بمشاركة عربية تشمل عشرة بلدان، تنطلق مساء اليوم فعاليات الدورة الثامنة من "مهرجان عشيات طقوس المسرحية" في عمّان، ليكون الافتتاح بالعرض التونسي "الكلام المر"، في "المركز الثقافي الملكي"، عند السابعة مساءً.
في ثاني أيّام المهرجان، تُعرض مسرحية "راحلة" للمخرجة الجزائرية تونس آيت واعلي. يتطرّق العمل إلى موضوع المرأة في المجتمع الجزائري والعربي، من خلال قصة أم مُنفصلة تعيش مع ابنتها. يليه "أعراس آمنة"، للمخرج الأردني يحيى البشتاوي.
تتنافس العروض المشاركة، وعددها سبعة، على ثماني جوائز، هي أفضل ممثل وأفضل ممثلة وأفضل إخراج وأفضل نص وأفضل إضاءة وأفضل موسيقى وجائزة التحكيم الخاصة. تضمّ لجنة التحكيم كل من عمر نقرش من الأردن رئيساً وعبد الرضا جاسم من العراق ولارا حتّى من لبنان وكلثوم أمين من البحرين ومحمد المراشدة من الأردن.
إلى جانب العروض، يتضمّن برنامج المهرجان ورشتين مسرحيتين، تبدأ الأولى اليوم، وتستمر حتى الأحد، مُتّخذةً من السينوغرافيا موضوعاً لها، يقدّمها المخرج العراقي زيلوان طاهر. أما الورشة الثانية، فتنظّمها فرقة "طقوس"، وتستمر حتى 21 أيلول/ سبتمبر الجاري، يوم ختام المهرجان.
في دورة العام الماضي، حُجبت جائزتا النص والإخراج، بسبب "غياب الرؤى الإخراجية المتقدمة، وغياب القرارات الفكرية التي تعكس نبض الشارع العربي عن معظم النصوص، ووجود ضعف في السينوغرافيا"، بحسب بيان لجنة التحكيم.
لعلّ ما جاء في هذا البيان، يفتح باب التساؤلات على واقع المسرح الأردني والعربي. فإن غابت كل تلك الرؤى والآليات التي تعمل على إنتاج مسرح يسلّط الضوء على قضايا الإنسان العربي، ما الذي يقدّمه المسرح الآن؟ ربّما تسعى الدورة الحالية من المهرجان إلى تفادي تلك النواقص، عبر عروضٍ تقترب من الشارع العربي وراهنه.
يُمكن ملاحظة ذلك من خلال مواضيع المسرحيات التي ستشارك في المهرجان، مثل "السلطان" للمخرج القطري سالم المنصوري، الذي يتناول قصّة حاكمٍ يريد أن يتنازل عن كرسيه ويسعى إلى إقامة انتخابات رئاسية جديدة؛ "حرة ونزيهة".
وكذلك مسرحية "ظل الحمار" للمخرج المصري إسلام إمام، والمأخوذة عن نص للكاتب الألماني فريدريك دورينمات. يتناول العمل الأزمات السياسية والاجتماعية، مُسلّطاً الضوء على المستفيدين منها ماديّاً أو موسّعين من نفوذهم وشهرتهم عبرها.