترامب أكثر وضوحاً.
وأضاف "إنها أموال كثيرة ستتعرض للمخاطر إذا عادت العقوبات".

(رويترز)

المساهمون