دعا ملياردير نفطي أميركي شركات النفط الصخري في الولايات المتحدة إلى خفض الإنتاج حتى تتمكن أسعار النفط من الارتفاع بدلاً من انتظار المملكة العربية السعودية لخفض إنتاجها.
وقال الملياردير الأميركي، تي بون بيكنز، من ولاية تكساس، الذي يستثمر ويتاجر في النفط: "إن على شركات النفط الصخري خفض إنتاجها، لأنها هي المسؤولة عن التخمة النفطية بالأسواق".
وتوقع بيكنز، في لقاء مع صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، أن تتوقف زيادة إنتاج النفط الأميركي في مايو/ أيار أو يونيو/ حزيران المقبل. كما توقع أن ترتفع أسعار النفط إلى 70 دولاراً في شهر ديسمبر/ كانون الأول المقبل.
ورفض بيكنز الانتقادات التي توجه في أميركا للسعودية وتحمّلها مسؤولية تدهور الأسعار. وقال في هذا الصدد: "النفط هو المصدر الرئيسي للسعودية، وللسعوديين الحق في فعل ما يريدون به ".
وتساءل، في اللقاء مع الصحيفة البريطانية، بشأن الانتقادات الأميركية قائلاً: "لماذا نتوقع من السعوديين خفض إنتاجهم لمصلحتنا ونحن الذين تسببنا في التخمة برفع الإنتاج فوق الطلب العالمي؟".
ويلاحظ أن شركات النفط الصخري لا تخضع للسلطات الحكومية الأميركية وتتخذ قراراتها في خفض أو رفع الإنتاج بناءً على مصالحها المالية.
وبالتالي فمن الخطأ ربط الصراع بين منظمة البلدان المصدرة للنفط، (أوبك)، وبين شركات النفط الصخري الأميركي على أساس أنه صراع بين الحكومة الأميركية ودول "أوبك".
ومنذ بداية العام الجاري، أوقفت العديد من شركات النفط الصخري عدداً كبيراً من منصات إنتاج النفط، ولكن رغم ذلك لم ينخفض إنتاج النفط الأميركي الذي واصل الارتفاع ليصل إلى أعلى مستوياته خلال الأسبوع الأول من الشهر الجاري.
وحسب إحصائيات إدارة معلومات الطاقة الأميركية الأخيرة، فإن إنتاج النفط الأميركي بلغ 9.4 ملايين برميل يومياً في المتوسط خلال شهر فبراير/ شباط الماضي. وتشير إحصائيات شركة "بيكر ماكينزي"، كبرى شركات الهندسة وحفريات آبار النفط، إلى أن 922 منصة خرجت من إنتاج النفط في أميركا حتى الآن، ولكن محللين يقولون إن هذه المنصات توقفت من العمل في آبار هامشية وبالتالي لم تؤثر على مستويات الإنتاج.
من جانبه، توقع مصرف "غولدمان ساكس" الاستثماري، في قراءاته الأخيرة للسوق النفطية، أن يؤدي امتلاء مستودعات تخزين النفط في أميركا إلى خفض إنتاج النفط الأميركي، ربما في أبريل/ نيسان المقبل.
وأشار بيكنز إلى أن النفط الصخري أنقذ العالم من طفرة جنونية في أسعار النفط. وقال في هذا الصدد، إن الأسعار كانت ستقفز إلى مستويات تراوح بين 150 و200 دولار لولا زيادة إنتاج النفط الصخري.
ويذكر أن أسعار العقود الآجلة للنفط الخام ارتفعت في بداية تعاملات نيويورك يوم الجمعة، حيث زاد الخام الأميركي حوالي 4.0%، بعد تصريحات إيجابية للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بخصوص اليونان دعمت اليورو مقابل الدولار.
وارتفع الخام الأميركي 1.74 دولار إلى 45.70 دولاراً للبرميل في الساعة 1327 بتوقيت جرينتش، في تعاملات تراوحت بين 43.31 دولاراً و45.77 دولاراً للبرميل. وارتفعت عقود برنت 61 سنتاً إلى 55.04 دولاراً للبرميل.
اقرأ أيضاً:
وكالة الطاقة: إنتاج النفط الأميركي متواصل حتى 2020