في مدينة الباب بريف حلب الشرقي، أصيب ثلاثة مدنيين بينهم طفلة جراء انفجار قنبلة وسط المدينة. وقال ناشطون إن "مجهولين ألقوا قنبلة من سطح أحد الأبنية على دراجة نارية قرب المسجد الكبير، تتبع لعنصر من جهاز الاستخبارات في المدينة ما أدى لجرح شاب وامرأة وطفلة نقلوا على إثرها إلى نقطة طبية.
في جنوب البلاد، تواصل قوات النظام عمليات التمشيط لبعض الوديان في منطقة حوض اليرموك في أقصى الجنوب الغربي لمحافظة درعا بحثاً عن عناصر تنظيم "جيش خالد" بعد أن سلّم العشرات منهم أنفسهم في وقت سابق، فيما تحتجز تلك القوات عشرات الرجال والشبان في وديان المنطقة، رافضة خروجهم قبل "التأكد" من عدم انتمائهم لـ"جيش خالد" بعد أن سمحت للنساء فقط بمغادرة المنطقة.
كما واصلت قوات النظام حملات الاعتقال في قرى منطقة اللجاة شرقي محافظة درعا والمناطق القريبة من مطار خلخلة العسكري، فارتفع عدد المعتقلين بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان إلى أكثر من 240 شخصاً منذ مساء الخميس الماضي.
في غضون ذلك، تقوم قوات النظام باستقدام تعزيزات كبيرة تابعة للفرقة 15 إلى البلدات المتاخمة لبادية السويداء الشرقية والشمالية الشرقية بالتزامن مع قصف مكثف من قبل الطيران الحربي على مواقع تنظيم "داعش" في بادية السويداء. وحسب مصادر محلية، تضمّ التعزيزات آليات عسكرية ومشاة، تمهيداً لعملية عسكرية على المنطقة، وفق وسائل إعلام قريبة من النظام السوري.
ووصفت شبكة "السويداء 24" التعزيزات بأنها "الأكبر من نوعها، ومن المرجح أن تكون تمهيداً لهجوم على بادية السويداء"، مشيرة إلى أنها "مؤلفة من مئات العناصر وعشرات الآليات الثقيلة والسيارات والحافلات، وانتشرت في القرى المتاخمة لبادية السويداء".
وترافق وصول التعزيزات مع تمهيد جوي من الطيران الروسي استهدف مواقع "داعش" في المناطق الوعرة التي يتحصن بها مقاتلو التنظيم، مسيطرين على نحو نصف مساحة بادية السويداء. وحسب الشبكة فقد "رافق وصول التعزيزات حركة نزوح للمدنيين من القرى الشرقية باتجاه عمق المحافظة"، مشيرةً إلى أن "معظم هذه القرى أخليت من النساء والأطفال على وجه الخصوص بشكل تدريجي منذ هجوم التنظيم الأول على المحافظة قبل أيام والذي قُتل خلاله أكثر من 200 شخص غالبيتهم من المدنيين، اضافة إلى اختطاف العشرات".
وفي إطار منفصل، ذكرت وزارة الخارجية الإيرانية، أن "طهران مستعدة لإنهاء وجودها في سورية عندما يسود الاستقرار فيها". وفي مؤتمر صحافي عقده المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، أمس السبت، قال إن "طهران يمكن أن تخفض أو تنهي وجودها الاستشاري في سورية، في حال شعرت بالاستقرار النسبي وأنهت مهمة القضاء على الإرهاب".
وطرحت مسألة الوجود الإيراني في سورية بقوة في الآونة الأخيرة، خصوصاً بعد سيطرة النظام السوري على محافظة درعا الحدودية مع الجولان المحتل، في ظلّ محاولة إسرائيل الضغط على روسيا وأميركا من أجل إخراج القوات الإيرانية من سورية. من جهة أخرى، اقترحت روسيا على الولايات المتحدة التعاون بملفي إعادة اللاجئين وإعادة الإعمار في سورية، إلا أن واشنطن اشترطت إجراء انتخابات بإشراف الأمم المتحدة. وذكرت وكالة "رويترز" أن "رئيس الأركان العامة للجيش الروسي فاليري غيراسيموف أرسل اقتراح التعاون يوم 19 يوليو/تموز الماضي، عبر قناة اتصال مع رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة جوزيف دنفورد".
ولقي الاقتراح الروسي استقبالاً فاتراً من قبل الأميركيين، الذين اعتبروا أن "السياسة الأميركية لا يمكنها أن تدعم مثل هذه الجهود إلا بعد التوصل إلى حلّ سياسي لإنهاء الحرب السورية المستمرة منذ سبع سنوات بما في ذلك إجراء انتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة". وأوضحوا أن "الولايات المتحدة لن تساند عودة اللاجئين إلا إذا كانت آمنة وطوعية وبكرامة".
وتتطلب إعادة الإعمار في سورية 250 مليار دولار وفقاً لأحد تقديرات الأمم المتحدة. وكان مسؤول روسي ذكر في وقت سابق ان بلاده وضعت خطة محددة لإعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، بمشاركة مؤسسات دولية، خصوصاً الأمم المتحدة.