وقال الصدر، في بيان، رداً على تساؤل ورده بهذا الشأن: "إنّ التوتر السياسي بين الجمهورية الإسلامية والمملكة العربية السعودية، يفيء على العراق أجواء سلبية"، مبدياً استعداده لـ"التدخل بين الجانبين (الرياض وطهران) لحلحلة بعض الأمور ولو تدريجياً، وما ذلك إلّا لمصلحة العراق".
وكانت المملكة العربية السعودية قد طلبت وساطة العراق للتقريب بينها وبين إيران، وفقاً لتصريح وزير الداخلية العراقي، قاسم الأعرجي، عقب زيارة له إلى الرياض التقى خلالها مع ولي العهد محمد بن سلمان. وكشف وزير الداخلية العراقي عن الطلب السعودي في زيارة لاحقة له إلى طهران التقى خلالها مسؤولين إيرانيين. ورغم نفي الرياض ذلك، إلا أن بغداد أصرت على أن ولي العهد السعودي طالب بنفسه بتلك الوساطة منتصف أغسطس/آب العام الماضي.
من جهته، قال القيادي في التحالف الوطني، جمال الربيعي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "المنطقة بشكل عام فقدت الثقة بالمملكة العربية السعودية، بسبب سياساتها في المنطقة ومؤامراتها المستمرة"، مبيناً أنّ "المملكة تعمل على إعادة علاقتها بالعراق لأجل تحقيق مصالح شخصية لها، وأنها تسعى للتدخل بالعملية السياسية المقبلة، فضلاً عن رغبتها بوساطة عراقية لتوطيد علاقتها مع إيران".
وأكد الربيعي أنّ "هذا المشروع مطروح من قبل الرياض على الحكومة العراقية، وهناك اتصالات بهذا الشأن، لكنها لم ترق إلى مستوى عال حتى الآن"، مبيناً أنّ "المملكة تريد أن تتكشف نتائج الانتخابات البرلمانية المرتقبة في العراق، وبعد ذاك ستبدأ مهامها في العمل مع الحكومة الجديدة للوساطة مع إيران".
وأضاف أنّ "كل هذه التحركات من المملكة تأتي في إطار سعيها لفرض هيمنتها على المنطقة العربية، وأنّ هذه السياسة وإن كانت مرفوضة من قبل الحكومة العراقية، إلّا أنها (الحكومة) تسعى من جانبها لفتح علاقات جديدة للعراق مع دول المنطقة".
ويعتبر العراق من أكثر الدول المرتبطة بعلاقة قوية مع إيران، التي احتوت على مدى سنين طويلة الأحزاب السياسية التي تسلمت الحكم في البلاد، والتي كانت معارضة لحكومة صدام حسين، بينما تسعى المملكة اليوم لتوطيد علاقتها مع حكومة بغداد، والتي كانت مقطوعة على مدى سنوات طويلة.
وتتحدث أوساط سياسية مقرّبة من الصدر عن أنّ الأخير عرض بنفسه، قبل مدّة، هدنة إعلامية، كبداية لحل الأزمة بين إيران والسعودية وتنقية الأجواء، إلا أنّه، ووفقاً للمصادر ذاتها التي تحدثت لـ"العربي الجديد" في بغداد، فإن أي رد إيجابي على ذلك لم يرد من قبل أي من الجانبين، لافتةً إلى أنّ زعيم التيار الصدري ما زال يحظى بعلاقات مميزة مع الرياض وكذلك الإيرانيين.