وقصفت قوات المعارضة السورية، ممثّلةً بـ"فيلق الشام"، حواجز قوات النظام وقوات "حزب الله" اللبناني في الزهراء، بأكثر من 20 صاروخاً من صواريخ "غراد" والكاتيوشا قصيرة المدى، بالإضافة إلى قصفها نقاط تمركز قوات النظام والمليشيات المحلية والأجنبية الموالية له، بالصواريخ المحلية الصنع وقذائف الهاون.
وتجدّدت الاشتباكات بين قوات المعارضة من جهة وقوات النظام و"حزب الله" من جهة ثانية على محوري ماير ــ الزهراء وبيانون ــ الزهراء. وأفاد الناشط الإعلامي ثائر الشمالي، في حديث لـ"العربي الجديد"، بقيام قوات المعارضة بمهاجمة حواجز قوات النظام، الواقعة في الجهتين الشرقية والجنوبية من الزهراء، بالتزامن مع قصف مدفعية قوات المعارضة الحواجز. واندلعت إثر ذلك اشتباكات عنيفة بين الطرفين، من دون أن تتمكّن قوات المعارضة من السيطرة على الحواجز حتى الآن.
وتسعى المعارضة إلى السيطرة مجدداً على الحي الشرقي من الزهراء، والذي يشرف بشكل مباشر على طريق بيانون ــ ماير، بهدف الاستفادة منه في تأمين طريق يصل مناطق سيطرة المعارضة في ريف حلب الشمالي، بمناطق سيطرتها في ريف حلب الغربي.
ويأتي الهجوم الذي تشنّه قوات المعارضة على بلدة الزهراء، بعد أيام فقط من تمكن "حركة حزم"، أحد أهم تشكيلات المعارضة في حلب، من استعادة السيطرة على منطقة المعامل، الواقعة إلى الجنوب من بلدة حندرات، والتي تمكنت قوات النظام من السيطرة عليها أخيراً.
وتمكّنت قوات المعارضة من إعادة الوضع الميداني عملياً، إلى ما كان عليه قبل ثلاثة أشهر، وذلك باستعادتها السيطرة على جميع النقاط التي سيطرت عليها قوات النظام في محاولاتها المستمرة للسيطرة على منطقة الملاح الاستراتيجية، انطلاقاً من حندرات، وذلك بهدف السيطرة النارية على طريق الكاستلو، آخر خطوط إمداد قوات المعارضة الرئيسية إلى مناطق سيطرتها في مدينة حلب.
وردّت قوات النظام على هذا التراجع الميداني لقواتها البرية، وفشلها في تحقيق التقدّم في منطقة الملاح، باستخدام سلاح الطيران لقصف الطرق التي تستخدمها قوات المعارضة في الإمداد بين مناطق سيطرتها في مدينة حلب ومناطق سيطرتها في ريف حلب الشمالي، من دون أن يؤثر ذلك عملياً في تحرّك قوات المعارضة على خطوط الإمداد الخاصة بها، خصوصاً في ظلّ سوء الأحوال الجوية في الأيام الأخيرة، والذي أدّى إلى تحييد سلاح الطيران التابع لقوات النظام لفترات طويلة.
وتستمرّ معركة خطوط الإمداد بين قوات النظام السوري وقوات المعارضة، شمال حلب للشهر السادس على التوالي، وتحاول قوات النظام فصل مناطق سيطرة قوات المعارضة في حلب عن مناطق سيطرتها في ريفي حلب الشمالي والغربي، في الوقت الذي تتصدّى فيه قوات المعارضة لهذه المحاولات منذ أشهر، لمنع قوات النظام من الاستفادة من التغطية النارية التي توفرها طائراتها ومدفعيتها في تحقيق هدفها، المتمثل بحصار مناطق سيطرة المعارضة في حلب.
وتستفيد قوات المعارضة في ريف حلب من تشغيلها لمعبرين حدوديين، يصلان مناطق سيطرتها بالأراضي التركية. وتسيطر "الجبهة الشامية" التي تمثّل اتحاد فصائل المعارضة الكبرى في مدينة حلب وريفها، على معبر باب السلامة الحدودي، الواقع قرب مدينة أعزاز في ريف حلب الشمالي.
كما أن قوات المعارضة تستفيد من تشغيل معبر باب الهوى الحدودي، الواقع في ريف إدلب الشمالي، غرب حلب، كونه قريباً من ريف حلب الغربي الذي تسيطر عليه قوات المعارضة كلياً. ولا يُمكن لقوات النظام السوري، أن تشكل خطراً وفق المعطيات الميدانية الحالية على سيطرة قوات المعارضة على المعابر الحدودية، التي تصل مناطق سيطرتها مع الأراضي التركية، في الوقت الذي يُشكّل فيه تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) خطراً محتملاً على معبر باب السلامة، وذلك في حال تمكّنه من التقدم في ريف حلب الشمالي، حيث توجد قواته حالياً على بعد أقل من 30 كيلومتراً شرق مدينة أعزاز.