هذا العام، تحوّلت ساحة كنيسة المهد مزاراً للمسيحيّين والمسلمين، الذين توافدوا لتمتيع أنظارهم بزينة عيد الميلاد والتقاط صور أمام شجرة العيد العملاقة التي نُصِبت على بعد أمتار من المغارة التي ولدت فيها مريم العذراء السيدَ المسيح.
شوارع بيت لحم التي تؤدي إلى كنيسة المهد، زُيّنت بمئات من النجمات التي تتلألأ ليلاً تحت سماء المدينة التي زفّت إلى العالم بشرى الميلاد قبل 2015 عاماً، بنجمة.
لكن الزينة والأضواء لم تنجحا في مسح الحزن عن وجوه المسيحيّين في بيت لحم. فهؤلاء يخبرونك عن قسوة العيش في ظل الاحتلال، وعن الأقارب المحرومين من زيارة بعضهم بعضاً إلا بتصريح إسرائيلي يندر الحصول عليه. ويتحدّثون عن البطالة والفقر ورغبة الشباب المتزايدة في الهجرة، بحثاً عن فرصة حياة أفضل بعيداً عن الحصار والرصاص الإسرائيلي.
وكأنه يلخّص الواقع، يقول الأب سبردوس عمور الذي يخدم في كنيسة المهد منذ 45 عاماً: "من المفترض أن يكون عيد فرح وحب، لكن الأمر ليس كذلك".
هنا وكما في كل عام، تُرفع صلوات أمام المغارة التي وُلد فيها المسيح كي يحلّ العيد المقبل وقد عمّ السلام مدينة السلام. ويأمل عمور أن يتمكّن المسيحيّون من خارج فلسطين من الحضور إلى بيت لحم، لكنه يعلم أن التضييقات الإسرائيليّة تقف بالمرصاد لآمال آلاف من المسيحيّين من حول العالم، يرغبون في زيارة مهد المسيح في موسم عيد الميلاد.
ويشير إلى أن "الأحوال السياسيّة السائدة لا تشجّع على السياحة الدينيّة. الحجوزات ليست بكثيرة، وهي لا ترتقي إلى مستوى المناسبة. السياح يرغبون في زيارة مدينة فيها سلام، وليس جدار فصل عنصريا واحتلالا".
وداد عازر، ابنة بيت لحم، تخبر أن "الزينة في السنوات الماضية، كانت أخف وأكثر تواضعاً مقارنة بما هي عليه اليوم. لكن الناس كانوا أكثر فرحاً، ويزورون بعضهم بعضاً. وكان مسيحيّو قطاع غزة يحضرون أياما وأسابيع لزيارة أهلهم في القدس وبيت لحم والناصرة. كذلك، كانت العائلات تنظّم رحلات جماعيّة في العيد إلى كنيسة البشارة في الناصرة".
وتتابع: "أما اليوم، فالزينة مبهرة، لكننا لا نستطيع الاجتماع بعائلاتنا. بعض الأقارب هاجر إلى الخارج، ومن تبقى لا يمنحه الاحتلال التصريح اللازم للتنقل وزيارة كنيسته وعائلته".
وكانت مؤسسة "تطوير بيت لحم" التي تولت زينة ساحة المهد ومحيطها هذا العام، قد حرصت على أن تستقبل المدينة عيد الميلاد وهي في أبهى حلتها وبزينة تنافس العواصم الأوروبيّة. وهي قامت بذلك، عن روح مؤسسها رجل الأعمال سعيد خوري، وهو أحد أبرز رجال الأعمال الفلسطينيّين في العالم، وتوفي قبل شهرَين.
وقد تمسّكت المؤسسة بأن يكون لزينة الشجرة طابعها الفلسطيني البحت. فضمّت نحو تسعة آلاف كرة ملوّنة بألوان العلم الفلسطيني.. بالأبيض والأحمر والأخضر والأسود. وقد أثار استغراب شركة التزيين البريطانيّة التي ورّدت مواد الزينة، طلب كرات سوداء.
وبحسب المدير التنفيذي للمؤسسة مازن كرم، "حلّت شجرة الميلاد في ساحة المهد في المرتبة 13، على قائمة أشجار العيد في العالم". ويقول: "أعتقد أننا ظُلمنا، نستحق مركزاً أكثر تقدّماً".
جورج أفتيم صاحب واحد من أقدم محلات بيع الحمص والفلافل بالقرب من ساحة المهد، يشير بإصبعه إلى شجرة صنوبر هرمة في زاوية ساحة المهد، قائلاً: "على هذه الشجرة كانت تعلق بعض الأضواء، وكنا نحتفل بعيد الميلاد. أما اليوم فاستبدلت الشجرة الحقيقيّة بأخرى اصطناعيّة مزيّنة بشكل فاخر".
ويستذكر أفتيم أصعب أعياد الميلاد التي عرفتها المدينة، تلك التي جرت وسط حصار مشدّد، أو الاجتياحات العسكريّة التي طالت حرمة كنيسة المهد وقدسيّتها. ويهمس بمرارة: "ما زلنا ننتظر السلام". ولا يُخفى على أحد أن أعداد المسيحيّين في مهد المسيح في تناقص مستمر.
بالنسبة إلى مستشار الرئيس محمود عباس للشؤون الدينيّة المسيحيّة، زياد البندك، "لا شك في أن السبب الرئيسي لتناقص أعداد الفلسطينيّين المسيحيّين في فلسطين التاريخيّة المحتلة عام 1948 والضفة الغربيّة وقطاع غزّة، يعود إلى الاحتلال الإسرائيلي". ويشدّد على "تقييد الاحتلال حريّة العبادة بخلاف ما تضمنته حقوق الإنسان. وهذا يشمل المسيحيين والمسلمين على حد سواء". ويوضح أن الاحتلال على سبيل المثال، "لا يسمح للمسيحيّين بدخول أماكن العبادة في القدس، إلا عبر تصاريح تصدرها لمن يخضعون للإجراءات الأمنيّة والرقابيّة اللازمة".
شوارع بيت لحم التي تؤدي إلى كنيسة المهد، زُيّنت بمئات من النجمات التي تتلألأ ليلاً تحت سماء المدينة التي زفّت إلى العالم بشرى الميلاد قبل 2015 عاماً، بنجمة.
لكن الزينة والأضواء لم تنجحا في مسح الحزن عن وجوه المسيحيّين في بيت لحم. فهؤلاء يخبرونك عن قسوة العيش في ظل الاحتلال، وعن الأقارب المحرومين من زيارة بعضهم بعضاً إلا بتصريح إسرائيلي يندر الحصول عليه. ويتحدّثون عن البطالة والفقر ورغبة الشباب المتزايدة في الهجرة، بحثاً عن فرصة حياة أفضل بعيداً عن الحصار والرصاص الإسرائيلي.
وكأنه يلخّص الواقع، يقول الأب سبردوس عمور الذي يخدم في كنيسة المهد منذ 45 عاماً: "من المفترض أن يكون عيد فرح وحب، لكن الأمر ليس كذلك".
هنا وكما في كل عام، تُرفع صلوات أمام المغارة التي وُلد فيها المسيح كي يحلّ العيد المقبل وقد عمّ السلام مدينة السلام. ويأمل عمور أن يتمكّن المسيحيّون من خارج فلسطين من الحضور إلى بيت لحم، لكنه يعلم أن التضييقات الإسرائيليّة تقف بالمرصاد لآمال آلاف من المسيحيّين من حول العالم، يرغبون في زيارة مهد المسيح في موسم عيد الميلاد.
ويشير إلى أن "الأحوال السياسيّة السائدة لا تشجّع على السياحة الدينيّة. الحجوزات ليست بكثيرة، وهي لا ترتقي إلى مستوى المناسبة. السياح يرغبون في زيارة مدينة فيها سلام، وليس جدار فصل عنصريا واحتلالا".
وداد عازر، ابنة بيت لحم، تخبر أن "الزينة في السنوات الماضية، كانت أخف وأكثر تواضعاً مقارنة بما هي عليه اليوم. لكن الناس كانوا أكثر فرحاً، ويزورون بعضهم بعضاً. وكان مسيحيّو قطاع غزة يحضرون أياما وأسابيع لزيارة أهلهم في القدس وبيت لحم والناصرة. كذلك، كانت العائلات تنظّم رحلات جماعيّة في العيد إلى كنيسة البشارة في الناصرة".
وتتابع: "أما اليوم، فالزينة مبهرة، لكننا لا نستطيع الاجتماع بعائلاتنا. بعض الأقارب هاجر إلى الخارج، ومن تبقى لا يمنحه الاحتلال التصريح اللازم للتنقل وزيارة كنيسته وعائلته".
وكانت مؤسسة "تطوير بيت لحم" التي تولت زينة ساحة المهد ومحيطها هذا العام، قد حرصت على أن تستقبل المدينة عيد الميلاد وهي في أبهى حلتها وبزينة تنافس العواصم الأوروبيّة. وهي قامت بذلك، عن روح مؤسسها رجل الأعمال سعيد خوري، وهو أحد أبرز رجال الأعمال الفلسطينيّين في العالم، وتوفي قبل شهرَين.
وقد تمسّكت المؤسسة بأن يكون لزينة الشجرة طابعها الفلسطيني البحت. فضمّت نحو تسعة آلاف كرة ملوّنة بألوان العلم الفلسطيني.. بالأبيض والأحمر والأخضر والأسود. وقد أثار استغراب شركة التزيين البريطانيّة التي ورّدت مواد الزينة، طلب كرات سوداء.
وبحسب المدير التنفيذي للمؤسسة مازن كرم، "حلّت شجرة الميلاد في ساحة المهد في المرتبة 13، على قائمة أشجار العيد في العالم". ويقول: "أعتقد أننا ظُلمنا، نستحق مركزاً أكثر تقدّماً".
جورج أفتيم صاحب واحد من أقدم محلات بيع الحمص والفلافل بالقرب من ساحة المهد، يشير بإصبعه إلى شجرة صنوبر هرمة في زاوية ساحة المهد، قائلاً: "على هذه الشجرة كانت تعلق بعض الأضواء، وكنا نحتفل بعيد الميلاد. أما اليوم فاستبدلت الشجرة الحقيقيّة بأخرى اصطناعيّة مزيّنة بشكل فاخر".
ويستذكر أفتيم أصعب أعياد الميلاد التي عرفتها المدينة، تلك التي جرت وسط حصار مشدّد، أو الاجتياحات العسكريّة التي طالت حرمة كنيسة المهد وقدسيّتها. ويهمس بمرارة: "ما زلنا ننتظر السلام". ولا يُخفى على أحد أن أعداد المسيحيّين في مهد المسيح في تناقص مستمر.
بالنسبة إلى مستشار الرئيس محمود عباس للشؤون الدينيّة المسيحيّة، زياد البندك، "لا شك في أن السبب الرئيسي لتناقص أعداد الفلسطينيّين المسيحيّين في فلسطين التاريخيّة المحتلة عام 1948 والضفة الغربيّة وقطاع غزّة، يعود إلى الاحتلال الإسرائيلي". ويشدّد على "تقييد الاحتلال حريّة العبادة بخلاف ما تضمنته حقوق الإنسان. وهذا يشمل المسيحيين والمسلمين على حد سواء". ويوضح أن الاحتلال على سبيل المثال، "لا يسمح للمسيحيّين بدخول أماكن العبادة في القدس، إلا عبر تصاريح تصدرها لمن يخضعون للإجراءات الأمنيّة والرقابيّة اللازمة".