مع ارتفاع درجات الحرارة... "البوظ" حلم المواطن في الشمال السوري

جلال بكور

avata
جلال بكور
04 يوليو 2017
8278BB03-CA4F-40BB-BAF3-3533847BBF89
+ الخط -

تسبّب ارتفاع درجات الحرارة في سورية إلى معدلات تجاوزت 45 درجة مئوية، في أزمة في الحصول على لوح الثلج، المعروف محليا بـ"لوح البوظ"، في مناطق عديدة شمال البلاد، حيث استغل البعض حاجة المدنيين ليرفع سعر القالب الواحد إلى خمسة أضعاف.

وبات الحصول على "لوح البوظ" حلما للمواطن السوري الذي أنهكته الحرب من كافة نواحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية.

وذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن سعر القالب قبل موجة الحر كان 250 ليرة سورية، ومع زيادة الطلب وانخفاض قيمة صرف الليرة وطمع التجار، وصل سعر القالب إلى 1250 ليرة في منطقة إعزاز شمال حلب، بينما بلغ في بعض مناطق محافظة إدلب 2000 ليرة سورية.

وأضافت المصادر أن الجهات المعنية في إدلب أصدرت قرارا ذكرت فيه أن سعر القالب الواحد هو 400 ليرة من المعمل للبائع، و600 ليرة من البائع العادي للمستهلك، ومن يخالف يعرّض نفسه للمساءلة، ويبلغ طول قالب البوظ قرابة 80 سم، وعرضه 12 سم.

وأوضحت المصادر أنّ "المجلس المحلي لمدينة سرمين" في ريف إدلب، قام قبل أيام بفتح معمل لإنتاج البوظ، من أجل رفع الإنتاج وخفض السعر في المنطقة بالتزامن مع موجة الحر، مستفيدا من توقف القصف على المنطقة منذ شهور، لكن ذلك لم يؤد إلى خفض السعر.



ويعود ارتفاع سعر "قالب البوظ" إلى زيادة سعر المازوت الذي بلغ سعر اللتر منه أكثر من 400 ليرة، في حين بلغ سعر لتر الماء 2 ليرة سورية، لكن ذلك لا يبرر الارتفاع الكبير في السعر.

وفي حديث مع "العربي الجديد"، قال الناشط جابر أبو محمد، من منطقة سنجار في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، إن سعر "لوح البوظ" عندهم بلغ 1500 ليرة مع استمرار موجة الحر، بسبب طمع التجار.

وتعتمد معامل إنتاج "البوظ" في مناطق سيطرة المعارضة السورية المسلحة على المحروقات كـ"المازوت والبنزين" بالدرجة الأولى، في ظل غياب الطاقة الكهربائية بسبب دمار خطوط نقل الكهرباء نتيجة قصف النظام السوري، وتضاف إليها تكاليف التصنيع والنقل.

وأدّى جشع التجار وعدم وجود رقابة حقيقية على البيع إلى استغلال زيادة الطلب من قبل المواطنين ورفع سعر القالب الواحد إلى خمسة أضعاف، وهو ما يعاني منه المدنيون في إدلب وغيرها من المناطق التي تخضع لسيطرة المعارضة، في أي شيء يزداد الطلب عليه.

وكان "لوح البوظ" يساعد المدنيين في ظل عدم تمكنهم من دفع مبالغ مالية مقابل الكهرباء أو شراء المحروقات من أجل توليد كمية من الطاقة الكهربائية، وليس وسيلة للرفاهية.

ويشكل تأمين الطاقة في إدلب هاجساً مستمراً لدى المواطنين، إذ إنّ معظم خطوط التغذية انقطعت من مصادرها نتيجة القصف، كما دُمرت العديد من المحطات، حيث يلجأ المواطن إلى شراء الكهرباء من قبل تجار يقيمون محطات توليد وتوزيع مقابل مبلغ شهري يدفع ثمنا لساعات محددة من الكهرباء كل يوم.

ذات صلة

الصورة
مخيمات الشمال السوري ، 1 يوليو 2024 (عدنان الإمام/العربي الجديد)

مجتمع

تعاني آلاف الأسر النازحة في مخيمات الشمال السوري من أزمة إنسانية حادة نتيجة انعدام المياه الصالحة للشرب، وذلك بسبب توقف دعم المنظمات الإنسانية
الصورة
الشاب الفلسطيني بسام الكيلاني، يونيو 2024 (عدنان الإمام)

مجتمع

يُناشد الشاب الفلسطيني بسام الكيلاني السلطات التركية لإعادته إلى عائلته في إسطنبول، إذ لا معيل لهم سواه، بعد أن تقطّعت به السبل بعد ترحيله إلى إدلب..
الصورة
السوري محمد نور .. حياة بنصف ساق تزينها الابتسامة (العربي الجديد)

مجتمع

بساق واحدة، يقود محمد نور سيارته الصغيرة بمهارة عالية بمساعدة عكازه، ليصل بشكل يومي عند الساعة السابعة صباحًا إلى المنطقة الصناعية في مدينة إدلب
الصورة
سورية (بلال الحمود/ فرانس برس)

مجتمع

يحرص السوريون على زيارة المقابر في العيد. زيارات تعبّر عن مشاعر الحنين إلى الأقارب والأصدقاء الذين خسروهم، وكانت لهم الكثير من الذكريات معهم