في خطوةٍ تتماهى مع قرارات القمع التي تشهدها مصر في الفترة الأخيرة، من حظر النشر ومنع الصحافيين من التغطية، تحدثت مصادر حكومية مصرية عن قرار بدأ العمل به منذ الأربعاء الماضي، يقضي بمنع الوزراء من الحديث لوسائل الإعلام، إلا بتصريح من رئيس الوزراء شريف إسماعيل.
وكشف أحد أعضاء حكومة المهندس شريف إسماعيل، لوسائل إعلام مصرية، أنهم فوجئوا الأربعاء الماضي، خلال اجتماع الحكومة بمظروف بداخله ورقة كتب بها "عدم الظهور في وسائل الإعلام إلا بعد الحصول على موافقة رئيس الوزراء". وبحسب مراقبين، فإن هذا القرار "يطعن في قيمة ومكانة الوزير، ويشكك في قدرته عن التعبير عن حجم المشاكل التي يواجهها والسياسات التي يقترحها ويطبقها".
كما يأتي هذا القرار متناقضًا مع ما أصدره مجلس الوزراء من قبل، في بيان رسمي يؤكد فيه أن "رئيس الحكومة أكد للوزراء بضرورة التواصل مع الإعلام المرئي والمسموع والمقروء، لعرض تفاصيل ما يتم تحقيقه على أرض الواقع من جهود وإنجازات تستهدف مصلحة مصر والمواطن المصري، والتأكيد على أن الحكومة تسعى للاجتهاد لتحقيق الأهداف المنوطة بها، والتغلب على المشكلات وما يظهر من أخطاء خلال التطبيق". وتضمن البيان السابق أن "رئيس الوزراء وجه بأهمية توضيح الصورة كاملة للرأي العام في ما يتعلق بالمشروعات التنموية التي يتم تنفيذها، وتكلفة الخدمة اقتصادياً للمشروعات حتى تكون على المستوى المأمول، إلى جانب قدرة الحكومة على الاستمرار في تقديمها بشكل جيد يرضي طموحات المواطن، وطرح الدراسات التي تقوم بها الحكومة والقرارات التي تتخذها على الرأي العام، خاصة ما يتعلق بإجراءات تحسين مناخ الاستثمار وتذليل المعوقات، وتسريع تلك الإجراءات".
لكنّ التوجيهات الجديدة جاءت بعد عدة تصريحات مستفزة للرأي العام المصري في الفترة الأخيرة، فيما أكد المحامي والإعلامي خالد أبو بكر، المقرب من النظام الحاكم، أن "الوزراء ممنوعون من الظهور الإعلامي إلا بموافقة مجلس الوزراء". وكتب تدوينة له عبر موقع "تويتر": "منع الوزراء من الظهور في الإعلام إلا بموافقة مجلس الوزراء! ورئيس الوزراء نفسه لا يتحدث للإعلام أمّال لما نحب نعرف حال مصر نكلم مين؟!"
فيما أرجع ناشطون سبب ذلك إلى تصريحات الوزراء "غير المنضبطة"، والتي غالبًا ما تثير الرأي العام سواء بالغضب أو السخرية. وقالت الناشطة "م س": "يحاولوا يسيطروا على تصريحاتهم غير المنضبطة، خلاص يعملوا بيان أسبوعي"، مضيفة: "أحسن من فضايح الكلام عمّال على بطال من الأفضل يتكتموا علشان ما يدبسوش المجلس في أي التزامات ويكشفوا المستخبي". وقال مدون آخر: "تصريحات الوزراء تفقع والأمثلة كثيرة مستشفيات أحسن من إنجلترا، الطرق مكسرة وفيها مطبات عشان نقلل السرعة.. إلخ".
اقرأ أيضاً: وثائقي "حكاية حسن"...أنتجته "المنار" وعرضته قناة "العربية"؟
تصريحات وجدل
وقد اعتاد وزراء مصر خلال الفترة الأخيرة، إثارة موجة من التساؤلات لدى الشارع حول ما تحمله تصريحاتهم من معانٍ، وربما ألغاز وسخرية أو في بعض الأحيان الضبابية. ومن تلك التصريحات التي أطلقها وزير التجارة والصناعة طارق قابيل الثلاثاء الماضي، خلال استضافته في برنامج "يوم بيوم" مع مصطفى شردي، على فضائية "النهار" حيث قال إن "النمو الاقتصادي في مصر أكبر من الولايات المتحدة الأميركية، إذ يبلغ حاليًا 4.2 بالمئة فيما نجده 1.5 بالمئة في أميركا". كما أكد قابيل خلال البرنامج نفسه أن "عجز الميزان التجاري زاد بمقدار 10 مليار جنيه، بيد أن البلاد تستطيع أن تمر من هذه الأزمة".
ومن قبله، خرجت تصريحات لوزير العدل أحمد الزند، بقوله إن "المصري يمكنه العيش بـ 2 و3 جنيه في اليوم الواحد، مش فارقة معنا"، وتصريحه السابق بتمني قتل مئات الآلاف من "الإخوان" مقابل قتلى الشرطة.
هذا بالإضافة إلى تصريح الدكتور الهلالي الشربيني، وزير التربية والتعليم، الذي أكد "قدرة العلماء في الجامعات المصرية على تطوير مناهج العالم كله وليس مناهجنا فقط". وجاء ذلك خلال مؤتمر صحافي، نُظم على هامش تدشين ورشة "مراجعة منهجي الرياضيات والعلوم في ضوء المناهج العالمية"، مشيراً إلى أن "مركز تطوير المناهج التابع للوزارة يبذل جهود كبيرة وأن العاملين لا يستطيعون بمفردهم تطوير المناهج".
أما الدكتور مصطفى مدبولي، وزير الإسكان، فأكد أن "هناك وظائف في الدولة تحتاج شباباً للعمل، ولكن لا يقبل عليها الشباب، ولا يريدون العمل، فيما توجد أعداد ضخمة تتخرج من التعليم الجامعي في تخصصات لا يحتاجها سوق العمل". وكانت صدمة المصريين كبيرة إزاء تصريح وزير البيئة، خالد فهمي، خلال لقائه في قناة "TEN"، معلقا على غرق مركب يحمل 500 طن من الفوسفات، في النيل بمحافظة قنا، بقوله إن "بعض الدول المتقدمة في جنوب
شرق آسيا تلقي بالفوسفات في المياه لفوائده، فعندما تكون المياه حمضية، يوضع فيها الفوسفات حتى تعمل على خلق بيئة متعادلة وتزيد كذلك من الثروة السمكية".
وقالت الدكتورة غادة والي، وزيرة التضامن الاجتماعي: "إن الجنة مكان هيكون فيه مزيكا وباليه"، وذلك خلال احتفالية تحت عنوان "مصر تفتخر بعروبتها"، في قاعة سيد درويش بأكاديمية الفنون، وهو ما أثار حفيظة عدد كبير من علماء الأزهر.
ومن بين التصريحات اللافتة للنظر أيضاً ما رد به وزير السياحة هشام زعزوع على القلق الذي ساد بسبب انخفاض نسبة السائحين البريطانيين بعد حادث سقوط الطائرة الروسية فوق سيناء، موجهاً كلامه للسياح البريطانيين قائلا: "هناك اتصالات قوية معهم ولا أتحدث عن السياسة والمثل بيقول خليك مع الكداب لباب الدار أنت زعلان من إيه وقلقان من إيه وأسدلك الخرم".
وعن مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي، صرح أشرف العربي وزير التخطيط بأن "الإحصائيات الخاصة بالسعادة، أكدت أن الشعب المصري كان من أسعد عشرة شعوب في العالم خلال انعقاد المؤتمر". ومن التصريحات التي أثارت جدلا كبيراً في الشارع، تلك التي أطلقها وزير الشباب خالد عبد العزيز، عندما قال إن نسبة البطالة في مصر قيل إنها 13 بالمئة، ولكنها نسبة غير صحيحة، مشدداً على عدم وجود بطالة في البلاد على الإطلاق. وكذلك تصريحه خلال لقائه بطلاب جامعة القاهرة، عندما قال لهم: "كنت بزوّغ من المحاضرات، يعني ممكن تكون طالب فاشل، وتطلع وزير عادي يعني". وأضاف: "متقضوهاش مذاكرة بس، فأنا لم أتخرج بتقدير كبير".
أما وزير البترول طارق الملا، كان قد أكد أن أزمة البنزين التي مرت بها البلاد في سبتمبر الماضي، هي افتعالية، وأن الأمر لا يعدو كونه "إيحاء نفسي دون وجود مشكلة".
وأثار وزير النقل الدكتور سعد الجيوشي، استهزاء الناشطين والمراقبين، حيث أكد أن إصلاح الطرق سيزيد من معدل حوادث السير، لأن الطرق ستكون وقتها أكثر نعومة وهو ما سيؤدي إلى زيادة سرعة السائقين وبالتالي يسبب ازدياد معدلات حوادث السير.
وكذلك، أكد وزير التعليم العالي في عهد إبراهيم محلب، الدكتور السيد عبد الخالق، أن "مصر تمتلك مستشفيات أفضل من تلك الموجودة في بريطانيا من حيث المباني والتجهيزات".
اقرأ أيضاً: السيسي يعد بالتنمية الشاملة 2063...وساخرون: "قبل القيامة بساعتين كدة"!
وكشف أحد أعضاء حكومة المهندس شريف إسماعيل، لوسائل إعلام مصرية، أنهم فوجئوا الأربعاء الماضي، خلال اجتماع الحكومة بمظروف بداخله ورقة كتب بها "عدم الظهور في وسائل الإعلام إلا بعد الحصول على موافقة رئيس الوزراء". وبحسب مراقبين، فإن هذا القرار "يطعن في قيمة ومكانة الوزير، ويشكك في قدرته عن التعبير عن حجم المشاكل التي يواجهها والسياسات التي يقترحها ويطبقها".
كما يأتي هذا القرار متناقضًا مع ما أصدره مجلس الوزراء من قبل، في بيان رسمي يؤكد فيه أن "رئيس الحكومة أكد للوزراء بضرورة التواصل مع الإعلام المرئي والمسموع والمقروء، لعرض تفاصيل ما يتم تحقيقه على أرض الواقع من جهود وإنجازات تستهدف مصلحة مصر والمواطن المصري، والتأكيد على أن الحكومة تسعى للاجتهاد لتحقيق الأهداف المنوطة بها، والتغلب على المشكلات وما يظهر من أخطاء خلال التطبيق". وتضمن البيان السابق أن "رئيس الوزراء وجه بأهمية توضيح الصورة كاملة للرأي العام في ما يتعلق بالمشروعات التنموية التي يتم تنفيذها، وتكلفة الخدمة اقتصادياً للمشروعات حتى تكون على المستوى المأمول، إلى جانب قدرة الحكومة على الاستمرار في تقديمها بشكل جيد يرضي طموحات المواطن، وطرح الدراسات التي تقوم بها الحكومة والقرارات التي تتخذها على الرأي العام، خاصة ما يتعلق بإجراءات تحسين مناخ الاستثمار وتذليل المعوقات، وتسريع تلك الإجراءات".
لكنّ التوجيهات الجديدة جاءت بعد عدة تصريحات مستفزة للرأي العام المصري في الفترة الأخيرة، فيما أكد المحامي والإعلامي خالد أبو بكر، المقرب من النظام الحاكم، أن "الوزراء ممنوعون من الظهور الإعلامي إلا بموافقة مجلس الوزراء". وكتب تدوينة له عبر موقع "تويتر": "منع الوزراء من الظهور في الإعلام إلا بموافقة مجلس الوزراء! ورئيس الوزراء نفسه لا يتحدث للإعلام أمّال لما نحب نعرف حال مصر نكلم مين؟!"
فيما أرجع ناشطون سبب ذلك إلى تصريحات الوزراء "غير المنضبطة"، والتي غالبًا ما تثير الرأي العام سواء بالغضب أو السخرية. وقالت الناشطة "م س": "يحاولوا يسيطروا على تصريحاتهم غير المنضبطة، خلاص يعملوا بيان أسبوعي"، مضيفة: "أحسن من فضايح الكلام عمّال على بطال من الأفضل يتكتموا علشان ما يدبسوش المجلس في أي التزامات ويكشفوا المستخبي". وقال مدون آخر: "تصريحات الوزراء تفقع والأمثلة كثيرة مستشفيات أحسن من إنجلترا، الطرق مكسرة وفيها مطبات عشان نقلل السرعة.. إلخ".
اقرأ أيضاً: وثائقي "حكاية حسن"...أنتجته "المنار" وعرضته قناة "العربية"؟
تصريحات وجدل
وقد اعتاد وزراء مصر خلال الفترة الأخيرة، إثارة موجة من التساؤلات لدى الشارع حول ما تحمله تصريحاتهم من معانٍ، وربما ألغاز وسخرية أو في بعض الأحيان الضبابية. ومن تلك التصريحات التي أطلقها وزير التجارة والصناعة طارق قابيل الثلاثاء الماضي، خلال استضافته في برنامج "يوم بيوم" مع مصطفى شردي، على فضائية "النهار" حيث قال إن "النمو الاقتصادي في مصر أكبر من الولايات المتحدة الأميركية، إذ يبلغ حاليًا 4.2 بالمئة فيما نجده 1.5 بالمئة في أميركا". كما أكد قابيل خلال البرنامج نفسه أن "عجز الميزان التجاري زاد بمقدار 10 مليار جنيه، بيد أن البلاد تستطيع أن تمر من هذه الأزمة".
ومن قبله، خرجت تصريحات لوزير العدل أحمد الزند، بقوله إن "المصري يمكنه العيش بـ 2 و3 جنيه في اليوم الواحد، مش فارقة معنا"، وتصريحه السابق بتمني قتل مئات الآلاف من "الإخوان" مقابل قتلى الشرطة.
هذا بالإضافة إلى تصريح الدكتور الهلالي الشربيني، وزير التربية والتعليم، الذي أكد "قدرة العلماء في الجامعات المصرية على تطوير مناهج العالم كله وليس مناهجنا فقط". وجاء ذلك خلال مؤتمر صحافي، نُظم على هامش تدشين ورشة "مراجعة منهجي الرياضيات والعلوم في ضوء المناهج العالمية"، مشيراً إلى أن "مركز تطوير المناهج التابع للوزارة يبذل جهود كبيرة وأن العاملين لا يستطيعون بمفردهم تطوير المناهج".
أما الدكتور مصطفى مدبولي، وزير الإسكان، فأكد أن "هناك وظائف في الدولة تحتاج شباباً للعمل، ولكن لا يقبل عليها الشباب، ولا يريدون العمل، فيما توجد أعداد ضخمة تتخرج من التعليم الجامعي في تخصصات لا يحتاجها سوق العمل". وكانت صدمة المصريين كبيرة إزاء تصريح وزير البيئة، خالد فهمي، خلال لقائه في قناة "TEN"، معلقا على غرق مركب يحمل 500 طن من الفوسفات، في النيل بمحافظة قنا، بقوله إن "بعض الدول المتقدمة في جنوب
وقالت الدكتورة غادة والي، وزيرة التضامن الاجتماعي: "إن الجنة مكان هيكون فيه مزيكا وباليه"، وذلك خلال احتفالية تحت عنوان "مصر تفتخر بعروبتها"، في قاعة سيد درويش بأكاديمية الفنون، وهو ما أثار حفيظة عدد كبير من علماء الأزهر.
ومن بين التصريحات اللافتة للنظر أيضاً ما رد به وزير السياحة هشام زعزوع على القلق الذي ساد بسبب انخفاض نسبة السائحين البريطانيين بعد حادث سقوط الطائرة الروسية فوق سيناء، موجهاً كلامه للسياح البريطانيين قائلا: "هناك اتصالات قوية معهم ولا أتحدث عن السياسة والمثل بيقول خليك مع الكداب لباب الدار أنت زعلان من إيه وقلقان من إيه وأسدلك الخرم".
وعن مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي، صرح أشرف العربي وزير التخطيط بأن "الإحصائيات الخاصة بالسعادة، أكدت أن الشعب المصري كان من أسعد عشرة شعوب في العالم خلال انعقاد المؤتمر". ومن التصريحات التي أثارت جدلا كبيراً في الشارع، تلك التي أطلقها وزير الشباب خالد عبد العزيز، عندما قال إن نسبة البطالة في مصر قيل إنها 13 بالمئة، ولكنها نسبة غير صحيحة، مشدداً على عدم وجود بطالة في البلاد على الإطلاق. وكذلك تصريحه خلال لقائه بطلاب جامعة القاهرة، عندما قال لهم: "كنت بزوّغ من المحاضرات، يعني ممكن تكون طالب فاشل، وتطلع وزير عادي يعني". وأضاف: "متقضوهاش مذاكرة بس، فأنا لم أتخرج بتقدير كبير".
أما وزير البترول طارق الملا، كان قد أكد أن أزمة البنزين التي مرت بها البلاد في سبتمبر الماضي، هي افتعالية، وأن الأمر لا يعدو كونه "إيحاء نفسي دون وجود مشكلة".
وأثار وزير النقل الدكتور سعد الجيوشي، استهزاء الناشطين والمراقبين، حيث أكد أن إصلاح الطرق سيزيد من معدل حوادث السير، لأن الطرق ستكون وقتها أكثر نعومة وهو ما سيؤدي إلى زيادة سرعة السائقين وبالتالي يسبب ازدياد معدلات حوادث السير.
وكذلك، أكد وزير التعليم العالي في عهد إبراهيم محلب، الدكتور السيد عبد الخالق، أن "مصر تمتلك مستشفيات أفضل من تلك الموجودة في بريطانيا من حيث المباني والتجهيزات".
اقرأ أيضاً: السيسي يعد بالتنمية الشاملة 2063...وساخرون: "قبل القيامة بساعتين كدة"!