تحت شعار "سحر السينما على أرض الحضارة"، انطلقت مساء أمس فعاليات الدورة الـ39 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، والذي يقام حفل افتتاحه في قاعة المنارة للمؤتمرات الدولية، بعيداً عن دار الأوبرا المصرية، لأول مرة. ولم يمضِ الحفل من دون مفاجآت، خصوصا مع طلب المخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد إيقاف عرض فيلمه وسحبه.
وتوافد منذ الدقيقة الأولى للحفل، عدد كبير من نجوم الفن المصريين، منهم محمود حميدة ولبلبة وأحمد حلمي وزوجته الفنانة منى زكي، والمخرجة إيناس الدغيدي، والمخرج طارق العريان والفنانة السورية كنده علوش وزوجها الفنان عمرو يوسف، وضيوف المهرجان من الفنانين العرب، من بينهم اللبنانية رزان مغربي، والأردنية صبا مبارك، والسورية سلاف فواخرجي. لكن أغلب هؤلاء النجوم انسحبوا بطريقة مؤسفة مع بدء عرض فيلم الافتتاح "الجبال بيننا" للمخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد، وفضلوا الخروج والاستمتاع بأضواء الكاميرات. وبعد عشرين دقيقة من انطلاق عرض الفيلم، صعد أبو أسعد وطلب وقف الفيلم بسبب رداءة الصوت وتقنيات العرض.
وقدمت المطربة السورية أصالة نصري أغنية الحفل وهي "في الليل والنجوم"، للفنانة ليلى مراد، وفي خلفية المسرح وعلى نغمات الأغنية، تم استعراض العديد من الصور الفوتوغرافية على الشاشة لكبار الفنانين في مصر والعالم العربي. وتعرضت المطربة للانتقاد من الحضور، لنسيانها كلمات الأغنية وارتباكها.
وقدم الحفل الفنان أسر ياسين، سارداً تاريخ السينما المصرية المشرّف، ومستشهدا بالعديد من الأفلام القيّمة. وتحدث عن الفنانة القديرة شادية التي أهديت دورة هذا العام من المهرجان إليها، وعرضت صور من شخصياتها التي قدمتها في أفلامها، على أنغام موسيقى أغنية "يا حبيبتي يا مصر".
ثم صعد على المسرح على التوالي كل من الفنانين يسرا، الرئيس الشرفي للمهرجان، والفنان حسين فهمي، رئيس لجنة التحكيم الدولية، وأعرب كل منهما عن سعادته بالتواجد في هذا الحدث.
أما المكرمون فكان أولهم الفنان الكوميدي سمير غانم، حيث حصل على جائزة فاتن حمامة التقديرية، وسلمتها له ابنتاه دنيا وإيمي. كما كرمت النجمة العالمية إليزابيث هيرلي، والتي قالت: "شرف كبير لي وجودي في مصر وبالمهرجان، وأشكر من وجه لي الدعوة إلى المهرجان". وأنهت كلامها قائلة: "شكرًا مصر وشعب مصر".
وكرمت أيضاً الفنانة التونسية هند صبري التي حصلت على جائزة فاتن حمامة للتميز، وسلمها لها الفنان أحمد عز، وعلقت قائلة: "هذه أكبر جائزة حصلت عليها وأعتبرها هدية عيد ميلادي". وحصل ماجد الكدواني على الجائزة نفسها، وسلمتها له الفنانة ليلى علوي.
واحتكرت قناة "دي ام سي"، التابعة لجهاز المخابرات، إجراء اللقاءات مع الفنانين، بصفتها الراعي الرسمي للمهرجان، في ظل عدم السماح بوجود أي من مراسلي القنوات الفضائية الأخرى.
وفي لقاء مع الفنان حسين فهمي قال "إن سبب عدم وجود أفلام مصرية في المسابقة الرسمية، هو أن معظمها سبق وتم عرضه في مهرجانات أخرى، فلا يجدي طبقاً للشروط الدولية أن يعرض في مهرجان القاهرة، لذا فهناك بعض الأفلام المصرية مشاركة، لكن بعيداً عن قسم المسابقة الرسمية".
أما الفنانة يسرا فعبرت في لقاء تلفزيوني، عن حزنها لعدم وجود فيلم مصري، وتمنت أن يعوض ذلك في العام القادم، موضحة أن "لدى صناعة السينما المصرية أزمة في الكم وليس في التقنية أو الكيف، فقديما كان ينتج ما يزيد عن 150 فيلماً في العام الواحد، أما الآن فلا يصل عددها إلى 25 في العام، وهي نسبة ضئيلة للغاية".