افتتحت مليشيا "بدر"، إحدى أبرز المليشيات العراقية المقربة من مكتب المرشد الإيراني، علي خامنئي، مساء أمس الاثنين، مكتبا لها في منطقة القيارة، جنوب الموصل، وسط احتفالية جرت بحضور زعيمها، هادي العامري، وعدد ممن يعرفون بـ"المستشارين الإيرانيين".
ووفقا لمصادر عسكرية عراقية، فإن المليشيا استولت على منزل أحد المواطنين وحولته مقرا لها، وباشرت مهاما ذات طابع عسكري واستخباري، من بينها إجراء جرد كامل لأسماء سكان المدينة وتواريخ ميلادهم، كما أطلقت عمليات تجنيد بالقوة للشبان والمراهقين النازحين في المخيمات القريبة، بهدف الزج بهم في المعارك الدائرة حول مدينة الموصل.
وحصل "العربي الجديد" على صور ولقطات فيديو توضح جانبا من تلك الاحتفالية، فضلا عن مظاهر البهجة على وجوه عناصر المليشيا، التي اعتبرت افتتاح أول فرع لها بمحافظة نينوى "نصرا إلهيا".
وفي هذا السياق، قال العامري، ردا على سؤال لـ"العربي الجديد" بشأن وجود الجنرال الإيراني قاسم سليماني في العراق، ودخوله على خط المعارك الدائرة قرب الموصل، إن "سليماني مستشار"، مستدركا: "لماذا لا تسألون عن المستشارين الأميركيين؟".
وقالت مصادر أمن عراقية إن "مدينة القيارة باتت تحت سيطرة مليشيا بدر، ولا وجود للجيش أو الشرطة، كما أنه لا وجود لأي نشاط لقوات التحالف الدولي".
وأكدت المصادر ذاتها أن المليشيا حولت المدينة إلى "قاعدة كبيرة، واتخذت من منازل متجاورة سجوناً لها، تعتقل فيها مدنيين تقول إنهم من تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، بينهم كبار في السن ومعلمون في مدرسة القيارة الابتدائية ومراهقون".