مهرجانات لبنان الصيفية... عروض بما تيسر

26 يونيو 2020
يقام في بعلبك حفل يتيم للموسيقي هاروت فازليان (ميديوم)
+ الخط -
لم تكن السنوات الأخيرة جيدة بالنسبة لمتعهدي المهرجانات الصيفية في لبنان. عدد كبير من المسؤولين عن الفعاليات قرعوا أجراس الخطر، ورددوا أن الوضع لم يعد يحتمل أمام تلكؤ وزارة السياحة اللبنانية، وارتفاع الأسعار، والغلاء الذي يرفع من أسعار بطاقات البيع للمهرجانات والحفلات، إلى جانب الضرائب التي حاول بعض الوزراء السابقين حصرها. لكن ذلك لم يمنع المتعهد من الصراخ أكثر والتلويح بتعليق النشاط الصيفي بالكامل، إن لم تتخذ الحكومة أو وزارات المال والسياحة قرارات تسهم في جذب الناس، وليس في تخويفهم من الأسعار الخاصة بالمهرجانات. 
ليس بعيداً عن معاناة هذا النوع من النشاطات الفنية السنوية، وتغليب المصلحة السياسية والنفوذ على معظم الفعاليات، واستغلال علاقة السلطة السياسية بالمصارف لسنوات من أجل الدعم المالي الذي يفرضه الزعيم السياسي في لبنان، ممثلاً بزوجته التي تتحول إلى رئيسة فخرية للمهرجان، وتترأس المؤتمرات الصحافية الخاصة به، فيما تعاني المهرجانات غير المدعومة سياسيًا من شح كبير في الميزانيات، وهذا السبب الرئيسي ربما لغيابها هذه السنة، وربما لسنوات قادمة.
هذا العام، يحاول بعض المسؤولين عن هذه المهرجانات القيام بحركة إنقاذ، ولبنان على شفير هوة كبيرة وارتفاع نسبة العاطلين عن العمل، والتلويح بالجوع، وانخفاض حاد في سعر صرف العملة الوطنية، لكن ذلك لم يمنع لقاء وزير السياحة اللبناني رمزي مشرفية، بالمسؤولين عن المهرجانات الصيفية، واتخاذ تدابير تعيد النشاط لهذه الفعاليات وفق ما نشر والدعوة إلى تعزيز حضور المغنين اللبنانيين، وكذلك العمل على صورة لبنان والفنون والنشاط الصيفي المعتاد
خرج الاجتماع بضرورة الإعداد لنشاطات مختلفة تسمح بحضور جمهور معدود إلى المهرجان، ومنها مهرجانات بيت الدين والبترون، وبيبلوس في مدينة جبيل الساحلية، وسيكون تاريخ إقامة هذه الفعاليات من منتصف أغسطس/آب المقبل وحتى منتصف سبتمبر/أيلول المقبل، وقرر المجتمعون حصر الفعاليات بالفنانين اللبنانيين فقط هذه السنة، وكذلك الاستعانة بموسيقيين من لبنان، على أن يكون عدد الجمهور الحاضر معدوداً طبقاً لخطة التباعد التي تنفذ في معطم الدول تفاديا لانتقال فيروس كورونا.
يغيب كاظم الساهر للمرة الأولى عن مهرجانات بيت الدين، بعد عشرين عاماً من الوقوف على مسرح القصر التاريخي، وكذلك تغيب معظم الفرق الأجنبية عن الحضور ليس ببسب الحظر أو الوقاية المفروضة تحسّبًا من "كورونا"، بل لقلة الميزانيات المالية التي تحتم دفع أجور مرتفعة لهؤلاء، وغياب الجمهور اللبناني الذي يعاني من ضائقة اقتصادية لا حلول لها في القريب العاجل.

مهرجانات بعلبك التاريخية تكتفي هذه السنة باستقبال الموسيقي اللبناني هاروت فازليان في حفل بلا جمهور يقام على مدرج باخوس في الخامس من يوليو/تموز المقبل، وتشارك فيه فرقة عزف الأوركسترا الفلهارمونية مع كورال من جامعتي الأنطونية وسيدة اللويزة، واللافت أن هذه الحفلة ستقام من دون جمهور، وستنقل عبر المحطات التلفزيونية ووسائل التواصل البديلة.
المساهمون