معرض الكتاب البيروتي: النجومية للسياسيين والإعلاميين والفنانين... وليس للكتّاب

09 ديسمبر 2014
النائب حسن فضل الله (أنور عمرو/AFP/Getty)
+ الخط -

لا نجومية للكتّاب في بيروت هذا العام. إذا أزحنا أحلام مستغانمي جانباً، قد لا نجد كتاباً أدبيا "ضارباً". أصلا لا يوجد "كاتب نجم" في بيروت، ولا في العالم العربي ربّما. كاتب يستطيع أن يبيع آلاف النسخ، أو يتسابق القرّاء على كتبه. 

وبشكل عام، عاماً بعد عام، يتراجع حضور الكتاب في بيروت. يتراجع حضور القراءة. يتراجع حضور الكتابة نفسها. يتزايد الكتّاب أحيانا، ويقلّ الشراء. حفلات التوقيع هي الأكثر "جذباً". لا زحمة في دار إلا إذا كان هناك توقيع. وحتّى أعداد زوّار "التواقيع" تتراجع.

رغم أنّه، خلافا للأعوام الفائتة، لا اغتيالات ولا أحداث أمنية ولا عواصف مناخية. غالبا يكون الطقس البيروتي مشمساً أو قليل المطر. لكنّ هذا لم ينعكس زيادة في الإقبال. في أفضل الأحوال "المبيعات قريبة من أرقام السنوات الخمس الأخيرة، ولا تراجع"، بحسب المديرة العامة لـ"دار الآداب"، أحد أبرز دور نشر الروايات في لبنان.

معظم الزوّار يخرجون من المعرض بكتاب، من حفلة توقيع أقرب إلى "الواجب الاجتماعي"، أو بلا كتب، بعد "كزدورة" لطيفة بين الكتب و"الثقافة".

حتّى "رهجة" حفلات التوقيع تراجعت. وحدهم بعض "النجوم"، من إعلاميين وفنّانين وسياسيين، جمعوا بضع مئات في حفلات توقيعهم، أبرزهم الوزير، غازي العريضي، في كتابه "إسرائيل إلى الأقصى". آخرون لم يجمعوا حتّى 50 أو 100 زائر في أفضل الأحوال. لكنّ الوزير أو النائب يجمع محبّيه وطالبي القرب منه، وطالبي الخدمات، وليس القرّاء فقط، إذا لم نقل "ليس القرّاء أبداً".

إدارة المعرض متكتّمة حول أعداد الزوّار وحول أعداد الكتب التي بيعت، والأكثر قراءة بينها، "إلى أن ينتهي المعرض يوم الخميس"، بحسب رئيس "النادي الثقافي العربي" ومؤسّس "معرض الكتاب" قبل 58 عاماً، سميح البابا، في حديث مع"العربي الجديد".

أصلا لم يعد "نجوم" بيروت هم كتّابها، كما كان الحال في سنوات مضت إلى غير رجعة، على ما يبدو. النجوم الجدد هم المحلّلون السياسيون، الذين يظهرون على التلفزيون كثيراً. رغم أنّ واحدهم لم يكتب مقالة في حياته، ولا نشر كتاباً، وربّما لم يقرأ كتاباً أصلا. تلتقي بأحدهم في المعرض لتجد حوله العشرات، فيما يمشي وحيداً كاتب شاب لديه توقيع بعد يومين، أو آخر مخضرم كان نجماً ذات تسعينيّات أو قبل 10 سنوات.

وهذا إن دلّ على شيء فعلى أنّ الناس ما عادت تهتمّ بـ"الثقافة" في جانبها الأدبي. "الركّ" على كتب السياسة والتاريخ والإسلام. خلطة من التاريخ والإسلام والسياسة تكون سحرية. وفعلا فإنّ الكتاب المرشّح ليكون الأكثر مبيعاً، وقد تجاوزت مبيعاته الألف نسخة تقريباً، في سابقة حقيقية، هو كتاب "حزب الله والدولة في لبنان"، بقلم النائب عن "حزب الله" الدكتور حسن فضل الله، عن "دار المطبوعات للنشر والتوزيع".

الأهمّ أنّ المعرض "صامد"، ويقوم بدور إيجابي في بيروت. "يخرّج" كتّاباً جدداً، ويشجّع آخرين على الكتابة، ويرمي أحجاراً في مستنقع المشهد اللبناني المليء بالسياسيين والفنانين، والفقير بالكتّاب والأدباء، رغم أنّ الفنانين والسياسيين سرقوا "نجومية" المعرض هذا العام، وبدا الكتّاب وحيدين، أو في خلفية المشهد، وكما في الواقع، كذلك في المعرض.

المساهمون