توفيت طفلة أمس الجمعة جراء حريق التهم خيمة عائلتها وثلاث خيام مجاورة لها في مخيم الهول، شرقي مدينة الحسكة. وأكدت مصادر إعلامية محلية أن الطفلة براءة حبيب الطرابلسي توفيت جراء الحريق، وأصيب خمسة آخرون بجروح بليغة.
رئيس الرابطة السورية لحقوق اللاجئين، مضر حماد الأسعد، علق على الحادثة واصفا الوضع المأساوي الذي يعيشه النازحون في مخيم الهول وباقي المخيمات الخاضعة لسيطرة الوحدات الانفصالية الكردية بالقول: "لا شك أن الوضع السيئ للمخيمات في الداخل السوري انعكس سلباً على الأهالي الأبرياء الذين لم يجدوا ملاذا آمنا لهم للعيش فيه بعد، إذ تم تهجيرهم من ديارهم ومنازلهم في المدن والقرى التي توجد فيها المعارك وقصف الطيران الروسي والتحالف والنظام السوري".
وتابع "والمخيمات سيئة الصيت وضعيفة الخدمات كالركبان وبعض مخيمات إدلب، ومخيمات الموت في الحسكة والرقة ودير الزور أكثر المخيمات تعاني من النقص الواضح في مستوى المعيشة في العالم، من عدم توفر الغذاء الكافي والماء والدواء والخيم والتدفئة والعلاج، إضافة للتعديات الأمنية والعسكرية على الأهالي وهم أغلبهم من الأطفال والنساء وكبار السن والمرضى وذوي الاحتياجات الخاصة".
وقال الأسعد: "تم إجبارهم على دخول المخيمات لتكون بابا لارتزاق المليشيا الكردية الانفصالية ب.ي.د على حساب الشعب العربي من أبناء المنطقة الشرقية، الذين تم منعهم من دخول الشدادي والحسكة والقامشلي ورأس العين والمالكية وتل حميس والهول، رغم وجود أقرباء لهم في تلك المدن والبلدات".
وتابع "لذلك نتمنى على الأمم المتحدة والتحالف الدولي إبعاد مليشيا الوحدات الكردية عن إدارة المخيمات وتسليمها إلى جهات دولية محايدة أو المفوضية السامية اللاجئين، لأن أوضاع مخيمات الهول والمبروكة وأبو خشب والكرامة وعين عيسى، تكررت فيها حالات الوفاة وخاصة بين الأطفال لعدم توفر الطبابة والدواء والتلقيح وحليب الأطفال. ويوجد أكثر من ثلاثة آلاف طفل بحاجة إلى الإنقاذ السريع وتقديم العلاج والغذاء لهم".
وأوضح الأسعد بحديث لـ"العربي الجديد": "ما زاد الطين بلة موجة البرد والصقيع والأمطار الغزيرة التي حولت المخيمات إلى بحيرات وبرك مائية، ما تسبب بوفاة العشرات من المواطنين أغلبهم من الأطفال والنساء، لعدم توفر الأغطية الكافية وعدم توفر الخيم التي تمنع عنهم قرّ الشتاء مع عدم وجود وسائل التدفئة والألبسة الشتوية".
واختتم الأسعد: "نحن في الرابطة السورية لحقوق اللاجئين نطالب المجتمع الدولي بالتحرك، من أجل إنقاذ أكثر من نصف مليون سوري يعيشون في مخيمات لا توجد فيها أدنى مقومات الحياة، خصوصاً المخيمات التي تقع تحت سيطرة ميليشيا ب.ي.د إضافة لمخيمات الركبان ودير البلوط وأطمة".
أما عن سبب الحريق في المخيم، قال النازح عروة عبد الكريم لـ"العربي الجديد": "الخيم هنا من البلاستيك وهي رقيقة جدا وليس بها عوازل للحرارة، وكثيرون هنا يعتمدون على المدافئ، وعند حدوث أي مشكلة في المدفأة يؤدي ذلك لاشتعال البلاستيك بسرعة، فضلا عن الممتلكات داخلها، وقد تمتد هذه الحرائق لخيام أخرى كما حدث في المخيم، لكن الأهالي هنا سيطروا على الوضع وانقضت الحادثة بوفاة الطفلة واحتراق خيمة عائلتها وثلاث خيم محيطة بها".
الأوضاع المزرية في المخيم دفعت بعض العوائل للمغادرة نحو مناطق سيطرة المليشيات الإيرانية رغم المخاطر، وهذا ما حدث مع عائلة الشاب محمد المجبل، الذي قال: "أبي رجل كبير في السن وغير قادر على احتمال البرد وظروف الحياة الصعبة في المخيم، فعاد وأمي إلى بلدة الدبلان، واعتقل لنحو شهرين هناك، ثم أفرج عنه".