ماذا تعني ظاهرة المعجبين في العالم العربي، وهل هي هوس اجتماعي أو مرض نفسي؟ إذ أحياناً ينعكس هذا الإعجاب سلباً على الفنانين أنفسهم. في السنوات الأخيرة، ومع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير، أصبح للفنانين مجموعات كبيرة من المعجبين، يختبئون وراءها للرد المباشر على خصوهم، ولكلّ من يتناولهم بالنقد، أو في توظيف ردود أفعال المعجبين من أجل غاياتهم الخاصّة.
أحمد، شاب من المولعين بالفنانة، نانسي عجرم. يقول أحمد لـ "العربي الجديد": "كنت صغيراً عندما تعلقت بالفنانة، نانسي عجرم، دون أن أعرف السبب الذي جعلني أفضلها على عدد كبير من المغنّين والمغنّيات، سواء في لبنان أو في العالم العربي. لم أكمل الخامسة عشرة، حتى زادَ تعلُّقي بنانسي عجرم أكثر، وقابلتها مرّة، وكان يوماً من أفضل الأيام بالنسبة لي. أحب نانسي لأنها متزنة في كل شيء، حتى في حياتها العادية الشخصيَّة. فهي أم لطفلتين، لم تنلْ منها الشائعات يوماً، وحافظت على تواضعها وبساطتها منذ انطلاقتها في الغناء".
تؤكد الفنانة، نانسي عجرم، أن المعجبين أصبحوا، اليوم، قوّةً بحدّ ذاتها لأي فنان، وهم جيش الدفاع الأساسي أحياناً عن وضع الفنان، خصوصاً في حالات الهجوم غير المبرر على مواقع التواصل الاجتماعي. تؤكد نانسي أنها قريبة جداً من معجبيها بطريقة شبه يومية، خصوصاً المعجبين المتواجدين في بعض دول المغرب، والذين يكرسون جزءاً كبيراً من أوقاتهم لمتابعة أخبارها، وبشكل خاصّ على موقع "انستغرام". و"أرى أن ذلك نتيجة حتمية لجهد الفنان وأعماله الغنائيّة، أو هو جزء مكمّل لعملنا والمتابعات التي تنقل إلينا، ووجهة نظر المُتلقّي لكلّ الأعمال التي نقوم بها". وتنفي نانسي عجرم صدور أي إهانات بحقّ زميلاتها من نادي معجبيها.
وحال أحمد مشابه لحال جورج المولع بالفنانة، إليسا، وهي برأيه اليوم، من أهم المغنّيات العرب، يقول جورج: "إليسا كَسَرت حائط المحليَّة، وأصبحت نجمةً كبيرة في العالم العربي والعالم. ولها مجموعةٌ لا بأس بها من المعجبين في دول أوروبيّةٍ. وعلى الرغم من بعض الانتقادات التي تُوجَّه لها، إلّا أنّنا متعصّبُون جدّاً لها، ولإنتاجاتها الغنائيَّة، التي ننتظرها بشغفٍ لا يُوصَف".
ويخصص عدد من الفنانين لقاءات دورية مع مجموعة من المعجبين، فيتفق المعجبون مع المدير أو المسؤول عن أعمال الفنان، على مقابلة خاصة يتجمع فيها كل من يرغب لإلقاء التحية والجلوس مع الفنان لوقت قصير، إضافةً إلى التقاط الصور التذكارية.
اقــرأ أيضاً
قد يكون نادي معجبي الفنانة اللبنانية، نجوى كرم، من أكبر النوادي أو المجموعات على مواقع التواصل الاجتماعي.
يساند هذا النادي، نجوى كرم، في نشاطها الفني وحفلاتها وجديدها الغنائي. تصف ندى، وهي فتاة من نادي معجبي نجوى كرم، بأنهم مجموعات كبيرة في لبنان والأردن والمغرب العربي، وحتى في الولايات المتحدة الأميركية، وأنَّ هناك تنسيقاً دائماً بين الجميع عبر مواقع التواصل الاجتماعي. "ونتبادل أحياناً المعلومات التي تتعلق بنشاط نجوى كرم، سواء على صعيد الحفلات، أو لأجل عقد مؤتمرٍ صحافي، وحتى تصوير أغنية جديدة مع مدير أعمال الفنانة السيد، طارق أبو جودة، الذي يُمهّد لنا الطريق لمقابلتها ولو دقائق. ويحصل ذلك أحياناً بطريقة سرية، أو مع عدد قليل من المعجبين، الذين يتابعون نشاط نجوى كرم بشكل دائم". وتتابع ندى: "أحياناً نجتمع لوداعها على المطار، بعد أن نخبرها بأنّنا نريد مقابلتها دقائق قبل السفر، وهي تكون سعيدة بهذا الوقت الذي لا يتعدّى الدقائق، إذ نقوم بالتقاط بعض الصور التذكارية إلى جانبها".
في المغرب، قبل عام، تجمَّع معجبو الفنانة، نجوى كرم، وأعدّوا لها احتفالاً داعماً لنشاطها في المغرب. ونفس الأمر في الأردن، عندما تسابق نادي المعجبين الأردنيين والفلسطينيين على الحجز، لحضور ليلة الفنانة اللبنانية، التي كانت دعت جميع معجبيها من فلسطين لملاقاتها في عمّان. أما الفنانة، نوال الزغبي، فهي أيضاً بحراسة مجموعة لا بأس بها من المعجبين، يمتازون بالعصبية، وأحياناً لا يتقبلون النقدّ الذي يطاول الزغبي، فيفتحون جبهات على موقع "تويتر" للرد.
وتمتلكُ الفنّانة المغربيّة، سميرة سعيد، حسابين على موقعي "فيسبوك" و"تويتر". وعلى الرغم من قلة عدد متابعيها، وهم حوالي 400 ألف مُتابع فقط على صفحتها الخاصة على موقع "تويتر"، إلا أنَّ سعيد تحقّق تفاعلاً كبيراً من خلالهم، وذلك من خلال التسويق لأعمالها الغنائية، وتبادل ردود الأفعال حول أغنية أو "كليب" قامت سعيد بإطلاقها حديثاً. ما يُسهم في نجاح الأعمال دون عناء، أو الاستعانة بالمتابعين المزورين، كما هي العادة بالنسبة لزملائها. واستطاع نادي معجبي الفنانة، سيرين عبد النور، أن يساعدوها قبل عامين، لاسترجاع صفحتها الخاصة على موقع "انستغرام" بعدما تعرَّضَت لقرصنة، ونجح مُحبّوها في حمايتها من هجوم كبير شنّه القراصنة على عبد النور.
التفاعل مع المعجبين
يتبين من خلال ما تقدم، أنَّ قدرة الفنان على التفاعل مع جمهوره اليوم، على مواقع التواصل الاجتماعي، تُعتبَر المُحرك الأول لما يُسمى نادي المعجبين. خصوصاً وأنّ التفاعل أو تخصيص جزء من وقت الفنانين أنفسهم للتفاعل مع المعجبين، والرد عليهم، يحفز عدداً آخر للمتابعة والانضمام.
أحمد، شاب من المولعين بالفنانة، نانسي عجرم. يقول أحمد لـ "العربي الجديد": "كنت صغيراً عندما تعلقت بالفنانة، نانسي عجرم، دون أن أعرف السبب الذي جعلني أفضلها على عدد كبير من المغنّين والمغنّيات، سواء في لبنان أو في العالم العربي. لم أكمل الخامسة عشرة، حتى زادَ تعلُّقي بنانسي عجرم أكثر، وقابلتها مرّة، وكان يوماً من أفضل الأيام بالنسبة لي. أحب نانسي لأنها متزنة في كل شيء، حتى في حياتها العادية الشخصيَّة. فهي أم لطفلتين، لم تنلْ منها الشائعات يوماً، وحافظت على تواضعها وبساطتها منذ انطلاقتها في الغناء".
تؤكد الفنانة، نانسي عجرم، أن المعجبين أصبحوا، اليوم، قوّةً بحدّ ذاتها لأي فنان، وهم جيش الدفاع الأساسي أحياناً عن وضع الفنان، خصوصاً في حالات الهجوم غير المبرر على مواقع التواصل الاجتماعي. تؤكد نانسي أنها قريبة جداً من معجبيها بطريقة شبه يومية، خصوصاً المعجبين المتواجدين في بعض دول المغرب، والذين يكرسون جزءاً كبيراً من أوقاتهم لمتابعة أخبارها، وبشكل خاصّ على موقع "انستغرام". و"أرى أن ذلك نتيجة حتمية لجهد الفنان وأعماله الغنائيّة، أو هو جزء مكمّل لعملنا والمتابعات التي تنقل إلينا، ووجهة نظر المُتلقّي لكلّ الأعمال التي نقوم بها". وتنفي نانسي عجرم صدور أي إهانات بحقّ زميلاتها من نادي معجبيها.
وحال أحمد مشابه لحال جورج المولع بالفنانة، إليسا، وهي برأيه اليوم، من أهم المغنّيات العرب، يقول جورج: "إليسا كَسَرت حائط المحليَّة، وأصبحت نجمةً كبيرة في العالم العربي والعالم. ولها مجموعةٌ لا بأس بها من المعجبين في دول أوروبيّةٍ. وعلى الرغم من بعض الانتقادات التي تُوجَّه لها، إلّا أنّنا متعصّبُون جدّاً لها، ولإنتاجاتها الغنائيَّة، التي ننتظرها بشغفٍ لا يُوصَف".
ويخصص عدد من الفنانين لقاءات دورية مع مجموعة من المعجبين، فيتفق المعجبون مع المدير أو المسؤول عن أعمال الفنان، على مقابلة خاصة يتجمع فيها كل من يرغب لإلقاء التحية والجلوس مع الفنان لوقت قصير، إضافةً إلى التقاط الصور التذكارية.
قد يكون نادي معجبي الفنانة اللبنانية، نجوى كرم، من أكبر النوادي أو المجموعات على مواقع التواصل الاجتماعي.
يساند هذا النادي، نجوى كرم، في نشاطها الفني وحفلاتها وجديدها الغنائي. تصف ندى، وهي فتاة من نادي معجبي نجوى كرم، بأنهم مجموعات كبيرة في لبنان والأردن والمغرب العربي، وحتى في الولايات المتحدة الأميركية، وأنَّ هناك تنسيقاً دائماً بين الجميع عبر مواقع التواصل الاجتماعي. "ونتبادل أحياناً المعلومات التي تتعلق بنشاط نجوى كرم، سواء على صعيد الحفلات، أو لأجل عقد مؤتمرٍ صحافي، وحتى تصوير أغنية جديدة مع مدير أعمال الفنانة السيد، طارق أبو جودة، الذي يُمهّد لنا الطريق لمقابلتها ولو دقائق. ويحصل ذلك أحياناً بطريقة سرية، أو مع عدد قليل من المعجبين، الذين يتابعون نشاط نجوى كرم بشكل دائم". وتتابع ندى: "أحياناً نجتمع لوداعها على المطار، بعد أن نخبرها بأنّنا نريد مقابلتها دقائق قبل السفر، وهي تكون سعيدة بهذا الوقت الذي لا يتعدّى الدقائق، إذ نقوم بالتقاط بعض الصور التذكارية إلى جانبها".
في المغرب، قبل عام، تجمَّع معجبو الفنانة، نجوى كرم، وأعدّوا لها احتفالاً داعماً لنشاطها في المغرب. ونفس الأمر في الأردن، عندما تسابق نادي المعجبين الأردنيين والفلسطينيين على الحجز، لحضور ليلة الفنانة اللبنانية، التي كانت دعت جميع معجبيها من فلسطين لملاقاتها في عمّان. أما الفنانة، نوال الزغبي، فهي أيضاً بحراسة مجموعة لا بأس بها من المعجبين، يمتازون بالعصبية، وأحياناً لا يتقبلون النقدّ الذي يطاول الزغبي، فيفتحون جبهات على موقع "تويتر" للرد.
وتمتلكُ الفنّانة المغربيّة، سميرة سعيد، حسابين على موقعي "فيسبوك" و"تويتر". وعلى الرغم من قلة عدد متابعيها، وهم حوالي 400 ألف مُتابع فقط على صفحتها الخاصة على موقع "تويتر"، إلا أنَّ سعيد تحقّق تفاعلاً كبيراً من خلالهم، وذلك من خلال التسويق لأعمالها الغنائية، وتبادل ردود الأفعال حول أغنية أو "كليب" قامت سعيد بإطلاقها حديثاً. ما يُسهم في نجاح الأعمال دون عناء، أو الاستعانة بالمتابعين المزورين، كما هي العادة بالنسبة لزملائها. واستطاع نادي معجبي الفنانة، سيرين عبد النور، أن يساعدوها قبل عامين، لاسترجاع صفحتها الخاصة على موقع "انستغرام" بعدما تعرَّضَت لقرصنة، ونجح مُحبّوها في حمايتها من هجوم كبير شنّه القراصنة على عبد النور.
التفاعل مع المعجبين
يتبين من خلال ما تقدم، أنَّ قدرة الفنان على التفاعل مع جمهوره اليوم، على مواقع التواصل الاجتماعي، تُعتبَر المُحرك الأول لما يُسمى نادي المعجبين. خصوصاً وأنّ التفاعل أو تخصيص جزء من وقت الفنانين أنفسهم للتفاعل مع المعجبين، والرد عليهم، يحفز عدداً آخر للمتابعة والانضمام.