من هو الصحافي السوري

18 يونيو 2016
هادي العبدالله وخالد العيسى خلال عملهما (فيسبوك)
+ الخط -
منذ اللحظة الأولى لانطلاق الثورة السورية ركّز النظام على الصحافيين والناشطين الإعلاميين كأولوية لعناصر أمنه وقواته للاستهداف، فكان حَمَلَة الكاميرات هم الهدف الأول لعناصر الأمن خلال فترة التظاهرات السلمية، وكان الصحافيون الذين يغطّون بما لا يتوافق مع أجندة النظام هم الأكثر عرضة للاعتقال والتعذيب والقتل، ما دفع بمعظم الصحافيين السوريين لمغادرة البلد من أجل ممارسة نشاطهم الصحافي ضمن بيئة أكثر أمناً أو من أجل الحفاظ على أمنهم الشخصي وأمن أسرهم.

إلا أن العمل الصحافي عن الشأن السوري ضمن بيئة بعيدة عن الواقع السوري، أفقدت الصحافيين الكثير من ميزاتهم بسبب بعدهم عن الواقع الذي يغطونه، وعدم قدرتهم حتى على تكوين تصوّر موضوعي لهذا الواقع. الأمر الذي أفقد نتاجهم جزءاً كبيراً من أهميته لناحية المصداقية وناحية الإحاطة بكل عناصر الموضوع الذي يتم تغطيته.
في المقابل، آثر قسم كبير من الناشطين الإعلاميين الذين مارسوا العمل الصحافي مع بداية الثورة (2011) البقاء ضمن مناطقهم، كونهم اختاروا هذا العمل كجزء من نشاطهم الثوري بالداخل، وأظهر قسم منهم شجاعة أسطورية في تغطية الأحداث ضمن ظروف هي الأسوأ على الإطلاق في العالم.
واستطاع قسم من هؤلاء الناشطين الإعلاميين أن يطوروا أدواتهم سواء من خلال التصاقهم بالحدث السوري أو من خلال خضوعهم لدورات تدريبية، أقامتها منظمات مجتمع مدني تعنى بتطوير الإعلام في المناطق التي تشهد نزاعات. وبرزت ضمن المشهد السوري أسماء لناشطين إعلاميين، طغت على كل الصحافيين المحترفين لما قاموا به من دور في توثيق أحداث الثورة من أرض الواقع.
ولعل أبرز هذه الأسماء الناشط هادي العبدلله، الذي تعرّض والمصوّر الناشط خالد العيسى أخيراً، لمحاولة اغتيال بعبوة ناسفة استهدفت مكان إقامتهما في حلب، وذلك بعد يومين من إصابتهما أثناء تغطيتهما للمعارك في المدينة، وتشير أصابع الاتهام بهذا الاستهداف، إما إلى عناصر مدسوسة من قبل النظام للقضاء عليهما، أو لجبهة النصرة، التي تحدثت بعض المصادر عن خلاف بينها وبين العبدلله، على خلفية إغلاق راديو فرش، الذي يبث من مدينة كفرنبل.
مهما تكن الجهة التي استهدفت العبدلله والعيسى، إلا أن استهدافهما يشير إلى مدى أهمية العمل الصحافي من الداخل، ويطرح سؤالاً حولنا نحن الذين نعمل من الخارج هل فعلاً نحن صحافيون؟