حمّل الحوثيون، الأحد، التحالف السعودي، عواقب الحصار ومنع السفن النفطية من الوصول إلى ميناء الحديدة، وذلك بعد ساعات من السماح بدخول سفينة وقود تحمل 29 طن من مادة البنزين.
ورفض الحوثيون، الامتثال للمطالب الأممية بالتنسيق على آلية استيراد الوقود عبر الموانئ الخاضعة لسيطرتهم بما يضمن عدم مساسهم بالإيرادات الخاصة بها، بعد اتهامات الحكومة الشرعية لهم بسحب ما يعادل 60 مليون دولار منها، أواخر إبريل/نيسان الماضي.
وواصلت جماعة الحوثيين، الضغط على الأمم المتحدة والحكومة الشرعية، عبر الملف الإنساني، وحمّلت التحالف السعودي تبعات العواقب الوخيمة للحصار ومنع وصول المشتقات النفطية.
وقالت شركة النفط الحوثية، في بيان نقلته قناة "المسيرة" الناطقة بلسان الجماعة، إنها تعمل الآن بـ"خطة الطوارئ" في ظل تدهور الوضع التمويني للوقود، واعتبرت إطلاق التحالف السعودي لسفينة أو سفينتين "محاولة لذر الرماد على العيون وانتقائية لا تتناسب مع حجم الأزمة التموينية بالغة الخطورة".
وفيما اتهمت التحالف السعودي باستمرار احتجاز 20 سفينة وقود أمام ميناء جازان، طالبت شركة النفط الحوثية المجتمع الدولي للتدخل، تفاديا لوقوع ما لا تُحمد عقباه.
ولم يتوقف التصعيد الحوثي عند شركة النفط، فوزارة الصحة التابعة للجماعة، أصدرت بيانا جديدا، دعت فيه هذه المرة " الأمم المتحدة والمجتمع الدولي والدول الإسلامية"، للتحرك الجاد لرفع الحصار السعودي وتمكين السفن النفطية من الوصول إلى ميناء الحديدة.
وذكرت الوزارة، أن انتهاء المشتقات النفطية سيهدد حياة أكثر من 3500 من مرضى الغسل الكلوي خلال أسبوع، والحال ينطبق على بقية الأمراض المزمنة، وفقا لقناة "المسيرة" الحوثية.
وكررت الصحة الحوثية ذكر العواقب التي أوردتها في بيانات سابقة، وقالت "إن أول ساعات انتهاء المشتقات النفطية المتوفرة حاليا في المستشفيات يعني وفاة ألف مريض في غرف العنايات أو في الحضانات".
وعلى الرغم من أن كمية الوقود التي وصلت اليوم الأحد تكفي لمدة 10 أيام ، وفقا لمصدر حكومي، فضلا عن استمرار وصول الوقود عبر المنافذ البرية من مناطق الحكومة المعترف بها دوليا، إلا أن الصحة الحوثية، زعمت أن الأزمة ستؤدي إلى إغلاق حوالي 5000 مركز ومستوصف حكومي وخاص.
وقال المصدر الحكومي، الذي طلب عدم الكشف عن هويته لـ"العربي الجديد"، إن جماعة الحوثيين تحاول فقط ابتزاز الشرعية والأمم المتحدة بالملف الإنساني، بعد خرقها للاتفاقات الخاصة بآلية استيراد الوقود.
وكان المبعوث الأممي مارتن غريفيث، قد اتهم الحوثيين بصراحة بسحب الأموال التي تم جمعها من الحساب المؤقت بإيرادات الوقود التي تدخل عبر بنك الحديدة، بشكل أحادي الجانب، لافتا إلى أن مكتبه طالب الجماعة بـ" تنفيذ سلسلة من التدابير الصحيحة وتزويده بالمعلومات المتعلقة بكيفية صرف تلك المبالغ من الحساب المشترك".
وقال غريفيث في حوار مع موقع أخبار الأمم المتحدة، إن الآلية التي رعتها الأمم المتحدة، نصت على إنشاء حساب مؤقت في فرع البنك المركزي اليمني في الحديدة تودع فيه الضرائب والجمارك والإيرادات من سفن الوقود والمشتقات النفطية التي تدخل عبر ميناء الحديدة، ومن ثم صرفها بموجب آلية يتم الاتفاق عليها لسداد رواتب موظفي الخدمة المدنية، إلأ أن تلك الترتيبات توقفت للأسف في الوقت الحالي بعد قيام أنصار الله بسحب الأموال التي تم جمعها.
وأشار إلى أنه ترتب على ذلك السحب، تعطيل التدابير المؤقتة توقف دخول سفن الوقود والمشتقات النفطية إلى ميناء الحديدة، لافتا إلى أن الحكومة اليمنية سمحت بدخول أربع سفن بشكل استثنائي لدواعٍ إنسانية، كما عبرت الحكومة اليمنية عن استعدادها للعمل مع مكتبي على إيجاد حل مستدام للمشكلة.
وأثارت الاتهامات الأممية سخط الحوثيين، والذي اتهموا مبعوثها بالانحياز، وبأنه أصبح جزء من المشكلة ويعمل على إطالة أمد الحرب.