أعلن المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أوروبا، لوكالة فرانس برس، اليوم الاثنين، أنّ المنظمة تتوقع ارتفاعا في عدد الوفيات بكورونا في أوروبا في أكتوبر/تشرين الأول ونوفمبر/ تشرين الثاني، المتوقع أن يكونا شهرين قاسيين في المواجهة مع الوباء.
وقال هانز كلوغي في مقابلة مع فرانس برس "سيصبح الأمر أقسى". وأضاف "في أكتوبر/تشرين الأول ونوفمبر/تشرين الثاني سنشهد ارتفاعا في الوفيات"، بينما يسجل عدد الإصابات ارتفاعا في القارة العجوز لكن عدد الوفيات اليومية مستقر فيها.
من جانبه قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس اليوم الاثنين، إنه ينبغي على دول العالم الانضمام إلى مرفق كوفاكس قبل انتهاء مهلة يوم الجمعة، وذلك لضمان توزيع أي لقاح للوقاية من فيروس كورونا بعدل وفعالية.
وحتى الآن، تسعى 92 من الدول منخفضة الدخل للحصول على مساعدة عبر مرفق كوفاكس، وهو جزء من مظلة (آكت أكسيليريتور) التابعة للمنظمة لتعزيز تطوير اللقاحات وطرق العلاج ووسائل التشخيص لمكافحة وباء كوفيد-19. وعبرت نحو 80 دولة من الدول الأعلى دخلا عن اهتمامها بالمبادرة، لكن يتعين على العديد منها تأكيد نيتها للانضمام بحلول نهاية هذا الأسبوع.
وقال غيبريسوس في فعالية إقليمية للمنظمة من أجل أوروبا جرى بثها عبر الإنترنت "إذا لم يحصل سكان الدول ذات الدخول المتوسطة والمنخفضة على اللقاحات، فإن الفيروس سيواصل الفتك بالناس، كما سيتأخر التعافي الاقتصادي على مستوى العالم".
واليوم، أظهر إحصاء لـ"رويترز" أن أكثر من 28.93 مليون شخص أصيبوا بفيروس كورونا على مستوى العالم في حين وصل إجمالي عدد الوفيات جراء الإصابة به إلى 921437 حالة.
وتم تسجيل إصابات بالفيروس في أكثر من 210 دول ومناطق منذ اكتشاف أولى حالات الإصابة في الصين في ديسمبر/ كانون الأول 2019.
وتصدرت الولايات المتحدة القائمة مسجلة ستة ملايين و501313 إصابة و193755 وفاة. وجاءت الهند في المركز الثاني من حيث عدد المصابين مسجلة أربعة ملايين و754356 إصابة و78586 حالة وفاة. وحلت البرازيل في المركز الثالث من حيث عدد المصابين مسجلة أربعة ملايين و330455 إصابة و131625 حالة وفاة وهو ثاني أكبر عدد وفيات في العالم بعد الولايات المتحدة. وجاءت روسيا في المركز الرابع من حيث عدد المصابين حيث سجلت مليونا و062811 إصابة و18578 حالة وفاة.
زعماء العالم لم يتأهبوا لتفشي الوباء
من جهة ثانية، قال تقرير عن التأهب العالمي للأوبئة، إن إخفاقا جماعيا للزعماء السياسيين في الاستماع للتحذيرات والاستعداد لتفشي وباء مرض معد جعل العالم "في حالة فوضى" بعدما كان "معرضا للخطر".
وجاء في تقرير للجنة مراقبة التأهب العالمي "الاستثمارات المالية والسياسية في التأهب لم تكن كافية وندفع الثمن جميعا". وأضاف "كانت أمام العالم فرصة لاتخاذ هذه الخطوات. "كانت هناك دعوات عديدة للتحرك... على مدى العقد الماضي لكن لم تسفر إحداها عن التغييرات المطلوبة".
وتتولى رئاسة اللجنة، التي تشكلت بدعوة من البنك الدولي ومنظمة الصحة العالمية، جرو هارلم بروندلاند المديرة العامة السابقة لمنظمة الصحة والتي تترأس حاليا هيئة مستقلة لمراقبة عمل المنظمة.
وكانت اللجنة قد حذرت في تقرير لها عام 2019 صدر قبل شهور قليلة من ظهور فيروس كورونا في الصين من "وباء سريع الانتشار بسبب مرض تنفسي فتاك"، قائلة إن هذا الأمر قد يتسبب في مقتل الملايين وإلحاق الضرر البالغ بالاقتصاد العالمي.
وفي تقريرها للعام الحالي الصادر بعنوان "عالم في حالة فوضى"، قالت اللجنة إنه لم يحدث من قبل أن تلقى زعماء العالم تحذيرا بهذا الوضوح من أخطار تفشي وباء مدمر، لكنهم تقاعسوا مع ذلك عن اتخاذ التحركات الملائمة.
وأضافت أن جائحة كوفيد-19 كشفت عن "إخفاق جماعي في التعامل بجدية مع الوقاية من الأوبئة والاستعداد والتصدي لها وإعطاء ذلك الأولوية".
وأشار التقرير إلى أنه على الرغم من دعوة رؤساء الحكومات قبل عام إلى الاستثمار في التأهب للأوبئة وتعزيز الأنظمة الصحية وتعامل خطط المخاطر المالية بجدية مع خطر الأوبئة المدمرة فإن التقدم الذي تحقق في أي من هذه المجالات لا يُذكر. وتابع "عدم الاستفادة من دروس كوفيد-19 أو اتخاذ خطوات بتوفير الموارد اللازمة يعني أن الوباء التالي، القادم لا محالة، سيلحق دمارا أكبر".