معبد أشمون الفينيقي شرق صيدا

07 سبتمبر 2016
أصيب المعبد بزلزال بالقرن الرابع عشر قبل الميلاد (فيسبوك)
+ الخط -
يعتبر معبد أشمون من أهم الآثار الفينيقيّة في لبنان، إذ يضم معبداً وثنياً بُني في القرن السابع قبل الميلاد على ضفة نهر الأولي الذي كان يُسمّى نهر "بسترانوس" شمال شرق مدينة صيدا (جنوب لبنان).

و"أشمون" عند الفينيقيين هو آلهة الشفاء، لذلك صار المعبد مركزاً ومستشفى لعلاج الأطفال من المدن الفينيقيّة كافة. وتميّز المعبد بوجود أحواض مائيّة عدّة تغذّيها قنوات جر المياه من نهر الأولي، ومن ينبوع مقدّس كان يُعرف باسم "نبع إدلل" إذ كانت له وظيفة طقوسية دينية وطبية علاجية. وقد أُطلق على أحد الأحواض اسم "حوض عشتروت"، بسبب وجود عرش من الغرانيت منحوت من كتلة واحدة، ويدعى أيضاً "عرش عشتروت". وقد تم استخدام الأحواض المائيّة والينبوع لأغراض علاجية وتطهيرية، وكان الناس يتوجهون إلى المعبد للقاء كهنته المختصين بالطبّ من أجل إنقاذ أطفالهم.

يضم معبد "أشمون" قطعاً أثرية قيّمة محفوظة حالياً في المتحف الوطني في بيروت، ومنها النواميس والتماثيل المنقوش عليها كتابات فينيقية، والتي توفر معلومات قيّمة حول جذوره الضاربة في عمق التاريخ، كما يحتوي على مجموعة من التماثيل الرخاميّة الصغيرة التي تمثّل أطفالاً، وتحمل إهداءات طقوسية باللغة الفينيقية.

يتميّز المعبد بوجود لوحات فسيفسائيّة عدة، أهمّها لوحة "الفصول الأربعة" الواقعة أمام الكنيسة البيزنطية، ولا تزال بقايا الأرضيات الفسيفسائية موجودة في الموقع إلى الآن. ويعتبر معبد أشمون، المعبد الفينيقي الوحيد الذي لا يزال قائماً في لبنان. وقد تعاقبت عليه العديد من الحضارات منها الفينيقية والفارسية والرومانية والبيزنطية.

ومن بين الاكتشافات أيضاً صورة لأشمون على ورقة من ذهب، وهو يحمل بيده عصا يلتف حولها الثعبان، وهذا يظهر مدى علاقته الوثيقة بالثعابين، والتي دمجت بين شخصيّة أشمون الفينيقي واسكليبيوس الإغريقي الروماني، وقد انسحب هذا الثعبان الذي يلتفّ حول العصا كشعار للطبّ يعتمد في عصرنا الحالي.

وكان المعبد قد تعرّض على مر التاريخ إلى عوامل طبيعيّة عدّة، منها زلزال أصابه في القرن الرابع عشر قبل الميلاد، والذي أسفر عن تهدّم الهيكل الرخامي الذي يتوّج المنصّة، ولم تتمّ إعادة بناء الهيكل بعد ذلك، لكن أعيد جمع العديد من المصّليات والمعابد وضمّها إلى حرم المعبد الذي بقي مكاناً للحجّ في العالم القديم حتى ظهور الديانة المسيحية، إذ حُظرت عبادة أشمون وبنيت كنيسة مسيحية في موقع المعبد عبر الشارع الروماني.




دلالات
المساهمون