معركة طرابلس: قوات خاصة مصرية لدعم حفتر

01 يونيو 2019
قوات الوفاق على طريق مطار طرابلس (محمود تركية/فرانس برس)
+ الخط -

كشفت مصادر ميدانية ليبية ودبلوماسية مصرية، لـ"العربي الجديد"، كواليس جديدة بشأن المعارك التي يشهدها محيط العاصمة الليبية طرابلس، بين مليشيات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، والقوات التابعة لحكومة الوفاق الوطني التي يترأسها فائز السراج المعترف بها دولياً. وقالت مصادر ميدانية ليبية إن "عدد القتلى في صفوف معسكر الغرب الليبي تقدر بنحو 560 فرداً، بينهم نحو 45 من المدنيين"، كاشفة في الوقت ذاته أن "التقديرات الميدانية لحجم الخسائر البشرية في صفوف المليشيات المهاجمة للعاصمة طرابلس، تجاوزت الـ700 قتيل، جميعهم من المقاتلين".

وأضافت المصادر، التي تحدثت إلى "العربي الجديد"، أن "حكومة الوفاق تعرضت لخيانات كبيرة من جانب زعماء قبليين في عدد من المناطق، منها ترهونة، وقصر بن غشير، وبني وليد ومناطق بالزاوية، بعدما فتحوا الخطوط الدفاعية الأولى عن العاصمة أمام مليشيات حفتر للمرور، إثر حصولهم على مبالغ مالية ضخمة، عبارة عن تمويلات تحمّلت كلفتها كل من السعودية والإمارات".

وبحسب المصادر، فإن "الوضع الميداني لمليشيات حفتر تحسّن كثيراً خلال الأيام العشرة الأخيرة في أعقاب تدفق دعم عسكري كبير، يشتمل على مدرعات تايغر الإماراتية التي ظهرت بكثافة كبيرة في محاور القتال المختلفة حول العاصمة، بالإضافة إلى ظهور فئة متطورة من قذائف (إس بي جي) شديدة التدمير، إضافة إلى أسلحة جديدة تظهر للمرة الأولى على ساحة المعارك الليبية".

تجدر الإشارة إلى أن مدرعات "تايغر" الإماراتية، عبارة عن إنتاج إماراتي مشترك تعاونت فيه مجموعة "بن جبر" مع "أم بي دي أي"، وتم تزويدها بصواريخ "ميلان 3" المضادة للدروع والدبابات. فيما تصل السرعة الابتدائية لقذيفة "إس بي جي" لـ435 متراً في الثانية، ثم تصل إلى 700 متر في الثانية بفضل المحرك النفاث. وتستطيع قذيفة "إس بي جي" اختراق الدروع التي تراوح سماكتها بين 300 و400 مليمتر، ويستخدم قاذف "إس بي جي" القذائف ذات الشظايا عند قصف القوات المعادية. ويبلغ أقصى وزن لقاذف "إس بي جي" 57.6 كيلوغراماً. ويقدر القاذف على تدمير الدبابات والآليات المدرعة الأخرى ومرابض نيران العدو التي تبعد عنه 1300 متر.



كما كشفت المصادر عن "عدم دخول المدرعات التي قيل إن حكومة الوفاق حصلت عليها أخيراً من تركيا، إلى محاور القتال، بسبب عدم انتهاء عمليات التدريب عليها بعد"، نافية صحة الصور المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي التي تُظهر مدرعات مدمرة على أنها المدرعات التركية. ولفتت في الوقت ذاته إلى أن "تلك الصور لمدرعات روسية الصنع كانت من بين الآليات العسكرية التي خدمت في جيش العقيد المخلوع معمر القذافي".

وقالت المصادر إن "حجم الدعم العسكري لحفتر على مستوى الذخائر والمعدات والأسلحة، أخيراً، كبير للغاية"، مرجحة أن "يكون دخولها قد تم بعد الزيارة التي قام بها حفتر إلى مصر ولقائه بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي". وأكدت في الوقت ذاته اغتنام القوات التابعة لحكومة الوفاق صناديق ذخيرة من إنتاج الهيئة العربية للتصنيع المصرية، وغالبيتها تاريخ إنتاجها حديث. وكشفت المصادر أنه "تمّ رصد عناصر قتالية مصرية في محاور القتال أخيراً"، مشددة على أنهم "ليسوا مجندين ولكن يبدو أنهم ضمن قوات خاصة أو عناصر من الصاعقة". وأضافت أنه "تمّ رصد مشاركة ضباط فرنسيين إلى جانب مليشيات حفتر، مع بداية العمليات".

وكان حفتر قد زار القاهرة أخيراً، للمرة الثانية منذ بدء حملته العسكرية على العاصمة طرابلس، والتقى السيسي في قصر الاتحادية، في زيارة أثارت جدلاً واسعاً، فيما زار رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية اللواء عباس كامل، ليبيا في 26 مايو/ أيار الماضي، والتقى حفتر في قاعدة في مقر قيادة قواته بشرق ليبيا. وهي الزيارة التي أعقبها بساعات إعلان القاهرة تسلم ضابط الصاعقة السابق هشام العشماوي، الذي وجّهت له مصر اتهامات بالتنفيذ والتخطيط لعمليات إرهابية داخل أراضيها. ورجحت بعدها مصادر مصرية في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "يكون الإعلان التلفزيوني والبث المباشر لعملية التسليم على القنوات المصرية، إيذاناً بمرحلة جديدة علنية لدعم مصر لحفتر في معركته الدائرة في محيط طرابلس".

في هذا الصدد، قال مصدر دبلوماسي مصري، لـ"العربي الجديد": "في البداية كان هناك موقف مصري معترض على التحرك العسكري الذي قام به حفتر نحو العاصمة طرابلس وحكومة الوفاق المعترف بها أممياً، والخلاف وقتها لم يكن سهلاً، ولكن بعد ذلك جرت اتصالات خليجية مع القيادة المصرية ساهمت بدرجة كبيرة في إنهاء الخلاف، بل وتحوّل الموقف". ورأى أنه "ربما يكون السبب في ذلك التحول هو تلاقي بعض المصالح سواء على المستوى المباشر المتعلق بأمن الحدود المصرية، ووجود مطلوبين أمنيّاً لها في ليبيا، أو على المستوى غير المباشر المتعلق بعلاقات وتحالفات إقليمية".