وعند زيارة صفحتة "طير الليل" يمكن سماع أنغام آلة الهجهوج الأسطورية (اسم الآلة أيضاً السنتير)، وهي تعزف أنغام أغانٍ مثل عهد الأصدقاء التي لطالما سمعها جيل التسعينيات ولا تزال تحظى بحبه حتى اليوم.
Facebook Post |
ويقول صاحب الصفحة، ياسين عكواد (27 عاماً) من مدينة أغادير جنوبي المغرب، لموقع "العربي الجديد"، إن اختياره أغاني الرسوم المتحركة هو محاولة للمس الحس العربي المشترك. ويوضح "عندما بدأت عزف أغاني الأنمي على آلتي رأيت أن الإحساس الذي يصل هذه المرة يلمس مشاعر الأمة وليس فقط مريدي الطائفة الغناوية".
ويتابع ياسين "أيقنت حينها أن آلتي تستطيع التكلم بجميع لغات العالم، خصوصاً أننا أمة واحدة عشنا طفولة مشتركة ما زالت تسكن فينا".
Facebook Post |
وغناوة موسيقى عريقة مغربية من أصول أفريقية امتزجت بالأساطير الشعبية والجلسات الروحانية، وهو ما أكسبها كثيراً من الحمولة السحرية والغموض.
وعن علاقته بهذه الموسيقى يقول ياسين إنها بدأت مبكراً من الطفولة، ويوضح: "نشأت في منطقة تدعى الدشيرة حيث جميع أنواع الفلكلور المغربي، وبالضبط في حي كانت تُحيا فيه الليالي الموسيقية الغناوية، فحضرتها وأنا طفل صغير ثم واظبت على حضورها كل سنة، فكان لهذا الموروث القدرة على أن يختارك بدل أن تختاره".
وأدى عكواد بآلة السنتير أغاني ريمي وسيمبا وماوكلي وكابتن ماجد والرمية الملتهبة والنمر المقنع وهزيم الرعد، وهي باقة من أشهر الأغاني التي عشقها جيل الألفية ورسخت في ذاكرته.
لكن ياسين حذف أغلبها من قناته لأسباب تتعلق بطموحه لنتيجة أفضل وأبقى بعضها، إذ في نظره "المقاطع كانت عشوائية قليلاً لأنني سجلتها في البيت وبهاتف عادي، وأنا أطمح لمستوى أعلى، خصوصاً أنني أعاني من نقص معدات وصعوبة ملاءمة آلة غناوية مع إيقاعات الأنمي العربية".