وتعرض جونسون للانتقادات الحادة لغيابه عن المناظرة، والتي تعد منتدى عاما ليحدد رئيس الوزراء البريطاني القادم سياساته على الملأ ويدافع عنها أمام منافسيه.
وانتقد جيريمي هنت، الثاني على قائمة المتنافسين، جونسون لغيابه عن مناظرة أمس، مشيراً إلى أن هذا الغياب يضع قدرة جونسون على أن يكون رئيساً للوزراء محط شك. وقال هنت "أين بوريس؟ إذا لم يسمح له فريقه بحضور مناظرة مع خمسة من زملائه، فكيف له أن يتعامل مع 27 دولة أوروبية؟".
إلا أن غياب جونسون عن المناظرة التلفزيونية لم يمنع المتنافسين الخمسة الباقين من توجيه مدافعهم ضد بعضهم البعض. فقد شهدت حصة "بريكست" من المناظرة هجوماً لاذعاً على دومينيك راب والذي لم ينف نيته تعليق عمل البرلمان بهدف ضمان "بريكست" من دون اتفاق.
فبينما أصر راب على أن البرلمان لن يستطيع الوقوف في وجه رئيس وزراء مصمم على "بريكست"، أدان هنت ذلك بالقول إنه "تصرف خاطئ" بينما قال ساجد جاويد "لا يمكنك تطبيق الديمقراطية من خلال تقويضها. لسنا في إطار اختيار دكتاتور"، في حين علّق مايكل غوف بالقول "لا يمكنك سحب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ضد رغبة البرلمان".
ويخوض بوريس جونسون حملة حذرة حتى الآن دفعته لأن يتجنب أن يكون محط تركيز المتنافسين الآخرين في مناظرة أمس، وقرر عوضاً عن ذلك أن يخوض مناظرة أخرى مقررة مساء الثلاثاء، وذلك بعد الجولة الثانية من الاقتراع، والتي قد تؤدي إلى اختصار قائمة المرشحين إلى ثلاثة.
استمالة مرشحين سابقين
كما لم يوفر جونسون جهداً منذ الجولة الأولى، الخميس الماضي، في حشد الدعم خلف ملفه، وذلك رغم تصدره السباق وبفارق كبير عن أقرب منافسيه، حيث نجح في استمالة دعم مرشحين سابقين، كان آخرهم مات هانكوك، وزير الصحة، والذي انسحب من السباق يوم الجمعة، إضافة إلى إستر مكفاي التي خرجت من الجولة الأولى.
ويرى البعض أن جونسون قد تقدم بوعود بضم داعميه إلى حكومته المقبلة، وأن هانكوك سيكون وزيراً للمالية فيها، خلفاً لفيليب هاموند، وزير المالية الحالي.
ونشر هانكوك مقالاً في صحيفة "ذا تايمز"، صباح الاثنين، يدافع فيه عن دعمه لجونسون، ويقدم أوراقه كمرشح لوزارة المالية، قائلاً "في قلب سياساتي يوجد إيمان بضرورة دعم الأعمال كمحرك للازدهار. وإني مطمئن إلى أن إدارة بوريس ستكون مدافعة عن الأعمال والاستثمار وداعمة للطموحين".
إلا أن وزيراً آخر خارج السباق، وجه انتقادات لوعود بوريس جونسون بالإنفاق الحكومي عند انتخابه. فقد قال وزير العدل، ديفيد غوك، إن وعود جونسون الانتخابية ستخلق عجزاً حكومياً مالياً يقدر بمليارات الجنيهات.
وجاءت تصريحات غوك رداً على مقال نشره جونسون في صحيفة "ذا تلغراف" واعداً بتوفير الإنترنت السريع في المناطق الريفية بحلول عام 2025. وقال جونسون "من المعيب أن يعاني البلد من تمييز رقمي كبير حيث يتم إهمال المناطق الريفية".
وأضاف "في بريطانيا القرن الواحد والعشرين. توجد فقط 7 في المائة من تغطية الموجة العريضة "fibre broadband" بينما تشمل هذه التغطية 85 في المائة من المنازل في إسبانيا".
إلا أن جونسون لم يكشف عن مصدر الأموال التي ستسخدمها الحكومة البريطانية في هذا التحديث. بل إنها ليست المرة الأولى التي يطلق فيها جونسون تعهدات بالإنفاق الحكومي الهائل من دون تحديد كيف سيتمكن من توفير هذه الأموال في ظل سياسة حكومية يهيمن عليها التقشف، وانكماش اقتصادي تبع تصويت "بريكست" وسيستمر بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
ولكن لا يبدو أن هذه الإشكاليات في وعود جونسون تردع الرأي العام عن دعمه، فقد كشف استطلاع للرأي أجرته "يوغوف" أن 47 في المائة من البريطانيين يرون أن جونسون قد ينجح في انتخابات عامة مقبلة، مقابل 22 في المائة يخالفونهم الرأي.