ديفيد هيل في بيروت: مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي سيشارك في تحقيقات مرفأ بيروت

العربي الجديد
ريتا الجمّال (العربي الجديد)
ريتا الجمّال
صحافية لبنانية. مراسلة العربي الجديد في بيروت.
13 اغسطس 2020
+ الخط -

أعلن وكيل وزارة الخارجية الأميركية ديفيد هيل، اليوم الخميس، لدى وصوله إلى لبنان، أنّ مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي (إف بي آي) سيشارك في التحقيقات حول انفجار مرفأ بيروت، وذلك بناءً على طلب السلطات اللبنانية، بهدف تقديم الإجابات بشأن المسببات التي أدت إلى وقوع الانفجار، مؤكداً وقوف الولايات المتحدة إلى جانب لبنان "في الظروف الصعبة التي يمرّ بها".

وقد انقسمت الآراء السياسية في لبنان بين ضرورة إجراء تحقيق دولي، ومن يصرّ على حصره بالتحقيق المحلي مع إمكانية الاستعانة بخبراء أو محققين دوليين للمساعدة في التحقيقات، في ظل عدم ثقة الشارع بالقوى السياسية اللبنانية والأجهزة الأمنية والقضائية المحسوبة عليها، لا سيما أنّ اللجنة المحلية للتحقيق كانت مؤلفة من شخصيات يُفترض بها أن تكون في موقع الاتهام والمساءلة.

ونجم الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت، في 4 أغسطس/ آب، عن تفجّر كمية كبيرة من "نترات الأمونيوم" كانت مخزنة في عنبر 12 في المرفأ، ما أدّى إلى مقتل أكثر من 200 شخص على الأقل وجرح زهاء 6 آلاف شخص، في وقت لا يزال العديد من الأشخاص مفقودين.

واستهلّ هيل زيارته بيروت بتفقّد منطقة مار مخايل – الجميزة في جولة رافقته فيها السفيرة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيه، وترأست برنامج اللقاءات على طريقة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي فضّل الاطلاع على أحوال العاصمة اللبنانية ومواكبة أعمال الإغاثة والمسح في محيط المرفأ التي تحدّث عنها ممثلون عن المجموعات المدنية وغير الحكومية، وذلك قبيل بدء اجتماعاته مع القوى السياسية.

وردّد عددٌ من المحتجين، خلال جولة هيل في بيروت، شعارات "انتفاضة 17 أكتوبر" وضرورة محاسبة المسؤولين "القتلى"، على حدّ تعبيرهم.

وأكدت السفارة الأميركية في بيروت، قبيل وصول هيل، أنّ وكيل وزارة الخارجية الأميركية "سيعبّر عن تضامنه مع الشعب اللبناني، ويكرّر التزام الولايات المتحدة بمساعدة اللبنانيين بهدف التعافي والخروج من المأساة وإعادة بناء حياتهم في أسرع وقتٍ".

وأشارت إلى أنّ هيل سيشدد، خلال لقائه القادة السياسيين والمجتمع المدني والناشطين، "على الحاجة الملحّة لإجراء إصلاحات اقتصادية ومالية أساسية، والقضاء على الفساد المستشري وتحقيق المساءلة والشفافية، وفرض سيطرة الدولة وسلطتها على نطاق واسع من خلال المؤسسات العاملة، كما سيؤكد استعداد الإدارة الأميركية لدعم أي حكومة جديدة تشكل وتعكس إرادة الشعب اللبناني وتلتزم التزاماً حقيقياً بأجندة قائمة على الإصلاحات".

وتأتي زيارة وكيل وزارة الخارجية الأميركية في إطار مقايضة جديدة عنوانها هذه المرة رفع الحصار الدولي والعربي عن السلطة اللبنانية، مقابل حكومة جديدة وانتخابات مبكرة، وإتمام ملف ترسيم الحدود مع فلسطين المحتلة، لا سيما أن الولايات المتحدة الأميركية دخلت سابقاً في مقايضات مع "حزب الله" اللبناني وإيران في الفترة الماضية، أبرزها إطلاق سراح رجل الأعمال اللبناني قاسم تاج الدين والعميل عامر الفاخوري.

وتتعزز أجواء ملامح الصفقة في ظل اتّسام خطاب الأمين العام لـ"حزب الله" اللبناني حسن نصرالله بالهدوء والمرونة تجاه المواقف الدولية من لبنان، علماً أن الرئيس اللبناني ميشال عون أكد، قبل أيام، خلال الاتصال الهاتفي الذي تلقاه من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أنه يأمل في أن تساعد الولايات المتحدة في إنهاء ملف ترسيم الحدود البحرية الذي يشكل نقطة خلاف بين الرئيسين ميشال عون ونبيه بري بشأن من يمسك به.

كما أثار رئيس مجلس النواب نبيه بري أيضاً، في حديث صحافي، ملف ترسيم الحدود البحرية، إذ أشار إلى أن المحادثات مع الأميركيين في ملف ترسيم الحدود أصبحت في خواتيمها، وذلك قبيل زيارة هيل إلى لبنان.

ذات صلة

الصورة
دبابة إسرائيلية على حدود لبنان من جهة الناقورة، 13 أكتوبر 2024 (Getty)

سياسة

اشتدت حدة المواجهات البرية بين حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان مع دخول المعارك شهرها الأول من دون أن تتمكن إسرائيل من إحكام السيطرة.
الصورة
قصف إسرائيلي في محيط قلعة بعلبك الأثرية، 21 أكتوبر 2024 (نضال صلح/فرانس برس)

سياسة

انضمّت مدينة بعلبك إلى الأهداف الإسرائيلية الجديدة في العدوان الموسَّع على لبنان تنفيذاً لسياسة الأرض المحروقة ومخطّط التدمير والتهجير الممنهج.
الصورة
أنشطة ترفيهية للأطفال النازحين إلى طرابلس (العربي الجديد)

مجتمع

أطلقت منظمات وجمعيات أهلية في مدينة طرابلس اللبنانية مبادرات للتعاطي مع تبعات موجة النزوح الكبيرة التي شهدتها المدينة خلال الفترة الأخيرة.
الصورة
دمار جراء غارات إسرائيلية على بعلبك، 25 أكتوبر 2024 (Getty)

سياسة

شنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي سلسلة غارات دموية على مناطق عدّة في محافظة بعلبك الهرمل اللبنانية أدت إلى سقوط عدد كبيرٍ من الشهداء والجرحى وتسجيل دمار كبير