من الإرهابي؟

02 مارس 2015
+ الخط -

في هذه الأيام التي تبدو فيها نوافذ الاستسلام والتخاذل والتهافت مشرعة، في أماكن كثيرة من الوطن العربي، عن عجز في بعض الحالات، وعن تصميم وإرادة وانحراف وخيانة في حالات أخرى!

في هذه الأيام التي تفتح فيها الجسور أمام الأعداء لاقتحام الأوطان، وتركيز أعلامهم السياسية والعسكرية والاقتصادية والثقافية على هضاب وسفوح ومرتفعات وجنبات الوطن العربي!

في هذه الأيام التي تتجسد فيها التنازلات والتراجعات عن المبادئ والثوابت، بالممارسة الفعلية على الأرض، وعبر التصريحات والخطب التي تُلقى هنا وهناك بالدعوة إلى الاستسلام والتسويات وأنصاف الحلول والتنازل عن البقية الباقية من الأرض الفلسطينية!

في هذا الزمن الذي بلغ فساد الإدراك وغياب الحس السليم مداه، وأصبحت المعايير مقلوبة ووسيلة من وسائل العجز والهزيمة!

في هذا الزمن الذي أصبح فيه الجهاد جريمة، والمجاهدون الذين يدافعون عن أرضهم وعرضهم وشعبهم إرهابيين وقتلة، وخارجين عن القانون، وإسحاق رابين "شهيد السلام"!

في هذه الأيام، من هذا الزمن الرديء، الذي تشير فيه كل الدلائل إلى المحاولات الحثيثة والجادة الفلسطينية والعربية والإقليمية والدولية الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية، التي يدور حولها مصير الإنسان العربي وجودًا وعدمًا!

في هذه الأيام التي يستوي فيها أصحاب المبادئ والقيم والقضايا الوطنية بالتجار والمزاودين والدجالين الذين يعبثون بالوطن وشرف الوطن وكرامة الوطن!

يتساءل الإنسان الفلسطيني والعربي البسيط المجروح الوجدان بالعجز وخيبة الأمل: إلى أين؟ وهو بين مكذب ومصدق أن "مزاد التصفية" هذا يتناوله على مرأى منه وأمام عينيه!
وإلى أين ستأخذه مرحلة "تهافت التهافت" التي فرضت عليه منذ أبريل/نيسان 2005، عندما أدلت وزيرة الخارجية الأميركية، كوندوليزا رايس، بحديث صحافي مع جريدة واشنطن بوست الأميركية، أعلنت فيه عن نية الولايات المتحدة نشر الديمقراطية في العالم العربي، والبدء بتشكيل ما يُعرف بـ"الشرق الأوسط الجديد"، عبر نشر "الفوضى الخلاقة" في الشرق الأوسط عبر الإدارة الأميركية؟!

avata
avata
عـادل أبـو هـاشـم (الأردن)
عـادل أبـو هـاشـم (الأردن)