وقالت الوزارة، في بيان، إنّ القوات التركية ردّت على الهجوم، ودمّرت أهدافاً في منطقة إدلب، موضحة أن النظام السوري أطلق النار على القوات التركية المُرسلة إلى المنطقة من أجل منع نشوب اشتباكات في إدلب، على الرغم من أن مواقعها كانت منسقة مسبقاً. وأشار البيان إلى أن الحالة الصحية لأحد المصابين، حرجة.
وأكدت الوزارة أنها تتابع تطورات الأوضاع عن كثب، وأنها اتخذت التدابير اللازمة.
وقالت مصادر عسكرية من المعارضة السورية المسلحة، لـ"العربي الجديد"، إنّ قوات النظام السوري أطلقت قذائف مدفعية وصاروخية على نقطة المراقبة التركية في قرية الترنبة قرب مدينة سراقب، ما أدى لوقوع إصابات في صفوف عناصر الجيش التركي.
وأوضحت المصادر أن الجيش التركي سارع إلى الردّ مباشرة على مصدر إطلاق النار، وقام بقصف مدفعي على مواقع للنظام والمليشيات التابعة له في ناحيتي الصرمان، وتل الطوقان، شرق سراقب بريف إدلب الشرقي.
وبحسب المصادر، أدى القصف إلى وقوع قتلى وجرحى في صفوف قوات النظام، مشيرة إلى أن قصفاً صاروخياً، يُرجح أنه تركي، طاول معسكر جورين التابع لقوات النظام في ريف حماة الشمالي الغربي.
وأشارت المصادر إلى أنّ الجيش التركي نقل مجموعة من جنوده عبر الطيران المروحي إلى الأراضي التركية، مؤكدة سقوط قتلى وجرحى، من دون معلومات مؤكدة عن الحصيلة.
من جهته، قال الناطق باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، الإثنين، إن القوات التركية ردّت على هجوم قُتل فيه 4 جنود أتراك في محافظة إدلب السورية.
وقال، في تغريدة عبر "تويتر"، إن ذلك يُعدّ هجوماً على التفاهم حول إدلب، مؤكداً أن القوات التركية ردّت على الفور على مصادر النيران. وأضاف: "لن تذهب دماء شهدائنا هباء، والفاعلون سيحاسبون".
Twitter Post
|
من جانبه، أكد رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية فخر الدين ألطون، في تغريدة عبر "تويتر"، أن الدولة التركية "ستحاسب الفاعلين على هذا الهجوم الغادر".
Twitter Post
|
وأرسلت القوات التركية، في الساعات الماضية، تعزيزات عسكرية وُصفت بـ"الأضخم" إلى إدلب وحلب، ما عد بمثابة إنذار عسكري من أنقرة لموسكو بضرورة وقف التصعيد، وعدم التقدم على نحو خاص باتجاه سراقب في إدلب، تفادياً لتكرار سيناريو معرة النعمان. وأكدت مصادر رسمية تركية لـ"العربي الجديد"، صحة إرسال التعزيزات العسكرية، مشيرةً إلى أنّ الحكومة "اتخذت قراراً بإنشاء مواقع دفاعية هجومية على الطرق الدولية دمشق-حلب- اللاذقية، المعروفة بـ(إم4)، و(إم5)".
وأشارت مصادر ميدانية تركية تحدثت مع "العربي الجديد" إلى أنّ "نقاط المراقبة التركية الموجودة في المنطقة على الطرق الدولية، لم تكن تمتلك القدرة الكافية، نظراً لحجمها وعتادها، على الرد على أي تقدم للنظام، لكن التعزيزات التي جرت خلال الأيام السابقة، رفعت من قدرة تركيا على الرد عسكرياً".
وهدّدت تركيا، الثلاثاء، بالردّ على أي هجوم ضد نقاط المراقبة التابعة لها في إدلب. وقالت وزارة الدفاع في بيان "سنردّ من دون تردّد، في إطار الحق المشروع في الدفاع عن النفس، على أي محاولة تهديد لنقاط المراقبة التركية في المنطقة".
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، هدّد الجمعة، بأنّ تركيا قد تشن عملية عسكرية في محافظة إدلب، إذا لم يتم حلّ الوضع بالمنطقة فوراً.
وشدّد الرئيس التركي، في كلمة له خلال اجتماع لرؤساء فروع حزب "العدالة والتنمية" في الولايات التركية، بالعاصمة أنقرة، على أنّ بلاده تريد إرساء الاستقرار في سورية، وأنها لن تتردد في القيام بكل ما يلزم إزاء ذلك، بما فيها استخدام القوة العسكرية.
ولفت إلى أنّ أي تطور في سورية أمر في بالغ الأهمية، كأي تطور داخل تركيا على الأقل، قائلاً: "لن نبقى، ولا يمكننا البقاء متفرجين حيال الوضع لا بإدلب ولا بمناطق أخرى في سورية"، مشدداً على أنّ "بلاده لن تسمح لتنظيم "ي ب ك/بي كا كا" الإرهابي الانفصالي بـ"إشعال نار الفتنة والخيانة في أي مكان بسورية".
وفي مؤشر على تبادل الرسائل في الميدان بين تركيا وروسيا، لفت المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس الأحد، إلى أنّ الطيران الروسي استهدف محيط الرتل التركي بالقرب من قرية كفرحلب بريف حلب الجنوبي الغربي، أثناء مروره في المنطقة. كما تعرّض مركز مدينة الباب في ريف محافظة حلب، الواقعة ضمن مناطق "درع الفرات" التركية، لقصف الطيران الروسي.
استمرار القصف وارتفاع عدد الضحايا المدنيين
إلى ذلك، جدّدت قوات النظام السوري فجر اليوم عمليات القصف على ريف حلب الغربي، فيما بلغ عدد ضحايا القصف من قوات النظام السوري والطيران الروسي على إدلب وحلب، أمس الأحد، 16 قتيلاً على الأقل، بينهم أطفال ونساء.
ونقل مراسل "العربي الجديد" عن مصدر في الدفاع المدني السوري قوله إنّ طيران قوات النظام السوري قصف، فجر اليوم، بلدة أرناز بريف حلب الغربي، ما أدى إلى إصابة طفلة بجروح، ودمار في ممتلكات المدنيين.
وأضاف أنّ حصيلة الضحايا جراء القصف، أمس الأحد، في ريف حلب، بلغت أربعة قتلى، بينهم سيدة، فيما أصيب أربعة عشر مدنياً، بينهم أربعة أطفال في بلدة أورم الكبرى ومدينة الأتارب، كما طاول القصف بلدات الزربة، ومعارة الأرتيق، ودارة عزة، والشيخ علي، وقبتان، والسلوم وعينجارة.
أما في ريف إدلب، فقُتل اثنا عشر مدنياً، بينهم خمسة أطفال وثلاث نساء، وأصيب تسعة آخرون، بينهم طفلان وأربع نساء، بالقصف الجوي على بلدة سرمين والطريق الواصل بين أريحا وإدلب، وعلى بلدة بنش.
وقال المصدر إن الضحايا في سرمين ثمانية قتلى، كلهم من عائلة واحدة كانت تستعد للنزوح عن المنطقة، حيث استهدف الطيران الحربي سيارتهم بشكل مباشر.
ويشار إلى أن قوات النظام وحلفاءها تواصل من أسابيع عمليات القصف الجوي والبري على ريف إدلب وحلب، الأمر الذي أدى إلى مقتل وجرح المئات، وتهجير مئات الآلاف من المدنيين نحو الحدود السورية التركية.