لليوم السادس على التوالي، تستمر مليشيات الحشد الشعبي في محاصرة مدينة الطارمية، ضواحي بغداد الواقعة في حزامها الشمالي، مع حملة اعتقالات طالت المئات من أبناء المدينة والقرى التابعة لها، التي تمثل سلة غذاء بغداد اليومية.
وتشارك تلك المليشيات، المؤلفة من ثلاثة فصائل، وفقا لمصادر محلية في المدينة، وحدات من قوات خاصة تابعة لوزارة الداخلية العراقية.
وقال زعيم بارز في المدينة إن المليشيات تحاصر المدينة وتمنع خروج أو دخول المواطنين منها وإليها، وتنفذ حملة اعتقالات واسعة طالت، لغاية الآن، نحو 500 شاب ورجل، فضلا عن عمليات اعتداء وانتهاكات نفذتها تلك المليشيات، مبينا أن المليشيات نفذت عمليات سرقة في قرى الطابي والشط والمشاهدة والتل، طالت مواشي وأثاثا وسيارات وحتى جرارات زراعية.
وأضاف في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد" أن "المليشيات باشرت العملية بحثا عن عناصر "داعش"، إلا أنها اعتبرت المدينة كلها طائفية".
إلى ذلك، قال رئيس كتلة القوى العراقية في البرلمان العراقي، أحمد المساري، في تصريح خاص مع "العربي الجديد" إن أهالي بلدة الطارمية تفاجأوا بالحصار الشامل الذي فرضته قوات نظامية والحشد الشعبي عليهم، وما زال مستمرا منذ أيام بدون أي مبرر.
اقرأ أيضا: التغريبة العربية..النزوح يخلق "مدن الأشباح" في العراق
وأوضح المساري أن نهج تلك القوات في التعامل مع المواطنين يتنافى تماما مع روح وثيقة الاتفاق السياسي التي نصت على عدم قانونية الاعتقالات العشوائية، وعلى ضرورة احترام حقوق الإنسان وكرامته. وأوضح أن العشائر الموجودة هناك حاولت من قيادة عمليات بغداد معرفة أسباب هذا العقاب الجماعي الذي تفرضه عليهم، وهل تريد منهم أن يتركوا منازلهم، إلا أن القيادات الأمنية لم ترد عليهم.
ودعا المساري رئيس الحكومة، حيدر العبادي، إلى تكليف وزير الدفاع خالد العبيدي وقائد عمليات بغداد اللواء عبدالأمير الشمري، بزيارة بلدة الطارمية، والاطلاع ميدانيا على حقيقة الأوضاع الإنسانية والأمنية هناك، ووضع الحلول المناسبة لإعادة الأمور إلى مسارها الطبيعي.
من جهته، قال أحد سكان بلدة الطارمية لـ"العربي الجديد" إن "سكان البلدة عثروا، ليلة أمس، على تسع عشرة جثة في الطارمية، أغلبهم من الشباب الذين تم اعتقالهم في اليوم الأول والثاني من الحصار"، مضيفا أن الأهالي يعيشون أوضاعا إنسانية صعبة، ويواجهون إبادة جماعية، بسبب قلة المواد الغذائية والماء والأدوية الضرورية، فضلا عن انقطاع التيار الكهربائي وسط لهيب الصيف الحارة.
إلا أن وزارة الدفاع كان لها رأي آخر، حيث أكد العقيد حسين رضا المتحدث باسم العمليات العراقية المشتركة لـ"العربي الجديد"، أن الهدف من الحصار الذي تفرضه القوات الأمنية والحشد الشعبي، بمساندة قوات الصحوات، هو منع تنظيم "داعش" من التمدد باتجاه المنطقة التي تعد البوابة الشمالية للعاصمة بغداد، ولإفشال مخطط لـ"داعش" في مهاجمة معسكر رئيسي مهم قريب من المدينة.
اقرأ أيضا: العراق: فنانون مصريون لدعم "الحشد الشعبي" مقابل مبالغ كبيرة