تكشف مصادر دبلوماسيّة غربيّة في القاهرة، لـ "العربي الجديد"، أنّ "منسّق شؤون مكافحة الإرهاب في الاتحاد الأوروبي، جيل دي كيرشوف، الذي يزور العاصمة المصريّة، تطرّق خلال لقائه مسؤولين مصريين، مساء الأربعاء الماضي، إلى ضرورة تخفيف الحصار المفروض على الحدود الشرقيّة مع قطاع غزة، لعدم تفجير الأوضاع داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة".
وتقول هذه المصادر إنّ "دي كيرشوف طالب مساعد وزير الدفاع، اللواء محمد العصار، بضرورة فتح قنوات اتصال أكثر قوة مع حركة "حماس" المسيطرة فعلياً، لتخفيف الحصار المفروض على القطاع، وحتى لا يتسبّب الغضب هناك في توجّه أهالي غزة إلى المجموعات المتطرفة، ودعمهم في إطار فرض الضغوط لإجبار المجتمع الدولي على فتح الحدود للبدء في إعادة الإعمار".
ويبدو أنّ المسؤول الأوروبي قد كرر مطلبه هذا، خلال لقائه كلاً من العصار ووزير الداخلية المصري اللواء محمد إبراهيم، وفق ما تؤكّده المصادر الدبلوماسية، واضعة "إقدام عدد من البرلمانات الأوروبية على التصويت للاعتراف بدولة فلسطين، وآخرها البرلمان الفرنسي، في إطار امتصاص غضب الشعوب الإسلاميّة وتهدئة المسلمين في أوروبا، كخطوة من الخطوات التصحيحيّة، لتهدئة الشباب المسلم الأوروبي ووقف انضمامه إلى تنظيم داعش في سورية والعراق، للتعبير عن احتجاجهم على المواقف الغربيّة تجاه القضايا الفلسطينية".
وتنقل المصادر عن المسؤول الأوروبي، الذي يزور القاهرة في إطار جولة يقوم بها لصياغة استراتيجية جديدة لمواجهة الأوضاع في العراق وسورية، إشارته خلال لقاءاته المصريّة إلى أنّ عدد الشباب الذين يحملون جنسيات دول الاتحاد الأوروبي، والذين انضموا إلى صفوف تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) يبلغ حتى الآن ثلاثة آلاف شاب أوروبي مسلم.
ولم يخف دي كيرشوف، وفق المصادر، "المخاوف الأوروبية لناحية تمدّد تنظيم "داعش" في سورية إلى العراق، مروراً بلبنان، وربّما إلى المملكة العربية السعودية خلال الفترة المقبلة، خصوصاً بعد استيلاء مقاتليه على أسلحة الجيش العراقي السابق"، مشدداً في الوقت ذاته على ضرورة "محاصرة التنظيم في المناطق التي أعلنت فيها مجموعات جهادية مبايعة التنظيم، وزعيمه أبو بكر البغدادي، على غرار جماعة "أنصار بيت المقدس" في سيناء، والمجموعات الجهادية في غزة، إضافة إلى ليبيا التي أعلن فيها مقاتلون تابعون للتنظيم السيطرة على منطقة درنة الساحليّة".
وكان كيرشوف، خلال مؤتمر صحافي عقده مساء الثلاثاء الماضي، أفاد بأنّ من بين أهداف زيارته "التباحث بشأن التهديد الإرهابي الموجود داخل مصر، خصوصاً بعد مبايعة جماعة "بيت المقدس" تنظيم "داعش"، وما إذا كان ذلك علامة قوة أم ضعف، أم أن الجماعة ترغب في مزيد من الأموال أو النفوذ". وكشف أن اجتماعاته بالمسؤولين المصريين تطرقت إلى تعامل النظام المصري، وسياسته، حيال جماعة "الإخوان المسلمين"، مؤكّداً "ضرورة التزام التوازن في التعامل مع الأمر قدر الإمكان". وحول عدم تصنيف الاتحاد الأوروبي جماعة "الإخوان المسلمين" كتنظيم إرهابي، أوضح كيرشوف، أن "أوروبا لديها معايير مختلفة في وضع (الإخوان) على قوائم الإرهاب وتجميد أصولها، تشمل معايير قانونية بالإضافة الى التقييم السياسي حول ما إذا كان هذا قراراً حكيماً أم لا".