وخلال الساعات الأربع الماضية كان القصف الجوي هو سيد الموقف، بينما اقتصر تبادل القصف المدفعي والصاروخي بين القوات العراقية المشتركة و"البشمركة" وتنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، على المحورين الشمالي والجنوبي فقط.
وأوضحت مصادر عسكرية عراقية في قيادة عمليات "نينوى" في حديث لـ"العربي الجديد" أنّ "سبب انخفاض حدّة المواجهات خلال الساعات الماضية تأتي لعوامل مختلفة أبرزها تركيز القوات جهودها على تثبيت مواقعها الجديدة وبناء مواضع وتحصين المناطق التي جرت السيطرة عليها ورفع الألغام والمتفجرات منها".
وكشفت المصادر العسكرية أنّ "الخطة تقضي بوصول كافة القوات المنتشرة على المحاور السبعة في نقطة واحدة وهي على بعد كيلومترين، وهناك قوات تأخرت في محاور أبرزها الجنوبي والجنوبي الغربي وتعمل على تحقيق تقدم فيهما".
بدوره، أكّد العميد في الجيش العراقي محمد ضياء الدين، في حديث لـ"العربي الجديد" أنّ "المعارك اليوم أقل حدّة من الأيام الماضية بسبب صعوبات لوجستية وأخرى تتعلق بخطط المعركة"، مبيّناً أنّ "البشمركة أكملت أغلب أجزاء المهمة التي أسندت لها وتوقفت إلى حين وصول باقي القوات".
وأوضح أنّ "الحشد هو الآخر سيواصل خط تحركه اعتباراً من غد مع الجيش والشرطة الاتحادية عبر المحور الجنوبي الذي يعتقد أنّ يكون يوم غد ساحة قتال شرسة"، مؤكّداً "تنفيذ التحالف اليوم غارات داخل الموصل ومحيطها لمنع التنظيم من تجميع صفوفه".
وسجّلت بلدة تلكيف (شمالي الموصل) مقتل عائلة كاملة في ثاني حادث من نوعه خلال يومين بواسطة قصف جوي من طائرة لم تعرف هويتها.
تزامناً مع ذلك، أكّدت مصادر مقربة من مليشيات "الحشد الشعبي" لـ"العربي الجديد" أنّ "قائد فيلق القدس قاسم سليماني، وصل إلى بغداد منذ أول من أمس وعقد سلسلة لقاءات مع زعماء المليشيات المشاركة في معركة الموصل، ضمن المحور الجنوبي المعروف باسم محور القيارة".
وأشار قيادي بارز في "الحشد" إلى أنّ "قاسم سليماني وصل برفقة مجموعة من مساعديه وعناصر من الحرس الثوري الإيراني إلى بغداد بهدف التنسيق لمعركة الموصل"، معلقاً على زيارة سليماني بالقول إنّه "لا يمكن أن تفوته هذه المعركة المهمة".
ويأتي وصول سليماني في وقت تتوافد فيه مليشيات "الحشد" على المحور الجنوبي للموصل، تحديداً قرى القيارة والشورة، بصحبة قياداتهم العسكرية، في ظل تسريبات تتحدث عن أنّ وصول القائد إلى بغداد يأتي للمشاركة في المعارك الجارية، وسط خلاف أو تضارب معلومات من أنّ سليماني سيشارك بمعركة الموصل وأخرى تقول إنّه سيشارك في معركة تلعفر القريبة من الحدود السورية.
وفي هذا السياق، يعزز ذلك إعلاناً رسمياً لقيادة العمليات المشتركة، اليوم الأربعاء، أكّدت فيه "انطلاق مهام الحشد الشعبي بالمحور الجنوبي من الموصل" من دون أنّ تحدد طبيعة تلك المهمة، على الرغم من أنّها تشارك فعلياً في المعارك مع الجيش منذ أول ساعات انطلاق المعارك.
وقال ضابط رفيع في الجيش العراقي، لـ"العربي الجديد" إنّ "سليماني وصل بغداد قادماً من السليمانية (شمالي العراق) وبرفقته قيادات إيرانية بالحرس الثوري"، مؤكّداً أنّ "القائد دخل على خط معركة الموصل وعقد اجتماعات مع قيادات مليشيا الحشد".
ولفت إلى أنّ "رئيس الحكومة، حيدر العبادي، يعلم بوصول سليماني لكنه لم يلتق به، كما من غير المعلوم ما إذا كان العبادي سيوافق على مشاركة سليماني بالأمر أو لا".
ونقل الضابط عن سليماني قوله إنّه "لن يعود إلى بلاده قبل الاطمئنان على سير معركة الموصل"، مشيراً إلى أنّ "المسؤول الإيراني الذي يدير تحركات الحرس الثوري الإيراني في العراق، كثّف لقاءاته بقيادات ميدانية عراقية خلال الساعات الأخيرة".