منع زراعة الأرز يعمّق أزمات الفلاح المصري.. والعمال يصعّدون

08 مايو 2015
الحكومة المصرية تهدد مزارعي الأرز بالغرامات(أرشيف/Getty)
+ الخط -
فاقمت وزارة الري معاناة ملايين الفلاحين في دلتا مصر، حيث نفذت، اليوم، عددا من الإزالات لـ11 فداناً من مشاتل الأرز المخالفة في نطاق محافظات القليوبية والغربية وكفر الشيخ، وذلك بواقع نحو 48% من المساحات المخالفة، وفق تصريحات وزير الري، حسام مغازي.

وأكد مغازي أنه تم رصد مساحات أرز مخالفة بلغت 26 فدانا حتى الآن، وجار اتخاذ الإجراءات اللازمة لتنفيذ الإزالة، بالتنسيق مع أجهزة وزارة الزراعة والجهات التنفيذية.

وفي المقابل، يقول الفلاحون إن أراضيهم من النوع الأسود، الذي لا يصلح إلا لزراعة الأرز في الموسم الصيفي، مما يصيبهم بخسائر فادحة إذا زرعوا محصولا آخر كالذرة مثلا الذي يكلف زراعة الفدان الواحد نحو 4000 جنيه، لكن عائده لا يتجاوز 2500 جنيه، وفق المزارع حمدون إدريس، من مزارعي القليوبية، في تصريحات لـ"العربي الجديد".

وتحظر وزارة الري زراعة الأرز في غير المناطق المصرح بها، وتوقع على المخالف غرامة، طبقا لقانون الري والصرف 12 لسنة 1984، كما تحصّل مبالغ مقابل استغلال المياه الزائدة عن المقررة من قبلها.

ويواجه الفلاح المصري العديد من الأزمات التي تثقل كاهله في الفترة الأخيرة، من غلاء أسعار الأسمدة والتقاوي، وانخفاض أسعار المحاصيل، إلى درجة دفعت البعض إلى حرق محصول القطن، نظرا لارتفاع تكاليف جنيه قياسا بسعر بيعه.

يذكر أن حكومات الرئيس المخلوع حسني مبارك دأبت على إصدار قرارات المنع من زراعة الأرز، ثم كانت تعاود السماح من خلال نواب الشعب من أعضاء الحزب الوطني لزيادة شعبيتهم في الأوساط الريفية. ولم تطبق وزارة الري أي غرامات على مخالفي قرارات المنع سابقا.

وكان خبراء اقترحوا عدة حلول للأزمة بدل المنع، تقوم على الاعتماد على أصناف جديدة من الأرز لا تحتاج فترة الغمر في المياه إلا لمدة 60 يوما، وهو ما يعرف بالنوع 101، ومنع زراعة الأرز في الأراضي الرملية، كالوادي الجديد، بجانب التوسع في معالجة مياه الصرف والمياه الجوفية لري الحدائق والمنتجعات الترفيهية والسياحية التي تكلف ملايين الأمتار من مياه النيل، ما ينعكس سلبا على الفلاح، وفق الخبير الزراعي إسماعيل أحمد، أحد مستثمري شرق قناة السويس.

غضب عمالي

تواصل الغضب العمالي، في أوساط عدد كبير من القطاعات العمالية، اليوم الجمعة، حيث واصل عمال شركة إسمنت طره، جنوب القاهرة، اعتصامهم لليوم الـ42 على التوالي، ورفض نحو 1900 عامل مثبت ومقاول بالشركة موقف الإدارة التي لم تتجاوب مع مطالبهم، باستثناء الموافقة على صرف 11 شهرا كمكافأة أرباح للعاملين.

وأعلن العمال استمرار اعتصامهم حتى تشغيل الأفران وإقالة مدير المصنع، مؤكدين أنهم استجابوا لمطالب وزيرة القوى العاملة والهجرة، بإجراء مصالحة مع المهندسين والإدارة، على أن توافق الإدارة هي الأخرى على مطالبهم، ولكن العمال فوجئوا بالإدارة تمنعهم من حضور الاجتماع بحجة تعرضها لهجوم على الـ"فيسبوك" من جانب العمال.

كما استمرت الاحتجاجات في شركة المشروعات الهندسية والصناعية، حيث يطالب نحو 2300 عامل في الشركة بالحصول على رواتبهم المتأخرة منذ ستة أشهر، على التوالي، على الرغم من تقدمهم بأكثر من شكوى لوزيرة القوى العاملة والهجرة، ورئاسة مجلس الوزراء.

ويشتكي العمال من تجاهل الإدارة لمطلبهم الوحيد، وهو صرف رواتبهم بدون أرباح أو حوافز، حتى يستطيعوا العيش هم وأسرهم.

اقرأ أيضا: غضب في مصر بعد التحفظ على ممتلكات أبو تريكة

المساهمون