يخيّرك المستبد عادة بين حياتك وحريتك، هو لا يرى فيك إلا كائناً على هامش سلطته، وينظر إليك باعتبارك تهديداً لصلاحيات استيلائه على كرسي الحكم. لا يتعامل مع البشر باعتبارهم مواطنين يستحقون الاحترام وواجبه خدمتهم، وإنما باعتبارهم رعية يتحكم فيها حسبما يشاء ويوجهها إلى ما يشاء، دون أن يكون لها رأي أو اختيار.
يختار أغلبية البشر المقهورين عادة، الحياة بديلاً عن الحرية، ظنّاً منهم أن ذاك الاختيار هو الأنسب، رغم أنه لا حياة، طبيعية على الأقل، بدون حرية، ورغم أن في الموت، أيضاً، حرية من قهر واستعباد وتسلط.
والمستبد عادة يراهن على أن المقهورين سيختارون الحياة، وبالتالي يحرمهم من حقهم الطبيعي في الحرية.
في المقابل، تسلك قلة من البشر الطريق الآخر. يخرجون على الخطأ الذي بات يتم ترويجه باعتباره القاعدة. يختار هؤلاء الحرية على الحياة في ظل قهر واستعباد واستبداد، فيواجهون، دوماً، بتهم مكررة محفوظة، ويتخلى عنهم الجميع تقريباً، حتى أقرب المقربين.
يحرص المستبد على محاصرتهم من كل الاتجاهات، يضيّق الخناق عليهم، يحاول بشتى الطرق استمالتهم، أو على الأقل تحييدهم، في حال لم يستطع يكون الخيار قمعهم، أو قتلهم في بعض الأحيان.
يستخدم الكثير من الأدوات المتاحة لديه، والتي توفرها له السلطة المطلقة التي تعد أثمن ما يحرص عليه، هو يخشى بشدة هذه القلة الرافضة لاستبداده، ليس لأنها بالضرورة تهدد سلطته، ولكن لأن المستبد يرغب في أن يمجد من يستبد بهم بحمده، وألا يرون إلا ما يرى.
ربما يظن في قرارة نفسه، أن عدم قمعهم قد يشجع آخرين على أن يحذوا حذوهم، وبالتالي تتزايد القلة الرافضة لاستبداده شيئاً فشيئاً.
ينظر المستبد، دوماً، إلى كل مقاوم أو رافض أو معترض؛ باعتباره نواة جيش يهدد عرشه، وبالتالي فعليه الإجهاز عليه فوراً أيّاً كانت الوسيلة، ويزين له الخدم والحاشية والمستفيدون الأمر.
هو بالأساس؛ جاهز لتصديق، أن لا أحد يعرف غيره، وأن لا أحد يفهم بخلافه، أن لا أحد يراجعه، وأن لا أحد يحاسبه. إن قال وجب أن ينفذ قوله، وإن تخيّل يجب أن يتحول خياله إلى واقع، وإن عبس فعلى الجميع إظهار الحزن، وإن مزح فعلى الجميع أن يضحك، وإن قال مأثورة فيجب أن تنتشر في البلاد، وإن كذب فيجب أن يتم محو السجلات.
لا يعترف المستبد أبداً بفشله، ولديه، دوماً، مَن يصورون مظاهر فشله على أنها نجاحات باهرة، ومن يخترعون له قصص نجاح وهمية يتم ترويجها كوقائع.
منطق المستبد لا يتغير بتغير الزمان أو المكان، وكذا منطق هؤلاء الذين يستبد بهم، فالمستبدون متشابهون دوماً. والمقهورون أيضاً.
إقرأ أيضاً: شعوب وحكّام
يختار أغلبية البشر المقهورين عادة، الحياة بديلاً عن الحرية، ظنّاً منهم أن ذاك الاختيار هو الأنسب، رغم أنه لا حياة، طبيعية على الأقل، بدون حرية، ورغم أن في الموت، أيضاً، حرية من قهر واستعباد وتسلط.
والمستبد عادة يراهن على أن المقهورين سيختارون الحياة، وبالتالي يحرمهم من حقهم الطبيعي في الحرية.
في المقابل، تسلك قلة من البشر الطريق الآخر. يخرجون على الخطأ الذي بات يتم ترويجه باعتباره القاعدة. يختار هؤلاء الحرية على الحياة في ظل قهر واستعباد واستبداد، فيواجهون، دوماً، بتهم مكررة محفوظة، ويتخلى عنهم الجميع تقريباً، حتى أقرب المقربين.
يحرص المستبد على محاصرتهم من كل الاتجاهات، يضيّق الخناق عليهم، يحاول بشتى الطرق استمالتهم، أو على الأقل تحييدهم، في حال لم يستطع يكون الخيار قمعهم، أو قتلهم في بعض الأحيان.
يستخدم الكثير من الأدوات المتاحة لديه، والتي توفرها له السلطة المطلقة التي تعد أثمن ما يحرص عليه، هو يخشى بشدة هذه القلة الرافضة لاستبداده، ليس لأنها بالضرورة تهدد سلطته، ولكن لأن المستبد يرغب في أن يمجد من يستبد بهم بحمده، وألا يرون إلا ما يرى.
ربما يظن في قرارة نفسه، أن عدم قمعهم قد يشجع آخرين على أن يحذوا حذوهم، وبالتالي تتزايد القلة الرافضة لاستبداده شيئاً فشيئاً.
ينظر المستبد، دوماً، إلى كل مقاوم أو رافض أو معترض؛ باعتباره نواة جيش يهدد عرشه، وبالتالي فعليه الإجهاز عليه فوراً أيّاً كانت الوسيلة، ويزين له الخدم والحاشية والمستفيدون الأمر.
هو بالأساس؛ جاهز لتصديق، أن لا أحد يعرف غيره، وأن لا أحد يفهم بخلافه، أن لا أحد يراجعه، وأن لا أحد يحاسبه. إن قال وجب أن ينفذ قوله، وإن تخيّل يجب أن يتحول خياله إلى واقع، وإن عبس فعلى الجميع إظهار الحزن، وإن مزح فعلى الجميع أن يضحك، وإن قال مأثورة فيجب أن تنتشر في البلاد، وإن كذب فيجب أن يتم محو السجلات.
لا يعترف المستبد أبداً بفشله، ولديه، دوماً، مَن يصورون مظاهر فشله على أنها نجاحات باهرة، ومن يخترعون له قصص نجاح وهمية يتم ترويجها كوقائع.
منطق المستبد لا يتغير بتغير الزمان أو المكان، وكذا منطق هؤلاء الذين يستبد بهم، فالمستبدون متشابهون دوماً. والمقهورون أيضاً.
إقرأ أيضاً: شعوب وحكّام