بعد أن هجّرت قوات النظام السوري آلاف الأشخاص الرافضين لما يُعرف بـ"المصالحة" من مناطق القلمون الشرقي، وقبلها مناطق كثيرة بريف دمشق، الأسبوع الماضي، يواجه هؤلاء المُهجرون فصلاً جديداً من المعاناة مع سوء الخدمات وندرة المياه، في المخيمات التي باتت مكان إقامتهم الحالية في شمالي سورية.
وخصصت مجموعة من المخيمات في بعض الأراضي الزراعية بإدلب وريف حلب، لاستقبال وإيواء هؤلاء المُهجرين، في ظل الاكتظاظ السكاني الكبير الذي شهده الشمال السوري وندرة البيوت المعروضة للإيجار.
أحد هذه المخيمات مخيم دير بلوط الذي يقع بين منطقتي عفرين (بريف حلب) وأطمه في شمال إدلب، ويسمى الآن مخيم "القلمونيين"، ويقدر عدد الموجودين فيه حتى الآن بأكثر من أربعة آلاف نازح، معظمهم من بلدات ومدن الضمير، الرحيبة، جيرود، الناصرية، العطنة.
أبو عمر، خمسيني من مدينة الضمير بريف دمشق، هو أحد نزلاء هذا المخيم، وجد نفسه وعائلته منذ عشرة أيام في خيمة لم يعتد على السكن فيها، بعد أن ترك منزله في مدينته. وتحدث لـ"العربي الجديد" عن معاناته والساكنين معه بالمخيم، وقال "نعاني من الضغط السكاني في المخيم. يتم جلب المياه إلى المخيم عبر سيارات خاصة لا تكاد تكفي يوماً واحداً، لننتظر وصول كميات إضافية في اليوم الثاني"، مضيفاً أن "ثمة أزمة في الصرف الصحي مع عدم توفر المياه، والحمامات اللازمة لكل من في المخيم، مع أن هناك عملاً جباراً تقوم به إحدى المنظمات الإغاثية لتلبية احتياجات المخيم".
وأكدت أم أحمد، وهي سيدة هُجّرت من مدينة الرحيبة، بعد أن فقدت زوجها في القصف هناك، أن المعاناة المرتبطة بمياه الشرب والصرف الصحي كبيرة، مشيرة إلى أن هذا "يؤدي إلى مشاكل صحية، وأمراض قد تجتاح المخيم". وأبدت تخوفها من استمرار بقائها وبقية العوائل في المخيم حتى الشتاء، من دون إجراءات تحسّن من وضعه الحالي.
كرم خطاب، ناشط إعلامي موجود في المخيم، أوضح لـ"العربي الجديد" أن المخيم لا يزال حديث الإنشاء، وأقيم على عجل بعد عمليات التهجير المتسارعة التي شهدتها منطقة القلمون، مضيفاً أن منظمة "آفاد" التركية هي المسؤولة عن المخيم، وتقوم بعمل جبّار لتدارك أوضاع النازحين هناك.
ووصلت أولى قوافل المهجرين من منطقة القلمون الشرقي إلى المخيم يوم 19 إبريل/ نيسان من العام الجاري، بعد اتفاق تم التوصل إليه من قبل ممثّلي البلدات التي كانت تسيطر عليها المعارضة، مع ضباط روس. واقتضى خروج مقاتلي الجيش الحر وعوائلهم، ومن أراد من سكان المنطقة، إلى شمال سورية، مقابل عدم بدء حملة عسكرية كبيرة للنظام، في المناطق التي شهدت التهجير لاحقاً.