تتواصل التحضيرات العسكرية العراقية لمعركة الموصل، التي لم يتحدّد موعد نهائي لها حتى الآن، في الوقت الذي يواصل فيه تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) توجيه ضربات بقذائف وصواريخ تستهدف تجمعات قوات أمنية عراقية وأخرى من "البيشمركة" الكردية، على أطراف المدينة، التي يسيطر عليها منذ أكثر من عام ونصف العام.
وفي إطار الاستعدادات، وصلت قوات من اللواء 91 التابعة للفرقة 16 في الجيش العراقي، يوم الاثنين، إلى مدينة مخمور (70 كيلومتراً جنوب شرق الموصل)، التي تحتشد فيها الفرقة 15 من الجيش العراقي، استعداداً للمعركة المرتقبة.
وتُفيد مصادر عسكرية عراقية لـ"العربي الجديد"، بأن "عديد القوات النظامية التي وصلت قرب الموصل، بلغت 3700 جندي عراقي، فيما بلغ عدد القوات العشائرية الجاهزة للمشاركة نحو خمسة آلاف مقاتل، في ظلّ مرابطة 2000 عنصر من البيشمركة على مقربة منهم".
أما عن المتطلّبات البشرية للهجوم، فتكشف المصادر أن "الهجوم لن يتمّ قبل أن يصبح عديد تلك القوات نحو 20 ألف مقاتل، يهاجمون من عدة محاور، وهو ما تعمل الحكومة الآن على التهيئة له من خلال مساعي إقناع مختلف الأطراف لمشاركة الحشد الشعبي، مثل حكومة الموصل المحلية، التي صوّتت سابقاً على رفض إشراك تلك المليشيات، فضلاً عن الجيش الأميركي في العراق، التي تتحفّظ قيادته على إشراك الحشد في المعركة".
اقرأ أيضاً: واشنطن تحذر من فيضان بسبب احتمال انهيار سد الموصل
مع العلم أنه جرى تسليح اللواء 91 وتجهيزه بمعدات حربية حديثة ومتطورة، وتلقت عناصره تدريبات مكثفة على مدى الأشهر الماضية على يد مدربين من عدة دول، أبرزها الولايات المتحدة وأستراليا وألمانيا وإسبانيا. من جهته، كشف العميد الركن عبد الكريم محسن، من قيادة عمليات الجيش، صنف مشاة، لـ"العربي الجديد"، أن "هناك ثلاثة آلاف متطوع سينتهي تدريبهم في غضون شهر، كما أن هناك لواء مدرّع يخضع لتدريب الأميركيين، سينتهي من برنامج تأهيله قريباً جداً"، مضيفاً أن "العبء الأكبر سيقع على الطيران الذي من المقرر أن ينهك قوات داعش، قبل أي تقدم". وعن الموعد المقرر لعمليات التحرير، قال محسن إنه "سيكون في الربع الأخير من هذا العام، وقد تكون معركة تعيد داعش بعدها إلى مفهوم الخلايا والعصابات المبعثرة بالعراق وليس كما الحال اليوم".
وكان رئيس هيئة أركان الجيش الأميركي الجنرال جوزف دنفورد، قد قال في مؤتمر صحافي عقده مع وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر، أواخر شهر فبراير/ شباط الماضي: "لقد وضع العراقيون خطتهم، وقدموها إلى الجنرال شون مكفرلاند، قائد عمليات العزيمة الصلبة (عملية عسكرية أطلقتها واشنطن ضمن التحالف الدولي ضد داعش في العراق وسورية)". وتابع في حينه قائلاً: "ندرس الخطة العراقية، ونعمل مع القيادة المركزية للمنطقة الوسطى للجيش الأميركي، لتقديم التوصيات بخصوص ما يمكننا عمله".
مع ذلك، رفض دنفورد تحديد موعد أو فترة زمنية لانطلاق العمليات في الموصل، إلا أنه أكد في تصريحات صحافية أخيرة، على أن "تحضيرات المعركة قد بدأت مقدماً، أو بعبارة أخرى، نقوم بعزل الموصل، في هذه اللحظة، وهو الشيء نفسه الذي نفعله في الرقة (معقل داعش في سورية) الآن، لذا فإن هذا ليس أمراً سيحدث في المستقبل البعيد جداً".
ومع بدايات العام 2016، بدأ التحرك الأميركي يأخذ منحى أكثر جدية، وتمركز مئات الجنود الأميركيين في قاعدتي سبايكر والبكر الجويتين، الواقعتين في محافظة صلاح الدين (160 كيلومتراً إلى الشمال من العاصمة العراقية بغداد)، منذ 3 فبراير الماضي، بالإضافة إلى عدد من القواعد العسكرية الأخرى في محافظات ديالى وكركوك وبغداد والموصل ومدينة سامراء.
وسبق أن ذكرت تقارير أميركية في وقت سابق، أن تعداد القوات الأميركية في العراق حالياً تجاوز الـ12 ألف جندي، معظمهم من القوات الخاصة، بناءً على طلب الحكومة العراقية وتمهيداً للتدريب والمشاركة في استعادة المناطق التي يسيطر عليها "داعش".
تأتي الاستعدادات في وقتٍ تواصل فيه قوات التحالف الدولي قصف مواقع لـ"داعش"، بينما يواصل الأخير قصفه لمواقع القوات العراقية و"البيشمركة". في هذا الإطار، شنّ "داعش" هجمات بصواريخ "كاتيوشا" الأسبوع الماضي، على معسكر القطعات التابعة للفرقة 15، في منطقة مخمور، أسفر عن وقوع قتلى وجرحى وحرق مقرات وآليات، وفقاً لتأكيد رائد عراقي، لـ"العربي الجديد". كما أطلق التنظيم صواريخ على مقرّات لـ"البيشمركة"، في كركوك، يوم الثلاثاء.
لم يتوقف الأمر على ذلك، بل إن "داعش" يحاول استهداف القوات الأميركية، وقد أعلن يوم الأحد، أنه أسقط طائرة حربية أميركية خلال معارك مع "البيشمركة" يوم السبت في منطقة شندوخة التابعة لمدينة أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق.
من جهته، قال قائد العمليات في البحرية الأميركية، الأميرال جون ريتشاردسون، لصحيفة "واشنطن بوست"، إن "طائراتٍ حوامة تابعة للبحرية أنقذت أفراد الطاقم الأربعة، بعد هبوط اضطراري"، من دون أن يذكر أنها تعرضت لعملية إسقاط من قبل التنظيم.
اقرأ أيضاً: الجيش العراقي يستأجر الأرض التي سينطلق منها لتحرير الموصل
في غضون ذلك، أسقطت طائرات عراقية، أخيراً، منشورات على مدينة الموصل جاء فيها أن "أبناءكم في الجيش العراقي أنهوا التحضيرات العسكرية لتحريركم من ظلم وسيطرة تنظيم داعش"، داعية أهالي المدينة ليكونوا "عوناً لقواتهم المسلحة في هذه المعركة".
في السياق، نوّه نائب رئيس مجلس نينوى نور الدين قبلان، في تصريح صحافي له، إلى أن "عملية تحرير الموصل بدأت منذ تحشيد القوات العسكرية في مخمور، وهناك عمليات قصف من قبل مدفعية الجيش لجنوب الموصل".
وعن "ساعة الصفر"، قال إن "ساعة الصفر بيد القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي حصراً"، مؤكداً أنه "لا يحق للتحالف الدولي وأي جهة أخرى إعلان ساعة الصفر لتحرير الموصل، رغم أن هناك تنسيقاً عالياً بين قادة التحالف والحكومة في بغداد".
يأتي ذلك في وقت اعتبر فيه مراقبون أن المهمة لن تكون سهلة مطلقاً، وأن "تأخر وقت عملية التحرير تسبّب في صعوبتها". في هذا السياق، يقول العقيد المتقاعد جاسم العبيدي، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "داعش وبعد سنة وتسعة أشهر من التمركز في المدينة، عمل على تحصينها، ووضع مهاماً عديدة لأفراده في حالات الهجوم والدفاع".
ويضيف أنه "لا يمكن بأي حال من الأحوال الاستهانة بقدرات التنظيم العسكرية، ويتضح من خلال معارك خاضوها، وعمليات نوعية نفذوها، أنهم متمرسون، يضاف إلى ذلك أنهم يتحصنون بالمدنيين، وهذا كله يصعّب من المهمة، لكني لا أقول إنها مستحيلة".
ويشرح العبيدي "الفرق في القوة والإمكانات بين قوات التحالف التي تملك أحدث التقنيات العسكرية، والعمليات الجوية، يضاف إليها القوة العسكرية العراقية البرية، بالإضافة إلى القوات الكردية"، ليخلص إلى القول إن "قراءة القوات الأميركية للمعركة أدق، فهم يؤكدون أن الموعد ليس قريباً، فيما تحاول الحكومة العراقية الإسراع في إطلاقها".
أما عن قوة "داعش" في الرمادي، فيقول "داعش عَرّف عن قوته في الرمادي التي تركها مدينة مدمرة خربة، ما زالت حتى الآن خطرة، برغم خلوّها من عناصر التنظيم، لأنه فخّخ كل شيء فيها، وحتى الآن تخاف القوات العراقية دخول بعض أحيائها، لأنها مفخخة".
كما يرى العبيدي أن "عناصر داعش يعملون في عمليات القنص، ويملك التنظيم صواريخ متوسطة وقريبة المدى، ويستخدم المواد الكيمياوية في القصف، يضاف إلى ذلك تمتع عناصره بروح الانغماس، وثقافة الانتحار، تلك عوامل ليست سهلة ويجب أخذها بالحسبان".
اقرأ أيضاً: العراق: استمرار الحشد العسكري للموصل وغموض حول موعد الهجوم
وفي إطار الاستعدادات، وصلت قوات من اللواء 91 التابعة للفرقة 16 في الجيش العراقي، يوم الاثنين، إلى مدينة مخمور (70 كيلومتراً جنوب شرق الموصل)، التي تحتشد فيها الفرقة 15 من الجيش العراقي، استعداداً للمعركة المرتقبة.
أما عن المتطلّبات البشرية للهجوم، فتكشف المصادر أن "الهجوم لن يتمّ قبل أن يصبح عديد تلك القوات نحو 20 ألف مقاتل، يهاجمون من عدة محاور، وهو ما تعمل الحكومة الآن على التهيئة له من خلال مساعي إقناع مختلف الأطراف لمشاركة الحشد الشعبي، مثل حكومة الموصل المحلية، التي صوّتت سابقاً على رفض إشراك تلك المليشيات، فضلاً عن الجيش الأميركي في العراق، التي تتحفّظ قيادته على إشراك الحشد في المعركة".
اقرأ أيضاً: واشنطن تحذر من فيضان بسبب احتمال انهيار سد الموصل
مع العلم أنه جرى تسليح اللواء 91 وتجهيزه بمعدات حربية حديثة ومتطورة، وتلقت عناصره تدريبات مكثفة على مدى الأشهر الماضية على يد مدربين من عدة دول، أبرزها الولايات المتحدة وأستراليا وألمانيا وإسبانيا. من جهته، كشف العميد الركن عبد الكريم محسن، من قيادة عمليات الجيش، صنف مشاة، لـ"العربي الجديد"، أن "هناك ثلاثة آلاف متطوع سينتهي تدريبهم في غضون شهر، كما أن هناك لواء مدرّع يخضع لتدريب الأميركيين، سينتهي من برنامج تأهيله قريباً جداً"، مضيفاً أن "العبء الأكبر سيقع على الطيران الذي من المقرر أن ينهك قوات داعش، قبل أي تقدم". وعن الموعد المقرر لعمليات التحرير، قال محسن إنه "سيكون في الربع الأخير من هذا العام، وقد تكون معركة تعيد داعش بعدها إلى مفهوم الخلايا والعصابات المبعثرة بالعراق وليس كما الحال اليوم".
وكان رئيس هيئة أركان الجيش الأميركي الجنرال جوزف دنفورد، قد قال في مؤتمر صحافي عقده مع وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر، أواخر شهر فبراير/ شباط الماضي: "لقد وضع العراقيون خطتهم، وقدموها إلى الجنرال شون مكفرلاند، قائد عمليات العزيمة الصلبة (عملية عسكرية أطلقتها واشنطن ضمن التحالف الدولي ضد داعش في العراق وسورية)". وتابع في حينه قائلاً: "ندرس الخطة العراقية، ونعمل مع القيادة المركزية للمنطقة الوسطى للجيش الأميركي، لتقديم التوصيات بخصوص ما يمكننا عمله".
مع ذلك، رفض دنفورد تحديد موعد أو فترة زمنية لانطلاق العمليات في الموصل، إلا أنه أكد في تصريحات صحافية أخيرة، على أن "تحضيرات المعركة قد بدأت مقدماً، أو بعبارة أخرى، نقوم بعزل الموصل، في هذه اللحظة، وهو الشيء نفسه الذي نفعله في الرقة (معقل داعش في سورية) الآن، لذا فإن هذا ليس أمراً سيحدث في المستقبل البعيد جداً".
ومع بدايات العام 2016، بدأ التحرك الأميركي يأخذ منحى أكثر جدية، وتمركز مئات الجنود الأميركيين في قاعدتي سبايكر والبكر الجويتين، الواقعتين في محافظة صلاح الدين (160 كيلومتراً إلى الشمال من العاصمة العراقية بغداد)، منذ 3 فبراير الماضي، بالإضافة إلى عدد من القواعد العسكرية الأخرى في محافظات ديالى وكركوك وبغداد والموصل ومدينة سامراء.
تأتي الاستعدادات في وقتٍ تواصل فيه قوات التحالف الدولي قصف مواقع لـ"داعش"، بينما يواصل الأخير قصفه لمواقع القوات العراقية و"البيشمركة". في هذا الإطار، شنّ "داعش" هجمات بصواريخ "كاتيوشا" الأسبوع الماضي، على معسكر القطعات التابعة للفرقة 15، في منطقة مخمور، أسفر عن وقوع قتلى وجرحى وحرق مقرات وآليات، وفقاً لتأكيد رائد عراقي، لـ"العربي الجديد". كما أطلق التنظيم صواريخ على مقرّات لـ"البيشمركة"، في كركوك، يوم الثلاثاء.
لم يتوقف الأمر على ذلك، بل إن "داعش" يحاول استهداف القوات الأميركية، وقد أعلن يوم الأحد، أنه أسقط طائرة حربية أميركية خلال معارك مع "البيشمركة" يوم السبت في منطقة شندوخة التابعة لمدينة أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق.
من جهته، قال قائد العمليات في البحرية الأميركية، الأميرال جون ريتشاردسون، لصحيفة "واشنطن بوست"، إن "طائراتٍ حوامة تابعة للبحرية أنقذت أفراد الطاقم الأربعة، بعد هبوط اضطراري"، من دون أن يذكر أنها تعرضت لعملية إسقاط من قبل التنظيم.
اقرأ أيضاً: الجيش العراقي يستأجر الأرض التي سينطلق منها لتحرير الموصل
في غضون ذلك، أسقطت طائرات عراقية، أخيراً، منشورات على مدينة الموصل جاء فيها أن "أبناءكم في الجيش العراقي أنهوا التحضيرات العسكرية لتحريركم من ظلم وسيطرة تنظيم داعش"، داعية أهالي المدينة ليكونوا "عوناً لقواتهم المسلحة في هذه المعركة".
في السياق، نوّه نائب رئيس مجلس نينوى نور الدين قبلان، في تصريح صحافي له، إلى أن "عملية تحرير الموصل بدأت منذ تحشيد القوات العسكرية في مخمور، وهناك عمليات قصف من قبل مدفعية الجيش لجنوب الموصل".
وعن "ساعة الصفر"، قال إن "ساعة الصفر بيد القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي حصراً"، مؤكداً أنه "لا يحق للتحالف الدولي وأي جهة أخرى إعلان ساعة الصفر لتحرير الموصل، رغم أن هناك تنسيقاً عالياً بين قادة التحالف والحكومة في بغداد".
يأتي ذلك في وقت اعتبر فيه مراقبون أن المهمة لن تكون سهلة مطلقاً، وأن "تأخر وقت عملية التحرير تسبّب في صعوبتها". في هذا السياق، يقول العقيد المتقاعد جاسم العبيدي، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "داعش وبعد سنة وتسعة أشهر من التمركز في المدينة، عمل على تحصينها، ووضع مهاماً عديدة لأفراده في حالات الهجوم والدفاع".
ويشرح العبيدي "الفرق في القوة والإمكانات بين قوات التحالف التي تملك أحدث التقنيات العسكرية، والعمليات الجوية، يضاف إليها القوة العسكرية العراقية البرية، بالإضافة إلى القوات الكردية"، ليخلص إلى القول إن "قراءة القوات الأميركية للمعركة أدق، فهم يؤكدون أن الموعد ليس قريباً، فيما تحاول الحكومة العراقية الإسراع في إطلاقها".
أما عن قوة "داعش" في الرمادي، فيقول "داعش عَرّف عن قوته في الرمادي التي تركها مدينة مدمرة خربة، ما زالت حتى الآن خطرة، برغم خلوّها من عناصر التنظيم، لأنه فخّخ كل شيء فيها، وحتى الآن تخاف القوات العراقية دخول بعض أحيائها، لأنها مفخخة".
كما يرى العبيدي أن "عناصر داعش يعملون في عمليات القنص، ويملك التنظيم صواريخ متوسطة وقريبة المدى، ويستخدم المواد الكيمياوية في القصف، يضاف إلى ذلك تمتع عناصره بروح الانغماس، وثقافة الانتحار، تلك عوامل ليست سهلة ويجب أخذها بالحسبان".
اقرأ أيضاً: العراق: استمرار الحشد العسكري للموصل وغموض حول موعد الهجوم