وتشير الوقائع الميدانية إلى أنّ فصائل المليشيات تتخبط في الصحراء الشاسعة، ولم تستطع تحقيق أي من أهدافها، فيما أكّدت مصادر عسكرية محاولة قادة المليشيات الاستعانة بالجيش للسيطرة على الموقف.
وفي هذا السياق، أوضح ضابط في قيادة عمليات "قادمون يا نينوى"، لـ"العربي الجديد"، إنّ "جميع القطعات العراقية والبشمركة حققت تقدماً كبيراً في المحاور التي تولّت مهمة تحريرها، ما عدا الحشد الشعبي"، مبيّناً أنّ "المحور الغربي الذي أنيط بالحشد لا يزال حتى الآن تحت سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، ولا يوجد أي تقدّم ميداني حقيقي فيه".
وأشار إلى أنّه "عندما تم تقسيم المحاور بين القطعات، تم تكليف الحشد بهذا المحور على أن لا تدخل الموصل، لكنّ الحشد" والتي استقدمت تعزيزات عسكرية كبيرة من فصائلها، تحاول السيطرة على الطريق الرابط بسورية، وتحاول بالوقت ذاته الوصول إلى تلعفر، لكنّ الصحراء الشاسعة أربكت صفوفها بشكل كبير، وخبرة "داعش" في هذه الصحراء منحته الفرصة ليكثّف هجماته وتعرضاته الخاطفة على قواطع الحشد. الأمر الذي فرض على المليشيا واقعاً ميدانياً لم تعتد القتال فيه، ما تسبب بتخبطها بشكل كبير".
ولفت إلى أنّ "عدم دخول طيران التحالف إلى هذا المحور، وعدم توفيره الغطاء الجوي لـ"الحشد"، إحدى العقبات الكبيرة التي اعترضت طريق تقدّم المليشيا"، مشيراً إلى أنّ "الحشد لم تستطع السيطرة حتى الآن إلّا على قرى نائية بأطراف بلدتي الحضر والبعاج".
وفي السياق، أكّد ضابط في وزارة الدفاع أنّ "قادة الحشد يحاولون التنسيق مع وزارة الدفاع لإدخال قطعات من الجيش في هذا المحور".
وقال الضابط، لـ"العربي الجديد"، إنّ "قادة الحشد يحاولون التغطية على فشل فصائلهم بتحقيق تقدّم في المحور الغربي، من خلال التحدّث عن انتصارات متعاقبة وتحرير عشرات القرى"، مستدركاً "لكنّهم يحاولون التنسيق مع وزارة الدفاع للاستعانة بقطعات الجيش في هذا المحور للتغطية على الفشل وإحراز تقدم بسيط على الأقل".
وأضاف أنّ "موضوع مشاركة القطعات العراقية لم تستطع حسمه وزارة الدفاع، وأنّه طرح أمام رئيس الحكومة حيدر العبادي باعتباره القائد العام للقوات المسلحة للبت به، بعد دراسته من كافة الجوانب".
وأحرزت القطعات العراقية وقوات "البشمركة" تقدماً كبيراً في المحاور التي تتولى القتال فيها، وأصبحت اليوم على مشارف مدينة الموصل.