معبد كوم أمبو: حفريات خارج القبضة الأجنبية

03 أكتوبر 2018
(لوحة للملك سيتي الأول واقفاً أمام الإله حورس)
+ الخط -

هل ينكفئ المصريون عن دراسة تاريخهم والتنقيب في آثاره؟ تساؤل يبعث على القلق بسبب توقّف الحكومة المصرية عن تمويل الحفريات الآركيولوجية على طول البلاد وعرضها بسبب الأزمة الاقتصادية، واعتمادها على التمويل الذاتي لوزارة الآثار الذي يعتمد على عائدات السياحة الآخذة بالتراجع في السنوات الأخيرة.

بحسب دراسة أجراها "المعهد المصري للدراسات" صدرت في أيار/ مايو الماضي، تعمل اليوم حوالي مئتين وخمسين بعثة أجنبية بعضها كانت السلطات قد أوقفت التعامل معها بعد تقديمها تقارير تسعى من خلالها إلى إثبات العديد من المرويات التوراتية حول العديد من المعالم والأحداث التاريخية ونقلها قطعاً أثرية إلى الخارج بطريقة غير مشروعة، لكن نشاطها عاد بشكل مريب بعد عام 2011.

مقابل ذلك، لا توجد سوى ثماني بعثات وطنية فقط تعمل وفق ظروف غير ملائمة لكنها تتقدّم في عدد من مشاريعها، منها البعثة الأثرية المصرية العاملة بمشروع تخفيض منسوب المياه الجوفية في معبد كوم أمبو في مدينة أسوان في جنوب مصر، التي أعلنت منذ أيام عن اكتشافها لوحتين منحوتتين من الحجر الرملي.

وأوضحت في بيانها الصحافي، أن إحداهما ترجع للملك سيتي الأول ثاني ملوك الأسرة التاسعة عشرة، ويبلغ ارتفاعها مترين وثلاثين سنتميتراً بعرض متر واحد، وسمك 30 سنتم، ووجدت مكسورة ومنقسمة إلى جزءين ولكن ما زالت تحتفظ بالنقوش والكتابات وهي في حالة جيدة من الحفظ.

تعود الثانية إلى عصر الملك بطليموس الرابع، وعُثر عليها مكسورة إلى عدّة أجزاء، وقد قام فريق الترميم في الوزارة بتجميعها وتأهيلها، ويبلغ ارتفاعها ثلاثة أمتار وخمسة وعشرين سنتيمتراً، وعرضها مترا وخمسة عشر سنتيمتراً، وسمكها ثلاثين سنتميتراً.

نُقشت على اللوحة الأولى صور الملك سيتي الأول واقفاً أمام الإله حورس العظيم والمعبود سوبك ويعلو المنظر قرص الشمس المجنّح رمزاً للحماية، وأسفل المنظر نص بالخط الهيروغليفي مكون من ستة وعشرين سطراً، ذكر فيها اسم الملك حورمحب؛ آخر ملوك الأسرة الثامنة عشرة، عدة مرات.

وكانت مصر قد شهدت احتفالات العام الماضي بمناسبة مرور مئتي عام على اكتشاف مقبرة سيتي الأول في منطقة وادي الملوك على يد بعثة إيطالية، ويُحتفظ بتابوته في "المتحف البريطاني" في لندن، كما أمر سيتي الأول بإقامة مسلّة تعرف باسم فلامنيوس، ولكنه رحل قبل إتمام نقشها، وأكملها رمسيس الثاني، وهي موجودة الآن في ميدان الشعب في روما.

أما لوحة الملك بطليموس الرابع، فتحتوي في الجزء العلوي منها مشهداً له يقف مستلماً عصا نهايتها على شكل حورس (إله الشمس عند قدماء المصريين) وخلفه زوجته أرسنوي الثالثة وأمامه ثالوث المعبد؛ حر ور، وتاسنت نفر، ونب تاوي، ويعلو المشهد قرص الشمس المجنح كما وجد أسفله نص بالخط الهيروغليفي مكون من ثمانية وعشرين سطراً.

شهد حكم بطليموس الرابع قيام حرب أهلية استمرت سنين طويلة، استعان خلالها بالمرتزقة لتثبيت حكمه وسجّل شكره لهم على حجر رشيد الذي لا يزال "المتحف البريطاني" يحتفظ به أيضاً.

المساهمون