مقابلة حسن روحاني التلفزيونية تثير امتعاض الإيرانيين

23 يناير 2018
وُصفت إطلالة روحاني بـ"الضعيفة" (Getty)
+ الخط -
أطلّ الرئيس الإيراني، حسن روحاني، في مقابلة مع التلفزيون المحلي، مساء أمس الاثنين، في مقابلة هي الثالثة منذ فوزه بدورة رئاسية جديدة، في مايو/أيار الماضي، لكنها وُصفت بـ"غير الموفقة"، وأثارت انتقاد السياسيين والشارع على حد سواء، لأن روحاني لم يقدّم إجابات مرضية ومقنعة للمشاهدين.

وتطرقت محاور المقابلة التلفزيونية إلى الأسباب الاقتصادية التي دفعت الإيرانيين إلى الاحتجاج في مدن عدة، من دون التفصيل في مسألة التظاهرات. إذ ذكر روحاني أنه أوعز للمصرف المركزي بإغلاق المؤسسات المالية وعدم منحها تراخيص، وهذه المؤسسات هي التي أثارت غضب الإيرانيين ممن قرروا استثمار أموالهم فيها، بعد تقديمها إغراءات كبيرة غير واقعية، ولا يزالون يطالبون باسترجاع المبالغ ومحاسبة المعنيين.

من جهة أخرى، لم يقدم روحاني إجابة واضحة حول حظر مواقع التواصل الاجتماعي، رغم وعوده المتكررة بإنهاء هذه المشكلة، في الوقت الذي يستخدم عدد من المسؤولين الإيرانيين تطبيق "إنستاغرام" وموقع "تويتر"، ما يعكس تناقضاً كبيراً، وفق ما ذكر المذيع، رضا رشيد بور، الذي تولى إجراء المقابلة. لكنه كرر وعوده السابقة بمتابعة ملف إلغاء حظر المواقع.

كما أن روحاني لم يقدم أي حلول واقعية لمشكلة التلوث التي تعطل حياة الإيرانيين في مدن عدة، مثل طهران والأهواز، كما حاول رشيد بور نقل الأسئلة التي كتبها إيرانيون على موقع "تويتر" فطرحها على الرئيس، مثل الأسباب التي منعته من التواجد بين منكوبي زلزال كرمانشاه.

إذ ذهب لتفقدهم بعد يومين من وقوع الزلزال، وانتقد كثيرون حينها كيفية تعامله مع المنكوبين، كونه تواجد داخل سيارة مصفحة، إلا أن الرئاسة الإيرانية نشرت صوراً لروحاني بين الجموع، فور انتهاء المقابلة، لدحض هذا الأمر.

ووصف مواطنون على مواقع التواصل الاجتماعي المقابلة بـ"الضعيفة"، قائلين إن روحاني لم يقدم أي جديد، كما انتقد البعض الآخر رشيد بور المعروف بحواراته السياسية الجدلية الساخنة، وعلقوا على أدائه، خاصة أن المقابلة كانت موجهة للداخل الإيراني.

وانتقدت شخصيات إصلاحية المقابلة بشكل صريح، وكتب مدير مكتب الرئاسة في عهد الرئيس الإصلاحي محمد خاتمي، محمد علي أبطحي، أن "أسئلة رشيد بور لم تكن مختلفة، وكلام روحاني لم يحمل أي جديد، لا في الاقتصاد ولا في السياسة الداخلية أو الخارجية. البلاد غارقة في موجة يأس، والرئيس لم يشر بشكل مباشر للاحتجاجات الأخيرة"، عبر "تيليغرام".

أما رئيس تحرير القسم السياسي في صحيفة "شرق" الإصلاحية، مازيار خسروي، فقدم في تغريدة اعتذاره للمحررين وللمنضدين وللعاملين في مطبعة الصحيفة، كونه جعلهم ينتظرون مقابلة من هذا النوع إلى وقت متأخر من الليل، وفق تعبيره.

الصحافي الإصلاحي المعروف، صادق زيبا كلام، وهو من المدافعين عن حكومة روحاني في بعض الأحيان، نقل امتعاضه هو الآخر، وغرّد قائلاً "على روحاني أن يعرف أنه كلما تحدث كلما خسر أشخاصاً من 24 مليون نسمة وضعوا أصواتهم لصالحه في صناديق الاقتراع، عليه أن يعلم أنه يهين المواطنين كلما قدم إجابات مصطنعة وسطحية وركيكة".

وكانت للمحافظين ردود فعل مشابهة، وهم بالأساس من منتقدي روحاني وسياساته المعتدلة والقريبة من الإصلاحيين، فطالب رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون، عزت الله ضرغامي، الرئيس الإيراني بتقديم اعتذار عن استخدامه كلمة "علبة"، حين تحدث عن بيوت "جمعية مهر السكنية" التي تضررت كثيراً من زلزال كرمانشاه، وقال له "صحيح أن بيوت هؤلاء مقارنة ببيوت مسؤولي الحكومة قد تكون أشبه بالعلبة، إلا أن استخدام المصطلح غير لائق".

أما مستشار الرئيس الإيراني، حسام الدين آشنا، الذي استبق المقابلة بتغريدة طلب خلالها من الإيرانيين كتابة أسئلتهم لتطرح مباشرة في الحوار، فوضع استطلاع رأي عقب انتهائها، سأل خلاله المتابعين عن تقييمهم للإجابات، فاعتبر 80 في المائة من المشاركين أنها كانت ضعيفة.

ومستشاره الآخر حميد أبوطالبي، رأى أن المشكلة كانت في مقدم المقابلة، قائلاً على "تويتر": "لو طرح المقدم أسئلة تمثل لسان حال الإيرانيين، لقضينا ليلة مختلفة، ولقدّم الرئيس إجابات تصل إلى قلوبهم".

من جهته، رد مقدّم المقابلة ومحاور الرئيس، رضا رشيد بور، على الانتقادات، اليوم الثلاثاء، فذكر "أنا ألعب دور المحاور لا المشارك في مناظرة مع الرئيس، ووظيفتي كانت طرح أسئلة تنقل مخاوف الإيرانيين، لا تقديم إجابات عنه"، لافتاً إلى أن وقت البرنامج لم يكن كافياً لطرح ما تبقى من تساؤلات هامة.

دلالات
المساهمون