معرض محمد سبأ.. اليمن لا يعرف الحرب

22 يوليو 2018
(من المعرض)
+ الخط -
لم يغادر الفنان التشكيلي اليمني محمد سبأ (1983) تلك المساحة الواقعية التي يستحضر فيها ذاكرة بلاده قبل أن تنشب فيها الحرب والصراعات الداخلية، فهو لا يريد أن يرى سوى جماليات العمارة التقليدية في صنعاء وغيرها من المدن غير ممسوسة بأذى أو تخريب.

في معرضه الجديد "مقتطفات يمنية" الذي افتتح في "أكاديمية الفنون" في القاهرة في الخامس عشر من الشهر الجاري ويتواصل حتى الثلاثين منه، يحضر اللون الأخضر في معظم اللوحات الذي يشكلّ خصوبة الأرض ولون الفتيات وهن يلعبن في أفنية بيوتهن، وجزءاً من زينة المرأة التي تنسدل فوق جيدها أو تلفّ ضفائرها.

يشير الفنان في تقديمه للمعرض إلى أنه "يعيد تقديم الماضي والتاريخ الذي تناسته الأجيال الجديدة التي لم تعرف سوى الحزن وتعاني نقصاً في مقومات الحياة والمعنويات في الوقت ذاته، فإعادة الحياة إلى الماضي عنصر لإراحة النفس بوجود البذرة الصالحة للحضارة وإمكانية إعادة إنباتها".

يحاكي أحد الأعمال معبد برّان جنوب مدينة مأرب التاريخية الذي يضمّ آثار سبأ في عهد الملكة بلقيس، ويتصدّره وجه فتاة تتساقط الدموع الغزيرة من عينيها، وفي أقصى اليمين حروف باللغة السبئية القديمة، وصورة لهدهد النبي سليمان.

وفي لوحة ثانية تظهر نساء يحملن الماء وتسير خلفهن الأغنام والماشية فوق المراعي الخضراء، التي تتناثر فوقها بيوت مطلية باللون الأبيض، في محاولة لإبراز الحياة الطبيعية التي كانت تعيشها المرأة دون قلق أو خوف.

كما يتناول في أحد الأعمال ثلاث سيدات منهمكات في قطاف حبوب البن فوق المرتفعات، مذّكراً بمواسم الحصاد هذه التي تعود إلى أكثر من خمسمئة عام، حين نشر متصوّفة اليمن القهوة لتصبح مشروباً لدى معظم فئات المجتمع العربي.

يتتبّع سبأ العديد من الحرف والمهن الشائعة في اليمن في لوحات تحمل عناوين "صائد السمك"، و"حامل العشب"، كما تحضر بائعات البيض واللبن، والحدادون والفلاحون، إلى جانب العديد من البوتريهات لسيدات بلباسهن الشعبي ويقمن بأعمالهن اليومية في المنزل والحقل والشارع.

المساهمون