أضواء ورنين أجراس وأشجار عيد وزينة تملأ شوارع بيروت وسواها من المناطق اللبنانيّة. هذا موسم عيد الميلاد. اللبنانيّون يحتفلون به، كلّ على طريقته، وسط طقوس واحتفاليات عامة يشارك فيها أهل البلد المسيحيّون كما المسلمون. فالصغار مثلاً، ينتظرون جميعهم بابا نويل وهدايا العيد.
هذا العام وكما الأعوام التي سبقته، تحتفل دلال بالعيد وقد حوّلت منزلها مغارة للطفل يسوع. وقصّتها مع مغارة الميلاد تعود إلى زمن الحرب الأهليّة (1975 - 1990)، عندما كانت شابة تحضّر مغارتها في أثناء القصف، وتخبّئها عندما يشتدّ حتى لا يصيبها بعض من شظايا القذائف.
في خلال الحرب اللبنانيّة، كانت دلال تسكن في المنطقة "الغربيّة" ذات الغالبيّة المسلمة، في حين كانت "الشرقيّة" تُعدّ منطقة المسيحيّين. وهاتان التسميتان كانتا تكرّسان الواقع الطائفي البشع الذي ساد البلاد.
ولظروف قاهرة، اضطرت عائلتها إلى الانتقال إلى بلدة الدكوانة (شرق بيروت). وما هي إلا سنوات قليلة، حتى توفي والداها وثلاثة من أشقائها. فبقيت وحدها مع شقيقها الرابع.
لم تجعلها ظروف الحياة تعدل عن بناء مغارتها في موسم العيد، لا بل صارت تحوّل منزلها المتواضع إلى مغارة ميلاد. وهكذا، منذ 20 عاماً، "أمضي عيد الميلاد على طريقتي، بأسلوب يقرّبني من الله".
في موسم الميلاد هذا، يشعّ بيتها بأضواء حمراء ضمّنتها مغارتها التي أحاطتها بغصون صنوبر طبيعيّة وحدّدتها بالحجارة. أما أرضيتها، فتفرشها بنبات الأشنة الأخضر (من الطحالب والفطريات) أو "الخزّ" كما يُطلق عليه محلياً.
وهذه المغارة الضخمة، "تخلّصني من وحدتي في ليلة ميلاد يسوع. فأبدأ ببنائها قبل أيام من العيد، ولا أزيلها إلا بعد مرور 40 يوماً، أي بعد عيد الغطاس وذكرى دخول المسيح إلى الهيكل".
في بناء مغارتها الشهيرة، تستخدم دلال أكثر من 300 لمبة. وفيها تضع نافورة مياه ومجسمات خراف، بالإضافة إلى تنبيت القمح والبطاطا والشمندر. وعلى الرغم من أن بناءها يتطلّب جهداً وصبراً طويلاً، إلا أنها تفضّل القيام بذلك بمفردها.
وتحرص على إنجازها في خلال ثلاثة أيام، لتفتح أبواب منزلها أمام الزائرين مباشرة قبل عيد الميلاد بليلة واحدة.
ترفض دلال وصف مغارتها بـ "الغريبة" أو "المبالغ بها"، فهي ترى في ذلك مجرّد "تمجيد للطفل يسوع". وهي تفخر بأنها ومذ بدأت ببناء مغارتها قبل 20 عاماً، لم تلقَ انتقاداً سلبيّاً واحداً. وتقول: "الجميع يقصد منزلي لمشاهدة تحفتي، ثم يودّعني الزائرون ويعدونني بالحضور في العام التالي كي يشاهدوا المغارة بحلّة جديدة وألوان مختلفة".
ومغارة دلال التي اكتسبت شهرة تخطّت حدود منطقة الدكوانة حيث تسكن، أصبحت مقصد للزائرين من أقصى شمال لبنان إلى أقصى جنوبه، والوافدون من مختلف الأعمار والديانات. وتخبر أن "شهرة مغارتي ذاعت فأكثر من خلال الصور التي يلتقطها الزائرون وينشرونها على مواقع التواصل الاجتماعي. وهم يرحّبون بما أفعل".
وتعبّر دلال عن سعادتها، "عندما أشاهد أولاد أخي والأطفال الآخرين يلعبون بالقرب من المغارة ويشعرون بفرحة هذا العيد المجيد".
أما أكثر ما يجعلها سعيدة، فهو شعورها بأن عملها يجمع ما بين المسيحيّين والمسلمين. وتشدّد على "أهميّة الوعي والاعتراف بحقّ الإنسان في اعتناق الدين الذي يريد، شرط أن يحترم حق الآخر في الاختيار والاعتناق والممارسة".
وتشدّد دلال على أن "بيتي ومغارة يسوع مفتوحان أمام الجميع. لن أقفل أبوابي بوجه أي كان، مهما بلغ عدد الزائرين. فأنا عندما قررت تنفيذ هذا العمل، لم أكن اهتم إلا بنشر رسالة يسوع والمحبة بين الناس. ويبقى أن المغارة هي بركة في المنزل".
موهبة فحسب
دلال التي تأتي مغارتها تحفة فنيّة، لم تتابع دراسة جامعيّة وتتخصّص في الهندسة الداخليّة. تقول: "كنت أتمنى لو أنني تخصّصت في هذا المجال. لكن الظروف شكلت عائقاً أمامي". وعلى الرغم من موهبتها المميّزة، إلا أنها لم تجد من يدعمها أو يساعدها على تنمية قدراتها. كذلك، هي لا تعمل في حقل الديكور. لكنها لا تتردّد بإعطاء نصائح في هذا المجال لمن يقصدها من أصدقاء وأقارب.
هذا العام وكما الأعوام التي سبقته، تحتفل دلال بالعيد وقد حوّلت منزلها مغارة للطفل يسوع. وقصّتها مع مغارة الميلاد تعود إلى زمن الحرب الأهليّة (1975 - 1990)، عندما كانت شابة تحضّر مغارتها في أثناء القصف، وتخبّئها عندما يشتدّ حتى لا يصيبها بعض من شظايا القذائف.
في خلال الحرب اللبنانيّة، كانت دلال تسكن في المنطقة "الغربيّة" ذات الغالبيّة المسلمة، في حين كانت "الشرقيّة" تُعدّ منطقة المسيحيّين. وهاتان التسميتان كانتا تكرّسان الواقع الطائفي البشع الذي ساد البلاد.
ولظروف قاهرة، اضطرت عائلتها إلى الانتقال إلى بلدة الدكوانة (شرق بيروت). وما هي إلا سنوات قليلة، حتى توفي والداها وثلاثة من أشقائها. فبقيت وحدها مع شقيقها الرابع.
لم تجعلها ظروف الحياة تعدل عن بناء مغارتها في موسم العيد، لا بل صارت تحوّل منزلها المتواضع إلى مغارة ميلاد. وهكذا، منذ 20 عاماً، "أمضي عيد الميلاد على طريقتي، بأسلوب يقرّبني من الله".
في موسم الميلاد هذا، يشعّ بيتها بأضواء حمراء ضمّنتها مغارتها التي أحاطتها بغصون صنوبر طبيعيّة وحدّدتها بالحجارة. أما أرضيتها، فتفرشها بنبات الأشنة الأخضر (من الطحالب والفطريات) أو "الخزّ" كما يُطلق عليه محلياً.
وهذه المغارة الضخمة، "تخلّصني من وحدتي في ليلة ميلاد يسوع. فأبدأ ببنائها قبل أيام من العيد، ولا أزيلها إلا بعد مرور 40 يوماً، أي بعد عيد الغطاس وذكرى دخول المسيح إلى الهيكل".
في بناء مغارتها الشهيرة، تستخدم دلال أكثر من 300 لمبة. وفيها تضع نافورة مياه ومجسمات خراف، بالإضافة إلى تنبيت القمح والبطاطا والشمندر. وعلى الرغم من أن بناءها يتطلّب جهداً وصبراً طويلاً، إلا أنها تفضّل القيام بذلك بمفردها.
وتحرص على إنجازها في خلال ثلاثة أيام، لتفتح أبواب منزلها أمام الزائرين مباشرة قبل عيد الميلاد بليلة واحدة.
ترفض دلال وصف مغارتها بـ "الغريبة" أو "المبالغ بها"، فهي ترى في ذلك مجرّد "تمجيد للطفل يسوع". وهي تفخر بأنها ومذ بدأت ببناء مغارتها قبل 20 عاماً، لم تلقَ انتقاداً سلبيّاً واحداً. وتقول: "الجميع يقصد منزلي لمشاهدة تحفتي، ثم يودّعني الزائرون ويعدونني بالحضور في العام التالي كي يشاهدوا المغارة بحلّة جديدة وألوان مختلفة".
ومغارة دلال التي اكتسبت شهرة تخطّت حدود منطقة الدكوانة حيث تسكن، أصبحت مقصد للزائرين من أقصى شمال لبنان إلى أقصى جنوبه، والوافدون من مختلف الأعمار والديانات. وتخبر أن "شهرة مغارتي ذاعت فأكثر من خلال الصور التي يلتقطها الزائرون وينشرونها على مواقع التواصل الاجتماعي. وهم يرحّبون بما أفعل".
وتعبّر دلال عن سعادتها، "عندما أشاهد أولاد أخي والأطفال الآخرين يلعبون بالقرب من المغارة ويشعرون بفرحة هذا العيد المجيد".
أما أكثر ما يجعلها سعيدة، فهو شعورها بأن عملها يجمع ما بين المسيحيّين والمسلمين. وتشدّد على "أهميّة الوعي والاعتراف بحقّ الإنسان في اعتناق الدين الذي يريد، شرط أن يحترم حق الآخر في الاختيار والاعتناق والممارسة".
وتشدّد دلال على أن "بيتي ومغارة يسوع مفتوحان أمام الجميع. لن أقفل أبوابي بوجه أي كان، مهما بلغ عدد الزائرين. فأنا عندما قررت تنفيذ هذا العمل، لم أكن اهتم إلا بنشر رسالة يسوع والمحبة بين الناس. ويبقى أن المغارة هي بركة في المنزل".
موهبة فحسب
دلال التي تأتي مغارتها تحفة فنيّة، لم تتابع دراسة جامعيّة وتتخصّص في الهندسة الداخليّة. تقول: "كنت أتمنى لو أنني تخصّصت في هذا المجال. لكن الظروف شكلت عائقاً أمامي". وعلى الرغم من موهبتها المميّزة، إلا أنها لم تجد من يدعمها أو يساعدها على تنمية قدراتها. كذلك، هي لا تعمل في حقل الديكور. لكنها لا تتردّد بإعطاء نصائح في هذا المجال لمن يقصدها من أصدقاء وأقارب.