منحوتات من شجر الزيتون... هدايا الميلاد من مهد المسيح في بيت لحم

23 ديسمبر 2019
الأقواس الثلاثة في بيت لحم بالضفة الغربية (فيسبوك)
+ الخط -
في موسم عيد الميلاد، يتأمل الزوار بانبهار التماثيل المصفوفة في نوافذ العرض في متاجر مدينة بيت لحم، في الضفة الغربية، وقد نُحتت بعناية فائقة، لتجسد مشاهد للسيد المسيح في المهد.

لكن قليلين جدا من هؤلاء الزوار، الذين يخطر ببالهم أن بعضا من الأخشاب المستخدمة يأتي من أشجار زيتون، يمتد عمرها لأبعد من أحداث القصة القديمة، التي تجسدها التماثيل لميلاد السيد المسيح.

ومن بين الهدايا التي يقبل عليها الزوار بشدة، مجسمات للمزود الخشبي المصقول، وهي الهدية التذكارية التي يشتريها أكبر عدد من الزوار في المدينة الفلسطينية، التي يُعتقد أنها مسقط رأس السيد المسيح.


ويتراوح ثمن التذكار بين دولارين و70 ألف دولار بحسب الحجم والجودة. ونحتت جميع المجسمات في نحو 125 ورشة داخل بيت لحم وحولها. ويضفي الصانعون على كل منها طابعا مميزا، سواء التماثيل التي ترمز إلى السيد المسيح أو السيدة العذراء أو الرعاة أو الملائكة.


وقال ماهر قنواتي، الرئيس التنفيذي لشركة "الأقواس الثلاثة" وهي شركة تديرها عائلته، ويعود تاريخها إلى القرن السادس عشر، إن أحد البنوك الأميركية دفع له في العام الماضي 120 ألف دولار، مقابل مجسم كبير يتم عرضه في بهو البنك. وأضاف أن معظم المجسمات تباع بما بين 600 و800 دولار.


وأفاد قنواتي (41 عاماً) بأن أشجار الزيتون يمكن أن يتجاوز عمرها 2000 عام، لكن الصناع قد يتعرضون لغرامات باهظة في حالة سقوط شجرة سليمة. وأضاف أن التماثيل تنحت من فروع الأشجار التي يتم قطعها خلال موسم التقليم، في نوفمبر/ تشرين الثاني وديسمبر/ كانون الأول.


وعادة ما تأتي الجذوع الكبيرة، المستخدمة في صنع مشاهد المهد، من الأشجار التي يتم نقلها من مكانها لتشييد مبان جديدة، أو في أعمال الطرق، ولا تتمكن من البقاء في أماكنها الجديدة.


وقال: "ننتظر موسمين للتأكد من موتها، ومن اختفاء أي أثر للون الأخضر فيها، قبل أن نقوم بتقطيعها". وأضاف أن لأشجار الزيتون مكانة خاصة عند الفلسطينيين الذين يسعون جاهدين، قدر استطاعتهم، إلى تحويل كل الأشجار التي تتعرض للقطع إلى أعمال ذات قيمة أثرية باقية.


(رويترز)
المساهمون