واستنكرت المنظمات اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي لمقر مؤسسات مدنية، في مدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلة، فجر اليوم، واعتبرت الاقتحام "جريمة قرصنة، وانتهاكاً خطيراً لحقوق الإنسان، وقواعد القانون الدولي الإنساني، واستمراراً لسياق متصل من الهجوم على المنظمات الأهلية الفلسطينية، ومحاولة تحطيمها بطرق مختلفة، من بينها الهجمات المباشرة، ومحاولة التشويه، واعتقال وتقييد حق نشطائها في حرية الحركة والتنقل".
وقالت رئيسة مجلس إدارة "شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية" شذى عودة، في بيان تلته خلال مؤتمر صحافي، في مقر مؤسسة "الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان" برام الله، إنّ "الاقتحام جزء لا يتجزأ من السياسة الاستعمارية الإسرائيلية المستمرة الهادفة للقضاء على كافة أشكال النضال والتواجد الفلسطيني، والحد من قدرة الفلسطينيين على الدفاع عن أنفسهم وحقوقهم".
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد اقتحم، فجر اليوم، أربعة مقرات لمؤسسات مختلفة في مدينة رام الله وسط الضفة، هي: "مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان"، و"مركز الهدف للدراسات"، ومقراً جماهيرياً لـ"الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين"، ومقراً لنقابة العاملين في الخدمات والأعمال الحرة، وصادر أوراقاً من داخل المؤسسات الأربع، كما صادر حواسيب وأقراصاً صلبة. وطالبت عودة "المجتمع الدولي ولا سيما الأطراف السامية الموقعة على اتفاقية جنيف الرابعة، بالتحرك العاجل والفعلي لوقف الانتهاكات الجسيمة والمنظمة التي ترتكبها سلطات الاحتلال بحق المنظمات الأهلية الفلسطينية"، فيما طالبت "مقرر الأمم المتحدة الخاص بالحق في حرية التجمع السلمي وتشكيل الجمعيات بلعب دور أكبر في مواجهة الانتهاكات الإسرائيلية المتصاعدة ضد المؤسسات الفلسطينية والعمل على مساءلة سلطات الاحتلال على انتهاكاتها".
طالبت المنظمات بوقف اقتحامات الاحتلال (العربي الجديد) |
واعتبر ممثل مجلس منظمات حقوق الإنسان عصام العاروري، الاقتحام "اعتداء على حرية الرأي والتعبير والحق الأصيل بتشكيل الجمعيات والمؤسسات"، مؤكداً أنّ "مؤسسة الضمير ليست منظمة سرية، بل إنها تعمل وفق تسجيل قانوني ولها مقرها، ويتطلب عملها حتى التواصل مع دوائر الاحتلال"، مؤكداً أنّ "الاقتحام هو اعتداء على الأسرى وحقهم بالتمثيل القانوني والرعاية والحماية من التعذيب".
وطالب العاروري، في كلمة خلال المؤتمر، السلطة الفلسطينية بـ"الوقوف أمام هذه الانتهاكات لأنّها لا تعد مساساً فقط بالضمير وغيرها من المؤسسات، بل هو مساس بهيبة السلطة ودورها، وهذا يتطلب دراسات جدية ومعمقة وحواراً وطنياً حول ما الذي يعنيه تطبيق قرار عدم الاعتراف بمناطق ألف وباء وجيم المنبثقة عن اتفاقية أوسلو".
أكدت المنظمات أنّ الاقتحامات جزء من حملات التشهير (العربي الجديد) |
وأكد العاروري أنّ "الاقتحامات جزء من سياسة وحملات تشهير وضغط على الممولين وتجفيف مصادر تمويل المنظمات الأهلية الفلسطينية، إذ انخفضت مصادر تمويل معظم هذه المؤسسات، ولكن ذلك لن يؤثر على دورها".
ودعا العاروري المانحين والممولين وخاصة في الدول التي تتبنى الشريعة الدولية لحقوق الإنسان، إلى عدم الانسياق وراء الرواية الإسرائيلية، محملاً "الأطراف الصامتة أي تصاعد قد يصل إلى حد الاعتداء الجسدي على المدافعين عن حقوق الإنسان في فلسطين".
وفي كلمة خلال المؤتمر، قالت مديرة مؤسسة "الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان" سحر فرنسيس، إنّ "جيش الاحتلال اقتحم مقر المؤسسة، الساعة الثانية فجراً، وسرق 5 أجهزة حاسوب نقال، وذاكرة كاميرا، وذاكرة 3 حواسيب، وبطاقة حاسوب وعدداً من الكتب"، مؤكدة أنّ الاقتحام المتكرر "لن يثني المؤسسة عن القيام بواجبها تجاه قضية الأسرى، وستواصل عملها الجاد في مساندتهم ضد الانتهاكات الجسيمة التي يواجهونها من تعذيب واعتقالات تعسفية"، وأشارت إلى اقتحامات سابقة تعرضت لها المؤسسة في الأعوام 2002 و2012.
أكدت المؤسسة الاستمرار في القيام بواجبها (العربي الجديد) |
وبدورها، طالبت "الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين"، في بيان، عقب اقتحام مقر لها في رام الله للمرة الثانية خلال أسبوع، بـ"ردّ سياسي وميداني فلسطيني موحد يتناسب وحجم الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية"، داعية القوى والفصائل الفلسطينية إلى "تنظيم صفوفها ورفع درجة التنسيق بينها وتشكيل لجان حراسة وحماية شعبية في ظل الاستهداف المتكرر من قبل سلطات الاحتلال لمراكز المدن، دون أي اعتبار لتصنيف هذه المناطق وفق تصنيفات اتفاق أوسلو الذي صنف المناطق أ، ب، ج".