معركة الحديدة تخلق أزمة بنزين في مناطق الحوثيين

14 يونيو 2018
نقص كبير في إمدادات الوقود بسبب الحرب (فرانس برس)
+ الخط -


تسببت معركة الحديدة في أزمة وقود خانقة بالمدينة الخاضعة للحوثيين والمطلة على البحر الأحمر (غرب البلاد)، فيما أغلقت أغلب محطات تعبئة الوقود بالعاصمة اليمنية صنعاء، وشوهدت عشرات السيارات تصطف في طوابير طويلة أمام المحطات التي لا تزال مفتوحة، وسط توقعات باختفاء البنزين بشكل تام غداً الخميس.

وقال سكان محليون لـ"العربي الجديد" إن الأزمة بدأت منذ منتصف الأربعاء، حيث ساد أسواق المدينة الساحلية حالة هلع مع إعلان القوات الحكومية اليمنية عن بدء معركة تحرير الحديدة من المتمردين الحوثيين بإسناد جوي من طيران التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات، حيث سارع مئات من السكان إلى تعبئة مركباتهم بالبنزين وبدأوا بالنزوح إلى محافظات مجاورة.

وقال محمد مسلم لـ"العربي الجديد"، "بعد الإعلان عن معركة تحرير الحديدة هرعت إلى محطة الوقود لتعبئة سيارتي بالبنزين والنزوح إلى الريف، وفوجئت بطابور طويل وبارتفاع أسعار البنزين بنسبة 30%، يتوقع السكان أن تتوقف مظاهر الحياة وتغلق محطات الوقود مع اقتراب القوات الحكومية من محيط المدينة.

وأعلنت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، فجر الأربعاء، عن بدء معركة تحرير الحديدة من الحوثيين، وقالت في بيان إنها ستقوم بدعم من التحالف العربي بعد التحرير الكامل لميناء الحديدة بواجبها الوطني تجاه أبناء المحافظة، وستعمل على التخفيف من معاناتهم والعمل على إعادة الحياة الطبيعية.



وتقع الحديدة على بعد 230 كيلومتراً من العاصمة صنعاء، التي استولى عليها الحوثيون في انقلاب مسلح عام 2014، وعلى رغم تلقيهم ضربات جوية من التحالف الذي تقوده السعودية لا يزال الحوثيين يسيطرون على العاصمة اليمنية وعدة محافظات في شمال وغرب البلاد.

وانعكست معركة الحديدة على العاصمة اليمنية صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين، وشهدت أسواق المدينة حالة من الهلع وأزمة خانقة في البنزين والديزل والغاز المنزلي، وطوابير المركبات أمام محطات الوقود مع ارتفاع الأسعار.

وشوهدت عشرات المركبات تصطف في طوابير طويلة أمام محطات البنزين، وسط مخاوف من انعدام البنزين وارتفاع أسعاره على خلفية المعارك في الساحل الغربي للبلاد.

وطمأنت شركة النفط التابعة للحوثيين السكان، وأكدت أن البنزين متوفر بكميات كافية، وحذرت ملاك المحطات من استغلال الإشاعات حول وجود أزمة للتلاعب بالأسعار.

وقال سكان محليون لـ"العربي الجديد" إن متاجر المواد الغذائية شهدت ازدحاماً نهار اليوم الأربعاء، حيث يقبل السكان على شراء السلع تحسباً لاغلاق متوقع لميناء الحديدة، ما قد يهدد باختفاء السلع وارتفاع الأسعار.

وكانت العاصمة اليمنية وبقية مناطق الحوثيين شهدت أزمة مماثلة عقب قرار التحالف الذي تقوده السعودية بإغلاق ميناء الحديدة مطلع نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، حيث شهدت أسعار المواد الغذائية والوقود ارتفاعاً تراوح بين 10% و30%.

ويقول خبراء في الاقتصاد إن معركة الحديدة تهدد بأزمات خانقة في السلع والوقود وارتفاع قياسي للأسعار، وإن الوضع سيكون كارثياً في حال تضرر الميناء وإغلاقه لفترة طويلة.

دلالات
المساهمون