الكرملين يتمسك بشروطه للتسوية الأوكرانية قبل الحوار مع ترامب

08 نوفمبر 2024
بيسكوف في قازان، 24 أكتوبر 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أكد ديميتري بيسكوف أن استعداد بوتين لمناقشة التسوية الأوكرانية مع ترامب لا يعني تغيير أهداف روسيا، حيث تظل موسكو متمسكة بالسيطرة على شرق أوكرانيا ورفض انضمام كييف للناتو.
- شدد زيلينسكي على أن تقديم تنازلات لروسيا غير مقبول، مطالباً بمزيد من الدعم الفعلي من حلفائه وانتقد القادة الأوروبيين الذين يضغطون لإجراء مساومات مع بوتين.
- أثار فوز ترامب قلقاً في أوكرانيا من تراجع الدعم الأميركي، وقد يواجه زيلينسكي مشكلات إذا رفض خطة ترامب، رغم أهمية الدعم الأميركي لاستمرار الحرب.

أكد الناطق الرسمي باسم الرئاسة الروسية، ديميتري بيسكوف، اليوم الجمعة، أن حديث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عن استعداده لمناقشة التسوية الأوكرانية مع المرشح الجمهوري الفائز بالانتخابات الرئاسية الأميركية دونالد ترامب، لا يعني تغيراً في أهداف روسيا، في إشارة إلى تمسك موسكو بالإبقاء على السيطرة على مناطق شرق أوكرانيا، ورفض انضمام كييف إلى حلف الناتو.

ولفت بيسكوف في تصريحات صحافية إلى أن بوتين لم يتطرق بأي شكل من الأشكال إلى تغيير أهداف العملية العسكرية في أوكرانيا، مذكّراً بأن الرئيس الروسي "تحدث مراراً عن الانفتاح على الحوار مع كافة الأطراف المعنية"، موضحاً أن ذلك لا يعني تعديلاً للمطالب الروسية لإنهاء النزاع. وأقرّ بأنه لا محددات حتى الساعة بشأن مثل هذا الحوار، مستطرداً: "سمعنا خلال الحملة الانتخابية تصريحات للسيد ترامب بأنه يعتزم إجراء اتصال مع بوتين".

وكان بوتين قد هنأ ترامب بفوزه أثناء حديثه بمنتدى نادي "فالداي" الدولي للنقاشات المنعقد في منتجع سوتشي أمس الخميس، مرحباً بحرصه على استعادة العلاقات مع روسيا والإسهام في إنهاء النزاع الأوكراني. وأجاب بوتين بالإيجاب عن السؤال حول ما إذا كان مستعداً للنقاش مع ترامب.

زيلينسكي يهاجم من يطالبون أوكرانيا بتقديم تنازلات لبوتين

في المقابل، أعلن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أمس الخميس، أن تقديم تنازلات لروسيا لوقف اجتياحها أوكرانيا هو أمر "غير مقبول" بالنسبة إلى أوروبا، بعدما طالبت موسكو الغرب بالدخول في مفاوضات مباشرة لإنهاء الحرب. وعقب إعلان دونالد ترامب فوزه بالانتخابات الرئاسية الأميركية، راحت كييف تكثّف الجهود لزيادة الضغوط على حلفائها للاستحصال على مزيد من الدعم في حربها ضدّ روسيا.

وفي مناسبات عدة، تباهى ترامب بقدرته على إنهاء النزاع في أوكرانيا خلال ساعات وانتقد الدعم الأميركي المقدّم إلى كييف. وتخشى أوكرانيا وغيرها من الدول الغربية أن تؤدّي أيّ تسوية إلى تشديد عزم بوتين وتوسيع العدوان.

ووجّه زيلينسكي خلال اجتماع لقادة الاتحاد الأوروبي في بوادبست نقداً لاذعاً لمن يضغطون عليه للرضوخ لبعض شروط بوتين القاسية.

وقال حسب نسخة من خطابه حصلت عليها وكالة فرانس برس "دار كثير من الكلام حول الحاجة إلى التنازل لبوتين والتراجع والقيام ببعض المساومات. لكن ذلك غير مقبول بالنسبة إلى أوكرانيا وغير مقبول بالنسبة إلى أوروبا".

وهاجم بعض القادة الأوروبيين الذين لم يسمّهم، لدفعهم أوكرانيا "بشدّة" إلى إجراء مساومات.

وصرّح زيلينسكي "نحن بحاجة إلى عدد كافٍ من الأسلحة وليس إلى دعم نظري بالأقوال. معانقة بوتين لن تجدي. فالبعض منكم يعانقه منذ 20 عاماً، في حين ما انفكّ الوضع يتفاقم".

وقال زيلينسكي "أعتقد أن الرئيس ترامب يريد حقاً (التوصل إلى) حل سريع. ولكن هذا لا يعني أنه سيحدث". وذكر أيضاً أنه أجرى محادثات في بودابست مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وناقشا المساعدات العسكرية لأوكرانيا وتدريب الجنود الأوكرانيين في فرنسا.

كييف تترقب ضغوطاً أميركية

أثار فوز ترامب حالة من الترقب في أوكرانيا التي تتخوف من أن تؤدي سياساته الانعزالية إلى تراجع دعمه لكييف، وتؤثر على السياسة الداخلية الأوكرانية، إذ نقلت صحيفة سترانا الإلكترونية الأوكرانية عن مصادرها بالرئاسة الأوكرانية أمس، أن الرئيس فولوديمير زيلينسكي ومدير مكتبه، أندريه يرماك، قد يواجهان مشكلات في حال رفضا خطة ترامب لإنهاء الحرب.

ومع ذلك، اعتبر مصدر مقرب من الرئاسة أن زيلينسكي لن يتمرد على الاستراتيجية الجديدة لواشنطن، قائلاً: "إذا صادق ترامب ووزارة الخارجية الأميركية على خطة إنهاء الحرب على خط الجبهة وحظر انضمام أوكرانيا إلى الناتو مع موافقة بوتين على ذلك، فاحتمال رفض زيلينسكي يقارب الصفر. حالياً، ليست البلاد بوضع يؤهلها أن ترفض طلبات الشريك الأبرز الذي تكاد تكون مواصلة الحرب مستحيلة من دونه، خاصة أن المجتمع تتنامى فيه الأمزجة الداعية للإسراع في إنهاء الحرب حتى من قبل القوميين".

يذكر أن بوتين حدد في منتصف يونيو/حزيران الماضي، انسحاب القوات الأوكرانية من المقاطعات الأربع التي ضمتها روسيا بشكل أحادي الجانب في العام قبل الماضي، دونيتسك ولوغانسك وزابوروجيا وخيرسون، شرطاً لوقف إطلاق النار في أوكرانيا وبدء المفاوضات، وهو شرط ترفضه أوكرانيا حتى الآن، وسط ترقب التغيرات التي قد تطرأ على سياسات كييف تحت ضغوط ترامب العائد إلى البيت الأبيض.