حكاية مألوفة؛ الشعب ينتفض في وجه حاكم متعسف، ولكن في "كرنفال إيفري" المعركة لا تكون بالأسلحة أو السيوف، ولكن بالبرتقال. ففي كل عام، تحشد إيفري الصغيرة بمقاطعة تورينو الإيطالية أطناناً من البرتقال الطازج من أجل المعركة المشهودة التي تعد إعادة إحياء لمعركة تاريخيةّ اشتعلت قديما بين أهل المدينة وحاكم طاغية هو لورد المدينة. تتكون فرق من الناس تشن حرباً بعضها ضد بعض، إذ يتقاذف المتبارون بالبرتقال، ولا يوجد مجال للنجاة ولا حتى برفع علم الحياد الأبيض، فلا شيء ولا أحد يفلت من التلطّخ بالعصير الطازج المعصور على أجساد المتحاربين. ويرمز المهرجان، طبعًا، إلى مقاومة الظلم والاستبداد وأهميّة النضال السلمي من أجل أن ينال أي شعب حقوقه المشروعة في العيش والعدالة.
تقول الأسطورة إنه في وقت ما بين القرن الثاني عشر والثالث عشر، حاول حاكم إيفري أن يغتصِب ابنة طحّان في ليلة عرسها، إذ تقولُ الأساطير القديمة إن حقّ الليلة الأولى في الزواج كان أمراً يتمتع به السادة اللوردات، فالفتاة العذراء لا بد أن تكون من نصيبهم قبل زوجها، ويتم إجبار العريس على أخذ عروسه إلى اللورد في ليلة العرس الأولى.
لكن في تحوُّلٍ مُفاجئ للأحداث، تشعل محاولة اللورد غضب الفتاة، وتسيطر المرأة الشابة على السيد الحاكم وبضربة من سيفها تحرر أهل مدينتها من طغيانه وجبروته. ويقاتل أهل المدينة على أقدامهم ضد رجال اللورد الراكبين على ظهور العربات التي تجرُّها الجياد.
الآن؛ يعاد تقديم هذه المعركة بين أتباع اللورد على العربات الخشبية، وهم يرتدون ثياب المهرّجين القدامى الشبيهة بملابس جوكر الكوتشينة، وبين العامة على أقدامهم في ملابسهم الرياضية. وتظهر ابنة الطحان واسمها فيوليتا في شكل امرأة ترتدي الملابس ذات اللونين الأبيض والأحمر القرمزي وتلقي بالورود والحلوى لمعجبيها ومحبيها. ويرمز البرتقال لرأس اللورد الطاغية الذي يسحقه الشعب، كدلالة على محاربة الظلم.
كان الاحتفال، قديماً، يتمُّ بإلقاء الفاصولياء، ثمّ بالتفاح، ثمّ تطوَّر الأمر في العصر الحديث إلى البرتقال. ولكن على عكس مهرجان الطماطم في إسبانيا، فمعركة البرتقال ليست مفتوحة للجميع. الكرنفال شديد الترتيب والتنظيم، والحاضرون يتخطَّون مائة ألف شخص، ولكن الفرق التي تشارك لا تزيد عن أربعة آلاف فقط، وهؤلاء يأخذون الأمر على محمل الجد تماماً ويستعدُّون له طوال العام. وعلامة أنّك لست من المتحاربين هي القبعة الحمراء للنجاة من أن تتحوَّل لهدفٍ مُباشر.
العربات الخشبيَّة التي تجرُّها الجياد تحمُل رجال الحاكم المرتدين للدروع، وأغطية لحماية الرأس والوجه من قذائف البرتقال، أمَّا الشعب على الأرض، فالفرق فقط هو أنّه يحقُّ لها قذف البرتقال على الجنود، لكنْ من يقوده سوء حظه للوقوع في مكان المعركة مخالفة للنظام. فلن يلقى سوى الضرب بالبرتقال، ولن ينقذُه من الاختناق بالعصير راية استسلام ولا قبعة حمراء ولا أيّ علامة، فمن يدخلُ بين الفرق لا يلوم إلا نفسه.
البعضُ تناله الكدمات، والبعض يُصابُ بجروحٍ وخدوشٍ حادة نتيجة البرتقال الطارج، أو السقوط على الأرض، العلامات الحمراء بحجم البرتقال تنتشر على الوجوه والأجساد، ومفروم البرتقال والعصير على الملابس، كما أنه يملأ الأرض بكثافة، ولكن لا تُسمع سوى الضحكات الصاخبة ممزوجة بأنات الألم المحبب إلى نفوس الحاضرين.
المهرجان الذي بدأ في نهايات شهر فبراير/شباط مثل كل عام، استمر حتى أوائل مارس/آذار، واستضاف أنشطة وفعاليات محببة للجميع. وكانت المباريات دائما تبدأ بعد الثانية ظهرا، وتنتهي تلك الأنشطة باحتفال كبير توزع فيه الجوائز على الفائزين الذين يعلن عنهم الحكام.
اقــرأ أيضاً
تقول الأسطورة إنه في وقت ما بين القرن الثاني عشر والثالث عشر، حاول حاكم إيفري أن يغتصِب ابنة طحّان في ليلة عرسها، إذ تقولُ الأساطير القديمة إن حقّ الليلة الأولى في الزواج كان أمراً يتمتع به السادة اللوردات، فالفتاة العذراء لا بد أن تكون من نصيبهم قبل زوجها، ويتم إجبار العريس على أخذ عروسه إلى اللورد في ليلة العرس الأولى.
لكن في تحوُّلٍ مُفاجئ للأحداث، تشعل محاولة اللورد غضب الفتاة، وتسيطر المرأة الشابة على السيد الحاكم وبضربة من سيفها تحرر أهل مدينتها من طغيانه وجبروته. ويقاتل أهل المدينة على أقدامهم ضد رجال اللورد الراكبين على ظهور العربات التي تجرُّها الجياد.
الآن؛ يعاد تقديم هذه المعركة بين أتباع اللورد على العربات الخشبية، وهم يرتدون ثياب المهرّجين القدامى الشبيهة بملابس جوكر الكوتشينة، وبين العامة على أقدامهم في ملابسهم الرياضية. وتظهر ابنة الطحان واسمها فيوليتا في شكل امرأة ترتدي الملابس ذات اللونين الأبيض والأحمر القرمزي وتلقي بالورود والحلوى لمعجبيها ومحبيها. ويرمز البرتقال لرأس اللورد الطاغية الذي يسحقه الشعب، كدلالة على محاربة الظلم.
كان الاحتفال، قديماً، يتمُّ بإلقاء الفاصولياء، ثمّ بالتفاح، ثمّ تطوَّر الأمر في العصر الحديث إلى البرتقال. ولكن على عكس مهرجان الطماطم في إسبانيا، فمعركة البرتقال ليست مفتوحة للجميع. الكرنفال شديد الترتيب والتنظيم، والحاضرون يتخطَّون مائة ألف شخص، ولكن الفرق التي تشارك لا تزيد عن أربعة آلاف فقط، وهؤلاء يأخذون الأمر على محمل الجد تماماً ويستعدُّون له طوال العام. وعلامة أنّك لست من المتحاربين هي القبعة الحمراء للنجاة من أن تتحوَّل لهدفٍ مُباشر.
العربات الخشبيَّة التي تجرُّها الجياد تحمُل رجال الحاكم المرتدين للدروع، وأغطية لحماية الرأس والوجه من قذائف البرتقال، أمَّا الشعب على الأرض، فالفرق فقط هو أنّه يحقُّ لها قذف البرتقال على الجنود، لكنْ من يقوده سوء حظه للوقوع في مكان المعركة مخالفة للنظام. فلن يلقى سوى الضرب بالبرتقال، ولن ينقذُه من الاختناق بالعصير راية استسلام ولا قبعة حمراء ولا أيّ علامة، فمن يدخلُ بين الفرق لا يلوم إلا نفسه.
البعضُ تناله الكدمات، والبعض يُصابُ بجروحٍ وخدوشٍ حادة نتيجة البرتقال الطارج، أو السقوط على الأرض، العلامات الحمراء بحجم البرتقال تنتشر على الوجوه والأجساد، ومفروم البرتقال والعصير على الملابس، كما أنه يملأ الأرض بكثافة، ولكن لا تُسمع سوى الضحكات الصاخبة ممزوجة بأنات الألم المحبب إلى نفوس الحاضرين.
المهرجان الذي بدأ في نهايات شهر فبراير/شباط مثل كل عام، استمر حتى أوائل مارس/آذار، واستضاف أنشطة وفعاليات محببة للجميع. وكانت المباريات دائما تبدأ بعد الثانية ظهرا، وتنتهي تلك الأنشطة باحتفال كبير توزع فيه الجوائز على الفائزين الذين يعلن عنهم الحكام.