مطالبة الحكومة المصرية بالاعتراف بفشل مفاوضات سد النهضة

15 ديسمبر 2015
فشل المفاوضات حول سد النهضة يحرج الحكومة المصرية (Getty)
+ الخط -

في الوقت الذي أكدت فيه وزارة الموارد المائية والري في مصر أن الاجتماع السداسي لوزراء الخارجية ومياه دول النيل الشرقي "مصر وإثيوبيا والسودان" حول أزمة "سد النهضة" كان صريحاً وشفافاً، خرج العديد من خبراء المياه بضرورة إعلان فشل مفاوضات سد النهضة الإثيوبي وتصعيده للمنظمات الدولية.

واعتبر وزير الري الأسبق، الدكتور محمد نصر علام، أنّ الاجتماع السداسي لوزراء الخارجية والمياه لدول مصر والسودان وإثيوبيا يعد استمراراً لفشل المفاوضات بين الدول الثلاث، مشيراً إلى أن الجانب المصري سلم النقاط التي تشغله حول أزمة السد خلال الاجتماع التاسع بالقاهرة، لافتاً إلى أن خروج الاجتماع الأخير في الخرطوم دون اتفاق يعني رفض الجانب الإثيوبي لما تم طرحه من الجانب المصري.


وأشار المتحدث ذاته إلى أن عدم الشفافية من قبل المفاوض المصري تجاه الرأي العام، وإعلان فشل المفاوضات، سيؤدي إلى مزيد من اللغط بالملف، وذلك بعد إعلان الجانب الإثيوبي بدء المرحلة الأولى من تشغيل السد في يونيو/ حزيران المقبل.

كذلك طالب بضرورة أن يكون هناك تغيير في سير المفاوضات، بدءاً من إعلان فشل المفاوضات من ثم التفاوض سياسياً، يبدأ التصعيد تدريجياً من خلال المنظمات الدولية وتدويل القضية.

بدوره، رأى خبير المياه الدكتور نادر نور الدين، أن الاجتماع السداسي الأخير في الخرطوم يعد مكملاً لباقي الاجتماعات السابقة، والذي جاء بعد 15 شهراً من المفاوضات، والذي لم ينجح في تحقيق المطلوب منه، لافتاً إلى أن ذلك بسبب إصرار إثيوبيا والسودان على عدم تسييس المفاوضات ولكنها فنية فقط، كما نص إعلان المبادئ الذي وقعه رؤساء الدول الثلاث.

اقرأ أيضاً: غضب شعبي بمصر بعد فشل مباحثات "سد النهضة"

كما أشار إلى أن الاجتماع كان عنيفاً وعاصفاً، إذ خرج الـ6 وزراء من الباب الخلفي لقاعة الاجتماعات متجهمين ولم يدلوا بأي تصريحات صحافية، وذلك يدل على عدم وجود أي جديد في الاجتماع سوى الإعلان عن الاجتماع المقبل نهاية الشهر الجاري، والذي سيتم تأجيله للشهر المقبل، وذلك بسبب أعياد الميلاد.

وبيّن أن مصر طالبت بضرورة صرف النظر عن المكاتب الاستشارية والحديث مباشرة وضرورة التوافق على حصة مصر المائية من نهر النيل، فضلاً عن نظام تشغيل السد، وتدفقات المياه من خلف السد، لافتاً إلى أنه لم يتم التوافق على شيء وأن المباحثات دخلت مرحلة صعبة، إذ إن إثيوبيا سوف تبدأ في تخزين المياه في يونيو/ حزيران من العام المقبل، لتشغيل المرحلة الأولى من السد، والذي سيعمل على تخزين من 10 إلى 14 مليار متر مكعب.

وطالب نور الدين بضرورة أن تتفاوض مصر على كميات المياه التي ستتدفق من السد حتى نضمن حصة مصر من المياه، وأن تتعهد إثيوبيا كتابة بذلك.

وأشار خبير المياه إلى أنه في حالة فشل المفاوضات وعدم التوصل إلى اتفاق فإن مصر ستعرض إعلان المبادئ على مجلس النواب، والذي سترفضه بما يعني إلغاء الاعتراف بسد النهضة الإثيوبي، والبدء في تدويل القضية وعرضها على المنظمات الدولية.

اقرأ أيضاً: القاهرة واستعصاء "النهضة": الاستنجاد بالرياض ووفد عسكري في أثيوبيا